من اين البداية ؟

بغداد- العراق اليوم:

بقلم الفريق الركن احمد عبادي الساعدي

بعد ان طال الصبر على الشعب العراقي وهو يتأمل ايجاد حكومة وطنية لانقاذه من المحن والازمات التي تعصف بالبلاد، فان اولى الاولويات هي ازمة الفساد ومكافحته، تلك المشكلة التي تشكل التحدي الاكبر للعراق وشعبه.

من المؤكد ان جميع الانظمة في العالم ومنها المتحضرة تعمل وفق استراتيجيات واضحة تنهض بالبلاد في التنمية والتطور، ولكن بلادنا تحتاج الى ثورة في النهوض، ثورة شاملة وبيضاء.

وعند قيام حكومتنا برئاسة د. عادل عبد المهدي من المؤكد ان لديها خطة، ولكننا نود الاشارة الى مجموعة من التحديات التي تشكل خطراً جسيماً في كينونة وكيان المجتمع العراقي، واذا لم تتخطاها وتعالجها فلايمكن السير بالاتجاه الصحيح نحو النهوض.

ومن بينها انتشار المخدرات وحبوب الهلوسة التي فتكت بشبابنا، حيث صارت تشكل تهديداً خطيراً على مستقبل اجيالنا الشبابية.

لذلك نحتاج الى تثقيف  عال يتوازى وخطورة هذه الظاهرة. فضلاً عن تشديد الاجراءات، وتفعيل المواد القانونية الرادعة بحق تجار الموت، والفتك بالشباب العراقي، وهم ليس اقل جرماً من الارهابيين .

ومع انتشار ظاهرة فتح صالات القمار في جميع انحاء البلاد  اصبحت هذه المشكلة حالة ملفتة للنظر لانها تعتبر من الوسائل التي تساهم وتساعد على انتشار الجريمة بكل انواعها.

وفي ذات السياق، فإن الاجهزة الامنية تحتاج الى ان تكثف جهودها باتجاه القاء القبض على عصابات التسليب والخطف، فتحد من نشاطها التدميري لما تشكل هذه الحالة من خطورة مفزعة، وارهاب منظم فعلاً.

ولعل من المشاكل الجديدة القديمة بروز ظاهرة داعمة وساندة للارهاب بشكل او باخر، الا وهي ظاهرة الاعراف العشائرية البالية وما نتج عنها من معارك تستخدم فيها كافة انواع الاسلحة حتى باتت سلطة خاصة فوق سلطة القانون، فتعطل النمو الحضاري، وتعيق تطور المجتمع، ناهيك عن ارباك الامن.

اما الظاهرة الاخرى فهي انتشار محلات بيوت الدعارة المحمية من قبل الاحزاب والشخصيات الفاسدة.

ومختصر ذلك، لو وضعنا جميع هذه الظواهر في اطارها التحليلي الموضوعي لوجدنا المسببات تكمن في امرين:

الاول تفشي البطالة وعدم ايجاد حلول وافية لها من قبل الحكومات السابقة.

الثاني ضعف الواعز الاخلاقي والوطني، فضلا عن غياب المؤسسة الدينية التربوية الحقيقية التي كما يبدو اكتفت برجال المنابر واثارة المشاعر مع ضعف الجهاز التنفيذي لفرض القانون بكل الوسائل التي تحد من انتشار الظواهر المسيبة في المجتمع العراقي.

لذا اناشد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ان يضع في اولى اولوياته العمل على مكافحة هذه الظواهر واجتثاثها، وايجاد فرص عمل للشباب العاطل ضمن خطة واقعية استراتيجية للسنوات الاربع القادمة.

رحم الله شهداء العراق وشفى جرحانا.

علق هنا