ماذا تعلمنا من ثورة الامام الحسين ..؟

بغداد- العراق اليوم:

الفريق الركن احمد عبادي الساعدي

بعد ان تولى الخلافة بنو امية حكم المسلمين، أنحدرت الامة الاسلامية والاسلام عن المسار الاسلامي حتى وصل الحكم الى يزيد بن معاوية، الذي لايتورع عن ارتكاب المحارم والجرائم بحق المسلمين خارقاً الشريعة الاسلامية. ليحرفها عن اهدافها السامية التي تحرر الانسان من العبودية بفضلها، وارتقى نحو سلم السمو الانساني والحضاري.

 لقد عرف عن يزيد ابن معاوية الرذيلة والمجون، ومثل هذا الشخص لايصلح ان يتولى امر المسلمين ابداً، وبذات الوقت اصاب الامة الاسلامية الخنوع والخضوع والاستسلام للحاكم الظالم والجائر والفاسد، وبمثل هكذا ظروف لم يستسلم له غير الخانعين، حتى وصل الامر بهذا الطاغية الى الاعتداء على المحرمات الاسلامية، لذا رأى الامام الحسين -وهو امام عصره انذاك - استحالة ان يتولى امر المسلمين فاسد، واستحالة ان يقف الحسين متفرجاً وهو مكلف شرعا ان يقف في وجه الطاغية ويعيد منهج الاسلام الحقيقي الى جادة الصواب. ولايمكن قطعاً الرضوخ للظلم والقبول بالانحراف الاخلاقي والديني مهما كلف الامر، لذلك حمل الامام الحسين راية الاسلام بثورة ضد من عبث بالقيم الاسلامية وكان الامام  يعلم علم اليقين ان ثورته يجب ان تكون مقرونة بالتضحية والفداء لاجل سلامة العقيدة والمحافظة على كيان الامة الاسلامية، فقدم الاهل والاحبة والعيال والاصحاب لاجل الهدف السامي وهو المحافظة على الاسلام ومنهج جده الرسول محمد " ص".

لقد هزت الثورة كيان الظالمين والطغاة عبر الازمنة السابقة حتى يومنا الحالي، ومنها تعلم الاحرار  استحالة الوقوف بوجه الطغاة الا وهم على استعداد للتضحية من اجل القيم العليا.

تعلمنا من مدرسة الامام الحسين استحالة الحفاظ على كيان الكرامة والعزة الا بالتضحية والعطاء واسترخاص الغالي لاجل بلوغ الاهداف التي ننشدها.

 ستبقى ثورة الامام الحسين نبراساً للاجيال تلو الاجيال، وفيها من الدروس والعبر لتعليم الانسانية بكل ارجاء الارض المعمورة ومن هذه الدروس:

 ١-  ان الحفاظ على العقيدة يحتاج دائما الى الاستعداد للتضحية والفداء والوقوف بوجه الفاسدين واجب شرعي واخلاقي.

 ٢- عدم الخنوع والخضوع امام الطغاة فهم اضعف مما نتصور لو ثبتنا على المبدأ، فالثبات على المبادئ هو النصر الحقيقي.

 ٣-علمتنا ثورة الامام الحسين ان المقاومة هي السبيل الوحيد الذي يستنهض الامة للمعالي نحو سلم الحرية والتحرر والعزة والكرامة.

٤-تعلمنا من الحسين الثائر ان المقاوم لايساوم او تنثني عزيمته ابداً، طالما هو مؤمن بعقيدته التي آمن بها ومقاومة التيارات المنحرفة التي تريد اذلال الانسان وسلب حريته، ولايمكن الانتصار عليها الا من خلال نكران الذات والتحلي بالصلابة الايمانية والشجاعة، والتصدي لها مهما كانت التضحية.

 لقد كانت وستبقى المدرسة الحسينية مدرسة القوة والاستنهاض  والإيمان ، والامة تحتاج في كل الاجيال الى رجال لهم القدرة على تمييز الحق عن الباطل، ولايمكن النهوض بالامة الا من خلال تصحيح مسارات الخطأ وأن تكلفنا اثماناً غالية.

 هذه هي روح الثورة الحسينية.. وهذه دروسها المضيئة الخالدة.

رحم الله شهداءنا، وشفى الجرحى وحفظ العراق من كيد الاعداء.

علق هنا