تفاصيل جديدة بشأن حادثة "انتحار" الحاج العراقي

بغداد- العراق اليوم:

روى ذوو الحاج العراقي حسين حميد الذي توفي بالحرم المكي، الاحد، تفاصيل جديدة الحادثة التي وقعت مؤخرا، مؤكدين ان الحاج كان يتمتع بصحة جسدية ونفسية جيدة "خلافا لما اشيع بمواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام"، وفيما انتقدوا بشدة اداء الجهات الحكومية وتعاملها مع الحادثة، شددوا على ضرورة الرجوع الى كاميرات المراقبة في الحرم من اجل معرفة الاسباب التي ادت الى سقوط الحاج.

ويقول حسن فلاح جبر وهو احد ابناء عمومة الحاج المتوفي  إن "الحاج حسين حميد انسان طبيعي جدا ولا يشكو من امراض نفسية او عقلية، وهو انسان كاسب ولديه سبعة اطفال، كما انه يمتلك حسينية قرب محل سكناه"، مبينا ان "الحاج ذهب مع والدته البالغة من العمر 85 عاما لاداء مناسك الحج هذا العام".

ويضيف جبر، أن "الحاج اتصل بنا هاتفيا قبل طواف الوداع بعد اكماله جميع المناسك، وطالب بترتيب منزله حتى يكون جاهزا لاستقبال المهنئين له بالحج حال عدوته الى الوطن"، مبينا انه "وبعد مدة قصيرة على هذا الاتصال صُدمنا بخبر وفاته الذي افاد بأنه انتحر".

وكان المتحدث الإعلامي للقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام قد صرّح، بأنه عند الساعة الثامنة وعشر دقائق من صباح يوم الجمعة الماضي (24 اب 2018)، أقدم أحد الوافدين على القفز من سطح المسجد الحرام إلى صحن الطواف بالدور الأرضي، مما نتج عنه وفاته فور سقوطه، وإصابة اثنين من الحجاج تم نقلهما إلى المستشفى.

وانتقد جبر دور الجهات الحكومية أزاء الحادثة بقوله، إن "الحكومة وهيئة الحج والعمرة ووزارة الخارجية لم يكن لهم اي دور، ولم يأتي اي احد منهم الى ذوي المتوفى من اجل ايضاح الامر، اضافة الى بطؤ وتلكؤ في الاجراءات خاصة وان الجثة لم تعد الى البلاد لغاية الان".

ووفقا لجبر، فإن ابناء عمومة وعشيرة الحاج المتوفى اجمعوا على مطالبة الجهات الحكومية للجانب السعودي، بـ"جلب جثة المغفور له، الى العراق لدفنه هنا بأسرع وقت، بالاضافة الى تسليمهم شريط ما صورته الكاميرات داخل الحرم لحظة وقوع الحادث، من اجل معرفة الاسباب التي ادت الى سقوطه".

واعلنت وزارة الخارجية، امس أن القنصلية العراقية في جدة "تنسق" من اجل تسلم التقرير النهائي بشأن وفاة الحاج العراقي في الحرم المكي، فيما دعت وسائل الاعلام الى تجنب "التكهنات والافتراضات المسبقة" للحادث وتوخي الدقة في نقل المعلومات.

من جهته، يوضح محسن الزيداوي، وهو احد ابناء عمومة المتوفى أن "الحاج حسين حميد رجل صاحب دين ومبدأ ويؤمن بالقدر والموت ويعلم ان الانتحار جريمة كبرى"، لافتا الى ان "خبر وفاته كان بمثابة صدمة لنا، ومن المخزي ان يصرح الاعلام العراقي ضد حاج عراقي ويقول انه انتحر".

ويضيف الزيداوي، في حديث لـ السومرية نيوز، أن "مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام سرعان ما قامت بتأليف قصص عارية عن الصحة بخصوص الدوافع التي ادت الى انتحاره، واحدها قالوا ان الحاج المتوفى كان له ابن توفي منذ وقت قصير وسبب له صدمة نفسية، الا ان الحقيقة تقول ان وفاة ابن الحاج كانت قبل تسع سنوات، ولم يعاني ابدا من اضطرابات نفسية قد تدفعه الى الانتحار".

وكان النائب السابق عن محافظة بغداد رياض غالي الساعدي دعا، الحكومة العراقية ووزارة الخارجية لـ"التحرك دوليا" لاجراء تحقيق على "جريمة اغتيال" الحاج العراقي في الاراضي السعودية، متهما الامن السعودي بـ"الغدر وخيانة ضيوف الرحمن"، فيما اشار الى ان "المغدور" لا يعاني من امراض نفسية.

بدوره، انتقد ليث حمود، وهو احد اقرباء المتوفى الجهات الحكومية بقوله، "لم تصلنا اي جهة حكومية او ممثل عن الحكومة لإعلامنا بملابسات الحادث، او الكيفية التي حصل بها الحادث، او اذا ما حدث اتصال رسمي بين العراق والسعودية بخصوص قضية وفاة الحاج المغفور له".

ويضيف حمود، أن "ضعف الاداء الحكومي هذا ادى الى انتشار الشائعات فقط بخصوص هذه القضية، ومن المؤسف ان المسؤولين الحكوميين يتداولون هذه الشائعات بدون استناد الى مجريات تحقيق او دلائل تثبت صحة كلامهم".

وكانت بعثة الحج العراقية أعلنت، الجمعة  عن "انتحار" حاج من أهالي محافظة بغداد في الحرم المكي، "دون معرفة الأسباب".

علق هنا