شيعة العراق ليسوا عربا..!

من بين السماجات التي درج عليها محترفو التسقيط السياسي، وفرسان الشاشات الفضائية، من أدعياء تمثيل المكون السني الكريم، سواء كانوا منخرطين بالحقل السياسي، مع العملية السياسية أم ضدها، أنهم يتهمون الشيعة العراقيين في إنتمائهم القومي.

    هؤلاء يرددون بلا كلل منذ ثلاثة عشر عاما،ما كانت تردده بيانات معركة قادسية طاغيتهم صدام من تعبيرات فجة، من قبيل الصفويين والفرس المجوس، وأتباع إيران، وغيرها من التعبيرات التي تعني في نهاية المطاف؛ أن على ثلثي الشعب العراقي الرحيل صوب الشرق، ليبقى العراق ملكا عضوضا لهؤلاء الفرسان.

    في هذا الصدد نشير الى أن العرب، كانت ترسل كلامها سليقة، وكان هذا الكلام يجري بين الناس بلا ترهل، وتراهم يعون ما يقال لهم، ومنه الذي نخاله وعرا، أرأيتهم يستمعون في مسجد الكوفة، الى خطب أمير المؤمنين علي عليه السلام، التي نحتاج اليوم الى مفسرين وتفاسير؛ لإستكناه معناها؟

    نعم كانوا جلوسا في ساحة المسجد ألوفا، يعون ما يقوله الإمام وبضوئه يسترشدون، غير أن دخول أمم في الإسلام، الذي أُنزل كتابه عربيا، تطلب أن يتخلى العرب عن السليقة ويضعوا قواعد للغتهم.

    هكذا أمر علي عليه السلام؛ بتنقيط الكتابة العربية، وفوض لأبي الأسود الدؤلي ذلك، فيما فوض للخليل بن أحمد الفراهيدي؛ وضع بحور لشعر العرب.

    منذ ذلك الحين؛ ولكون العراق مهاد حضارة عريقة، تبحر أهله بعلوم العربية، ونشأت فيه مدرستان للنحو والصرف، الأولى في الكوفة؛ وكانت متسامحة تسلك مسلك المترخص، وكان أساس مذهبها إعتماد الرواية والنصوص العربية، قرآنية وشعرية أكثر من إعتمادها على القياس النظري المنطقي، فيما ذهبت الثانية؛ وهي مدرسة البصرة مذهب التأويل، وكان منهجها خاضعا للنزعة الفلسفية، والتأويل والقياس النظري.

    لم يترك العراقيون للعرب ـ كل العرب، مجالا يدلون من خلاله بدلاء الرأي في علوم العربية، وليومنا هذا فان نحو اللغة العربية وعلومه، عراقي صرف وبمدرستين، هما مدرستا الكوفة والبصرة، ومازالت معاهد وكليات اللغة العربية وآدابها وعلومها، في كل بلدان العرب من نواكشوط والدار البيضاء، الى تونس الى القاهرة الى دمشق، والرياض وأم القيوين تقول صباح مساء: قال الكوفيون وقال البصريون، وعلى رأي مدرسة الكوفة وعلى رأي مدرسة البصرة!

    كلام قبل السلام: مدرستان فقط!! ومع ذلك فالعراقيون وجلّهم شيعة؛ متهمون بعروبتهم على رأي فرسان القائمة السنية العراقية!

    سلام..

علق هنا