هيثم الجبوري ... صفقات المال الكبرى، فمن يقف وراءه؟

بغداد- العراق اليوم:

يقول الرصافي واصفًا النخبة السياسية الحاكمة انذاك :

" لايغرنك هتاف القوم بالوطنِ... فالقوم في السرِ غير القومِ في العلنِ".

هذه المقولة يمكن أن تكون مدخلاً تأسيسياً لمعرفة كيف هي بواطن الأمور، وكيف يمكن أن يكون مدعي القداسة، عكسه تماماً في الباطن، وكيف يمكن أن يكون صاحب أعلى الاصوات مناداةً بالنزاهة والاستقامة هو أكثر القوم انحرافاً وفساداً في السر، فللإعلام لغته الخاصة كما يقول الخبراء والساسة، وللتفاهمات الكبيرة سبلُ أخرى، وحديث لا يشبه تماماً ما يجري تناوله في العلن!

هذه المقدمة تصلح أن تكون وصفاً لكل ما يجري في كواليس المشهد العراقي الملتبس والمليء بالضجيج والادعاءات التي لا تسندها وقائع ولا تضعها على أرض قرار اي محاولات، فالكثيرون ممن يصدعون الناس بالوطنيات اتضح فيما بعد أنهم طائفيون حد النخاع، والكثير ممن نصبوا انفسهم دعاةً للفضيلة، اكتشف الناس متأخرين أنهم سبب مهم من اسباب هزال جسد العملية السياسية وتآكلها من الداخل، وهكذا دواليك، حتى أن مشعان الجبوري النائب الاحتياط والمثير للجدل، قالها مرةً أن " كل أفراد الطبقة السياسية متورطون بشكل وبأخر بملفات فساد، ولا يمكن أن يعفى أحد من هذا أبداً، بل أن اكثر الأصوات ضجيجاً في محاربة الفساد هي الاكثر ايغالاً فيه"!!

هذا الاعتراف الخطير، يقودنا الى حديث النائب هيثم الجبوري القادم من بوابة ائتلاف دولة القانون، والمقرب فيما مضى من حكومته، هذا النائب الذي تزعم في عشيةً وضحاها ائتلافًا اسماه "نخباً وكفاءات" واستولى على منصب محافظ بابل ومناصب أخرى في هذه المحافظة، وبدأ نجمه السياسي بالسطوع، اكتشفنا أنه ليس الا جزء من اللعبة أنفة الذكر التي اعلنها مشعان، والجبوري هيثم هو أيضاً أحد الفاعلين في المشهد السياسي المليئ بالقيح والصديد المالي، وهو الذي يرى نفسه أنهُ جزء من طبقة كفؤة ونخبوية، اتضح أنه جزء مضاف الى اجزاء المشهد المليئ بالمساومات ومحاولات استخدام النفوذ السياسي في لعبة الكسب المالي الهائل.

فالرجل الذي تخصص منذ دورته الاولى في الملف المالي، نراه يلاحق الشركات المالية العراقية والاجنبية، ويحاول ان يوظف الوسيلة" الاسهل" - ونقصد بذلك الاعلام - في سبيل تحقيق مآربه وطموحه المالي، بل صار يجلد اضلاع الشركات والمقاولين والتجار كلما خالفوا لرغباته المجنونة، أو تصدوا عن دفع " المقسوم والمعلوم" وهذا غير خاف على الجميع.

والجبوري الذي ترك مقعده الجامعي واتجه للسياسة فهي - أي السياسة - أمضى واقصر الطرق للوصول الى المجد السياسي وبناء امبراطورية مالية، وكل ما عليك هو أن تلفع نفسك بالادعاءات، وان تخلط الامور في بعضها، وثمة وسائل اعلامية " وسخة" مهمتها تلقف كل تصريح لتحوله الى ابتزاز مالي، في لعبة لا يعرفها الا الجبوري ومن يقع على شاكلته، ومن يعمل معهم الآن امثال اصحاب قناة دجلة الكربولية، التي تتعامل معه وتقدمه بحلقات مدفوعة الثمن للنيل من أبرز الشخصيات الوطنية، والشركات العالية، والمصارف الحكومية والاهلية، في مسعى واضح، يراد منه أركاع هذه الشخصيات والمؤسسات ومساومتها وتمرير اجندته الخاصة.

