من سيربح وزارة النفط في حكومة (الأغلبية الأبوية)..ألعمائم المقدسة أم التكنوقراطيات الوراثية ؟!

بغداد- العراق اليوم:

غنيمةُ اذن، وفرصة عظيمة للتمويل وبناء امبراطوريات مالية ولوبيات ضغط سياسي وشعبي ومد نفوذ سياسي في الخارج، هكذا ينظر الجميع لوزارة النفط العراقي، حيث الوزارة التي تبيض ذهباً، بل واغلى من الذهب بملايين المرات.

الوزارة التي يريدها الجميع، ويتمنى المتمنون السياسيون الظفر بها على مختلف قومياتهم، ومذاهبهم وازيائهم ( افندية، ومعممين)، الصراع على اشده كما تقول المصادر السياسية المطلعة على خفايا التفاوض، فالقوم في السر غير القوم في العلن كما يقول الرصافي.

المصادر تحدثت عن كوارث حقيقية لطبيعة الصراع على هذه الوزارة،التي يريد الجميع ضمها الى مغانمه السياسية المتوقع ان يجنيها، فيما تحاول اطراف الاحتفاظ بهذه الغنيمة لاطول فترة ممكنة لضمان المكسب المالي، والسطوة الادارية على هذا المفصل. فيما يرى البعض الاخر ان الوزارة ملكه الشخصي الذي لا يفكر بتركه، وهذه طامة اخرى تصيب هذا القطاع.

فقد كشفت المصادر عن وجود رغبة شديدة لدى زعيم التيار الصدري في ضم هذه الحقيبة الوزارية لمجموعة من الحقائب التي سيسعى تياره الفائز الاكبر لضمها لحصته من الحكومة الجديدة، وهي رغبة واضحة لدى الصدريين بالامساك هذه المرة بمصدر الدخل القومي العراقي، والتحكم بايراداته وتعاقداته، وهو ما يراه البعض رغبةً في زيادة النفوذ السياسي الذي يتمتع به التحالف الذي يتزعمه التيار.

ووسط هذه الرغبة الجامحة، تظهر رغبة مستميتة تصل الى حد تقبيل الايادي، من بعض الجهات المستحكمة بهذه الوزارة الثرية، فقد بذل تيار الحكمة الذي حصد قرابة العشرين مقعداً نيابياً جهوداً كبيرة، ولا يزال يواصل سعيه لاعادة الوزارة التي يتحكم بها ويدير من خلالها صفقات ضخمة كما تتهمه جهات مختلفة، حد ان الحكيم بذاته يجول على رؤساء الكتل صغيرها وكبيرها لمحاولة اقناعها بضرورة ان تظل الوزارة ممسوكة من رجاله، بل انه مضى برجله "للحنانة"، وقبل ان يذهب اليها أحد غيره، عارضاً على الصدر بطريقة فيها الكثير من التذلل، التحالف معه، بل والموافقة على جميع شروط الصدر مقابل منحه حقيبة النفط، فالرجل حمل هذه الحقيبة اربع سنوات وعرف ماذا فيها من خيرات وكنوز، وبعد ذلك لا يمكن له ان يتنازل عن هذا الكنز مهما كان الثمن الذي يدفعه مقابل ذلك!

الا ان احلام الحكيم وطموحه يصطدم برفض جميع التحالفات والشخصيات المعنية، خاصة وأن اتباع الحكيم ومعهم الوزير اللعيبي ايضاً، دمروا الوزارة، ونهبوا خيراتها، وامتصوا دمها، بحيث بات سوق الفساد والرشوة والعقود الدسمة رائجاً ومزدحماً بالعراقيين وغير العراقيين على حد سواء!

وعدا الصدر والحكيم هناك رغبات عدة لتولي هذه الوزارة من قبل جهات اخرى، وفي طليعة هذه الجهات، تحالف النصر، وتحديداً وزير النفط الحالي جبار اللعيبي، الذي فاز  عن محافظة البصرة ضمن قائمة تحالف العبادي في انتخابات البرلمان 2018 فوزاً مريحاً يؤهله للمطالبة بحقيبة النفط، خاصة وأن الرجل تذوق طعم العسل من قوارير هذه الوزارة حاله حال شريكه السابق عمار الحكيم - بالمناسبة  فإن اللعيبي كان قد ترشح لمنصب وزارة النفط الحالي من قبل عمار الحكيم، لكن اللعيبي (لعب) على السيد وخرج من عباءته في اللحظات الأخيرة التي سبقت التسجيل في القوائم الانتخابية، مفضلاً الترشيح ضمن قائمة النصر، بعد ان وعده العبادي بضمان اعادة تنصيبه وزيراً للنفط -وهكذا تبرز رغبة الوزير الحالي جبار اللعيبي في الاحتفاظ بهذه الوزارة مهما كلفه ذلك، بدليل انه ترك من اتى به، وتحالف مع غيره في محاولة منه للبقاء على دفة الوزارة التي يقول مقربون منها ان هذا الوزير يعتبرها ارثاً شخصياً له، وحقاً لاهل البصرة، لذلك لا يفكر بتركها بسهولة الا اذا كانت العواصف اقوى من سفنه!

فيما يظل السؤال المحير بعد كل هذا، لم كل هذا الاستقتال ولم كل هذه الحرب الضروس في وقتً لا يفكر الجميع بمآل الدولة الريعية التي ستضمر ذات يوم، وسيجف هذا البترول كما جف الفراتان الان، وبقي الشعب يعاني الموت ببطء، ومن ثم يبرز السؤال الاكبر لمن ستكون الغلبة في هذا الصراع والتنافس:

 أ للعمائم السود المقدسة، ام للتكنوقراطيات بالوراثة؟.

علق هنا