ما هكذا يرد الفضل ايها الجزائريون، فلولا العراق لبقيتم مستعمرة فرنسية الى الان !

بغداد- العراق اليوم:

من ينسى فضل غيره فهذا مصاب بمرض النسيان، او  بداء نكران الجميل، وفي كلا الحالتين، يجب ان يعالج، لا ان يترك لحاله.

فكيف يكون الحال مع شعب تنكر  برمته لفضل وجميل شعب وقف معه حين لم يكن شيئاً على خارطة الامم، بل لم يكن بحسبان اي امة ان شعباً خليطاً من البربر والامازيغ واقلية عربية في افريقيا المجهولة كلها انذاك يمكن ان يصبح دولة ذات شأن او ان يستقل، لكن دعم العراق السخي، ووقفته المشهودة، ساهمت في انجاز استقلال الجزائر بعد ان قدمت هذه البلاد مليون شهيد قتل اغلبهم من قبل ابناء البلد انفسهم، أي اولئك الذين كانوا اعواناً للمحتل الفرنسي وعملاء لديه

وحين استقلت الجزائر عام ١٩٦٢ لم تجد المناضلة المعروفة جميلة بوحيرد عاصمة تستحق الشكر  غير عاصمة العراق بغداد، وزعيمها الخالد عبد الكريم قاسم، فكان ان حطت في بغداد وهناك احتفى بها الزعيم، وبثورة شعبها، ولا تزال منطقة جميلة الصناعية في قلب بغداد شاخصة، وهكذا اصبح العراق قبلة المناضلين والثوار الجزائريين مثل احمد بن بيلا وغيره، ولم يجد العراقيون طرقا للاحتفاء سوى ان يطلقوا اسم جزائر على شوارعهم ومدارسهم وحتى على مواليدهم! وهكذا كان العراقيون مثالاً في الاحتفاء بهذا المنجز العربي الكبير.

لكن وكعادة الشعوب المصابة بمتلازمة العبودية الكامنة، لم يجد الجزائريون ما يردوا به فضل العراق غير الوقوف دوماً في المعسكر المضاد للشعب العراقي، حيث ساندوا الطغيان البعثي ونظام صدام وبقيت الجزائر تعارض كل قرار يصب في مصلحة الشعب العراقي، أو في طريق تخليصه من نير الدكتاتورية، ولم تكتف الجزائر بهذه المواقف المخزية بل انحازت بلا ادنى ضمير الى جبهة الارهاب التي اجتاحت العراق بعد ٢٠٠٣ ، وبقيت كحال بعض البلدان العربية تصدر الارهاب للبلاد مدفوعة بغل الانتقام والكره غير المفهوم للشعب العراقي.

وحين لم تستطع الجزائر ان ترد افضال العراق فأنها كانت من اوائل الدول التي اطلقت سهام العداء والبغضاء عليه، وما جرى امس في مبارة القوة الجوية العراقي من ترديد لشعارات تمجد داعش الارهابي والمجرم النافق صدام حسين، الا تأكيد على حجم العداء الكامن، ولرهان على تغلغل تيارات السلفية والوهابية والقومجية الفاشية في ضمير وفكر هذا الشعب الذي لا ينتمي للعروبة الا اسماً، ولا يعرف من معنى الاسلام الا التطرف، فيما لا يزال يرزح تحت نير التسلط والدكتاتورية.

ان ما حدث ليلة امس قد كشف عن خسة ونذالة العقلية الداعشية المؤيدة للجريمة وانتهاك حقوق الانسان، والمعادية للشعوب الحرة، كما كشف عن سطوة البروبغندا الطائفية المقيتة التي شوهت كل ملامح العراق امام تلك الشعوب، ومحقت صورة هذا الشعب، وكان رد ادارة القوة الجوية صارماً حازماً يستحق التقدير، وحسنا فعلت حين قررت الانسحاب من هذه المباراة، وترك الملعب ليصفع هذا الجمهور الذي لا يزال واقعا في منخفض الطائفية .

علق هنا