تقرير أمريكي: داعش لم ينهزم نهائيا في العراق رغم إعلان النصر الكبير

بغداد- العراق اليوم:

أكد تقريران لمجلة "أتلانتيك" الأمريكية ان تنظيم داعش لم ينهزم نهائيا في العراق، فيما حذر من أن نهاية ما تسمى "دولة الخلافة" لا تعنى نهاية داعش في كل من سوريا والعراق.

وأفاد الخبير في الشؤون العراقية في معهد واشنطن للشرق الادنى، مايكل نايتس، في تقريره تحت عنوان "مستقبل داعش في العراق"، والذي نشر الأسبوع الماضي، ان داعش لم يذهب إلى أي مكان، وانتقل التنظيم إلى التمرد في كل مكان فقد فيه القدرة على الحكم أمام هجمات قوات الحلفاء والحكومة العراقية.

وأضاف التقرير، ان "الحكومة العراقية وحلفاءها، فرحوا بالانتصارات ضد داعش في العام الماضي، حيث كان متوقعا من بلد يظل يعيش سنوات من الحروب، والاضطرابات، لكن بالنسبة إلى داعش، فإنهم يعتبرون فقدان المدن العراقية الرئيسية التي كانوا يسيطرون عليها معلما واحدا من معالم كثيرة على طريق طويل لصراعهم".

وأوضح ان عناصر داعش لا ينظرون إلى الهزيمة على أنها نهاية عملياتهم، بل ينظرون إليها فقط كحركة لمرحلة جديدة من عملياتهم، حيث قام التنظيم بشن هجمات متمردة في محافظات (ديالى، وصلاح الدين، والأنبار)،  ذات الغالبية السنية.

وأشار الخبير الأمريكي نايتس، إلى ان "داعش يقاتل الآن بالصورة نفسها التي قاتل بها عام 2103، وهو لا يفعل الآن أكثر مما فعل قبل 5 أعوام، فهو ينظم صفوفه، ويبدأ عمليات محلية، استعدادا لدخول مرحلة العمليات واسعة النطاق".

وتابع بالقول إن " الذين يدرسون التمرد في العراق عن كثب يلاحظون أحد المؤشرات الجيدة لقدرة داعشعلى العودة هو معرفة عدد المختارين، شيوخ القرية، الذين قتلهم الداعشيون،وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، كل أسبوع يقتلون معدل ثلاثة من شيوخ القرى، وأن قرابة 200 قرية شهدت قتل شيوخها منذ العام الماضي".

وتساءل عن "الرقم 15000 "الذين يقال إنهم عدد الداعشيين في العراق، حيث قال "كيف تصنف الداعشي؟ هل هو المقاتل الأجنبي؟ هل هو كادر القيادة؟ هل هو الرجل الذي كان في داعش وقتل بعض الناس؟ هل هو الذي لم ينضم قط إلى داعش في الماضي؟ هل هو الذي يحارب، ثم يترك الحرب ثم يعود للحرب؟".

من جانبه أكد تقرير المجلة الأمريكية الآخر والذي يخص التنظيم في سوريا، ان داعش ينتظر بالتحالف مع تنظيم "القاعدة"، خروج القوات الأمريكية والروسية والتركية ليقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، حيث لم ينته بعد الصراع في سوريا، وما زال ثلث سوريا خارج سيطرة الحكومة، تحت النفوذ التركي في الشمال الغربي، وتحت الحماية الأمريكية في الشرق.

وأضاف انه "يوجد قوس هائل من المناطق الضعيفة التي لا تستطيع حكومة سوريا تأمينها، تضاريس وعرة من الصحاري والوديان النهرية الممتدة من الحدود الإسرائيلية في الجنوب الشرقي إلى العراق في الشرق، ومن ثم إلى تركيا في الشمال الغربي من سوريا".

كما ان "القاعدة" وداعش هما، الآن، المجموعتان الرئيسيتان في هذه المناطق الريفية والنائية، ولن يكون صعبا عليهما الاستفادة من مجموعة من الموارد البشرية والمادية للقتال ضد الحكومة، فقط يحتاج المتشددون من أجل كسب المجندين، إلى إقناع الساخطين بأنهم يمثلون المعارضة الوحيدة الباقية ضد الحكومة، وذلك بعد هزيمة كل المعارضين العلمانيين والسلميين.

وختم التقرير بالقول، ان داعش و"القاعدة" وبعد وراثتهما للانتفاضة السورية وطاقاتها، يمكن أن يشكلا مواجهات دائمة في المشهد السوري، ويمكن ان يظلوا كامنين لسنوات، أو حتى عقود، فقط ليعاودوا الظهور في وقت لاحق.

علق هنا