صحيفة : من سيلبس تهمة قتل خاشقجي بدلا من " بن سلمان"

بغداد- العراق اليوم:

في الأشهر التي سبقت اختفاء "جمال خاشقجي"، أخبر الصحفي السعودي أصدقاءه بأنه تلقى مكالمات من مسؤول سعودي كبير حثه على إنهاء منفاه الاختياري والعودة إلى الرياض.

وأخبر "خاشقجي" أصدقاءه أنه لا يثق في العرض أو المسؤول الذي يعرضه، وهو "سعود القحطاني"، مستشار "محمد بن سلمان" البالغ من العمر 40 عاماً، والذي يوصف بأنه اليد النافذة لوليّ العهد.

في الغرب، لم يكن "القحطاني" من بين الأعضاء الأكثر شهرة في مجموعة المعاونين الشباب لولي العهد، لكنه المسؤول الأعلى صوتاً والأكثر ظهوراً في منطقة الخليج، وهو يغرد كثيراً بلغة شعبية، وحث 1.3 مليون متابع له على تويتر على الإبلاغ عن النقاد والمعارضين في المملكة ليضيفهم إلى قائمته السوداء.

مع قيام السعودية بحملة لعزل جارتها الصغيرة قطر، كان "القحطاني" هو المروج الرئيسي لأفكار المملكة الأكثر استفزازية، مثل حفر قناة لتحويل قطر إلى جزيرة، وهو أيضاً مروج قوي للأخبار المزيفة وأنشطة الذباب الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي التي يزعم أنها تظهر السخط الشعبي على العائلة المالكة في قطر.

وأطلق عليه موقع العربي الجديد - وهو منفذ إخباري قطري – لقب: "ستيف بانون" السعودي.

وفي تقدير "خاشقجي"، فإن "القحطاني" هو المسؤول الذي يحافظ "محمد بن سلمان" من خلاله على السيطرة الكاملة على الإعلام السعودي.

وكتب "خاشقجي" في مقال نشر في فبراير/ شباط: "على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية كان فريق الاتصالات لمحمد بن سلمان داخل الديوان الملكي يخوف ويعاقب أي شخص لا يتفق معه، من خلال قائمة سوداء صنعها سعود القحطاني ودعا السعوديين لإضافة أسماء إليها، ويبدو أن الكتاب مثلي صاروا أكثر خطورة من المعارضة السعودية الأكثر صخباً في لندن".

وفي مقال نشرته قناة العربية في أخبار شهر أبريل/نيسان الماضي، صوَّر "القحطاني" نفسه على أنه خادم ولي العهد المتواضع، الذي شعر بالذهول من رؤية الأمير لتحديث المملكة العربية السعودية.

وقال "القحطاني" إنه تم تكليفه شخصياً من قبل ولي العهد لدراسة كيفية إصلاح وتبسيط البيروقراطية السعودية.

في الأيام الأخيرة، لجأ "القحطاني" إلى "تويتر" ليسخر مما وصفه ببيانات تركية غريبة تلقي باللائمة على المملكة العربية السعودية في اختفاء "خاشقجي"، ونفى أن يكون له أي دور في مؤامرة لاستدراج الصحفي البارز إلى موت رهيب.

وكتب ساخراً أنهم يتهمونه بتقطيع جثة إنسان وهو حي، وهو ما يجعله "ديكستر القرن"، مشيراً إلى المسلسل التليفزيوني الأمريكي الذي ظهر فيه تشويه وحشي للإنسان، وأكمل قائلاً "باقي أن يقولوا إني جراندايزر"، في إشارة إلى مسلسل الرسوم المتحركة الياباني المنتشر في منطقة الشرق الأوسط.

ورغم كونه غير معروف جيدا للمسؤولين الأمريكيين، يشغل "القحطاني" منصب مستشار في البلاط الملكي وهو رئيس مركز الدراسات والإعلام الذي تديره الدولة.

على حسابه على تويتر، يحذر "القحطاني" مراراً وتكراراً من العواقب على منتقدي المملكة ويشجع ما يسميه البعض نظريات المؤامرة التي تدعي وجود خطط مدمرة من قبل الإخوان المسلمين وقطر، وهو يعيد تغريد بحماس الردود الداعمة من المستخدمين السعوديين.

وكتب الباحث في جامعة إكستر، "مارك أوين جونز"، أن نشاط "القحطاني" على "تويتر" "بلغ مستويات تشبه ترامب في العداء".

وفي تعليقات لصحيفة "نيويورك تايمز" في مارس/آذار، قال "خاشقجي" إن القحطاني استفاد من خبرته في وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا لقيادة "جيش ذباب إلكتروني" يدافع عن سياسات المملكة على الإنترنت.

وقال "خاشقجي" إن "محمد بن سلمان تبنى بحماس أساليب القحطاني".

وأضاف: "أنهم يخلقون عالمًا افتراضيًا تكون فيه السعودية قوة عظمى، ومحمد بن سلمان القائد الأكثر شعبية، بالطبع، كل هذا ينال موافقة ولي العهد".

 

علق هنا