مراقبون ومسؤولون ماليون عراقيون تحدثوا لـ (العراق اليوم) عن أساليب هيثم الجبوري واصفين أياها بأنها:  " جزء من خراب وتدمير الاقتصاد العراقي المنهك" بسبب السياسيات الطفيلية، وانتشار شبكات مدعومة، مهمتها الابتزاز والحصول على المكاسب المالية، و الا فأن سمعة هذه المؤسسات معرضة للتشويه والقذف والادعاءات على يد النائب الجبوري، ومروجي اسقاطاته، وتلك مصيبة كبرى يعرفها كل المتعاملين في الشأن المالي الذي يعتمد عامل " الثقة" كرأسمال حقيقي!

فيما ناشد كتاب وصحفيون في مقال نشروه، رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بإبعاد شخصيات انتهازية ووصولية كالجبوري، وممن تسلل معه الى ائتلافه السياسي، حيث يستخدمون للأسف اسمه في عقد صفقات مشبوهة بل ونتنة .

وقال الصحفيون " كان الفساد قبل عام 2003 مقتصراً على مجموعة من اقارب وحزب الطاغية، اما اليوم فقد تجاوز ت ارقام الفاسدين اعداداً خرافية، بحيث بتنا لا نفرق بين الصالح والطالح ، الا ان التاريخ القريب يكشف لنا خبايا الادعياء من الانتهازيين والوصوليين ومن بينهم النائب الدكتور هيثم الجبوري الذي صدّع رؤوسنا بتصريحاته الاعلامية “مدفوعة الثمن” حول الفساد وكيفية التصدي له ، علما اننا نعرف تاريخ هذا “المسترجل” الهمام ، الذي كان الى وقت قريب غاطساً بسخافات نظام البعث الصدامي وجرائمه النكراء ضد الشعب العراقي من شماله الى جنوبه .

واضافوا أن " هيثم الجبوري هو احد ابطال الازدواجية العراقية، فليس لديه ضير  ان يتقول بمحاربة الفساد نهارا، ويضاجع مومسة عمياء في الليل، بمجرد اشباع رغباته ونزواته السادية ، او انه يشن هجوماً لاذعاً على الاخرين ويتوعدهم بالويل والثبور،  وفي ذات الوقت يقوم زبانيته من اخوته واقربائه بالحجز له في بيروت لقضاء ليال حمراء بحضن اوكرانية ، أو مع احدى عشيقاته وما اكثرهن مادامت جيوبه لاتفرغ من الورق الاخضر الحرام .

وتابع الصحفيون:

  أن " هيثم الجبوري شخصية مفترية واولى افتراءاته على نفسه، اما نحن الذين جايلناه، او كنا نتخذ من ذات البيئة مكاناً للعيش معه “عارفين البير وغطاه" فقد كان لزاما علينا ان نقدم له النصح لوجه الله تعالى متمنين ان يكف عن هذا التزييف واللغو ويلتفت الى حاله ،فـ “التاريخ لايرحم”خصوصاً مع اولئك المتلونين والانتهازيين من امثاله.

أما إذا لم يتوقف عن دهن لسانه بزيت المال الحرام، فنحن مستعدون لكشف اوراقه كاملة امامه وامام العالم  أجمع بما فيهم زعيم تحالفه (دولة القانون) ونكشف بالأرقام ما أخذ واغتصب وارتشى من ملايين خضر دفعت له من قبل ادارات المصارف والشركات والشخصيات المالية ورجال الاعمال وغيرهم، وساعتها لن ينفعه عض إصبع الندم .. إننا هنا ندق جرس الإنذار ليس الا، أما بعده فسيكون الشغل بالبنط العريض وبالمانشيت الاحمر !

 

علق هنا