هل بدأ تنفيد المخطط البعثي الطائفي الداعشي لضرب تحالف الفتح عبر التسقيط والاغتيال؟

بغداد- العراق اليوم:

مع اقتراب موعد الحسم السياسي، وقرب اللحظة التي سيقرر العراقيون فيها مصير البلاد لأربعة أعوام، ومع صعود نجم تحالف الفتح الذي يضم شخصيات ذات ثقل جهادي وسياسي، بدأت تتصاعد حملات منظمة من الاستهداف والتسقيط بل وصلت حتى الى الاغتيال ضد شخصيات ومكونات هذا الائتلاف الذي يعول عليه أن يكون اللاعب الأهم في المعادلة السياسية، فيما تكشف معلومات حصل عليها ( العراق اليوم) عن أن ثمة مخططاً ممنهجاً لاضعاف هذا الائتلاف، وكسر القاعدة الشعبية التي يتمتع بها من البصرة وصولاً الى نينوى وكركوك.

وبحسب هذه المعلومات، فأن الخطة تتمثل في استهداف مدروس عبر تسقيط شخصيات الفتح، ومن ثم محاولة سحب ورقته الأهم التي بيده، وهي ورقة الحشد الشعبي، من خلال اجتراح خط مغاير  بين الفتح والحشد الشعبي، وفي هذا السياق يأتي استهداف مدير مالية الشهيد قاسم ضعيف، كورقة سياسية تسقيطية تلعب عليها هذه القوى، فيما محاولة التلميح الى أن فصائل أو قوى تحالف الفتح متورطة بهذا الاغتيال!!

ويبدو أن هذا الاغتيال الغامض كان بداية الانطلاق، أو  كلمة السر المتفق عليها بين قوى داخلية وخارجية تتخوف من أن يأخذ الحشد الشعبي وضعه السياسي وثقله الانتخابي، ومن ثم يهدد عروشها، مضافًا الى تلك القوى، آلة داعش الاعلامية والمتبقي منها، فضلاً عن بقايا النظام البائد وغيرها من القوى.

المعركة مع مثلث الموت !

في هذا السياق يقول المحلل في مركز الدراسات السياسية والستراتيجية محمد حسن الخفاجي لـ (العراق اليوم)، أن " المعركة بدأت الآن بقوة بين تحالف الفتح برئاسة العامري، وقوى تخشى أن تعلن عن نفسها، تخوفًا، او منافقةً للشارع الذي يميل بقوة لقوى الحشد".

ويشير الى أن " العامري ذاته كان قبيل بدء الحملات الدعائية، حدد بوضوح أهداف تحالفه الانتخابي، وهو ما اسماه مثلث الموت وعنى به ( الارهاب، الطائفية، والفساد).

وتابع " لذا فمن الواضح أن هذا الثلاثي يتحد الآن ليواجه الفتح القادم بروح منتصرة على داعش، ومؤمنة بضرورة اخراج العراق من هذا المستنقع، ولذا ترى الهجمة عليه شرسة".

وبين أن " الهجمة تقاد من قوى سياسية مشاركة في الفساد ومتغولة بالمال المسروق من موازنات العراق، ويقلقها بشكل كبير برنامج مكافحة الفساد، لذا تراها تنصب في حملتها على انتقاد الفتح والاساءة له عبر توجيه جمهورها وجيشوها الالكترونية".

وزاد " فيما هناك جهات طائفية واضحة لا تريد تحقيق برنامج وطني يقضي على وجودها، ومسببات بقائها، لذا هي تشترك بقوة في الحملة المنظمة ضد هذا التحالف، أضف لذلك داعش المهزوم وفلوله الذين اذاقهم هذا التحالف عبر الحشد الشعبي درسًا لن ينسى، ونعتقد أن وقت الانتخابات التشريعية هو المكان الأنسب الذي اختارته هذه التنظيمات الاجرامية لتصفية ما تعتقده حسابها".

وكان رئيس تحالف الفتح الانتخابي، هادي العامري، اعلن في 31 آذار، 2018، أن "القضاء على مثلث الموت المتمثل بالإرهاب والطائفية والفساد، والحفاظ على وحدة العراق واستقلاله وسيادته" من أولويات عمل تحالف الفتح.

وقال العامري خلال احتفالية إعلان قائمة الفتح الانتخابية: "نحن مشروع العراق القادم ولن نسمح لأحد بالتسلط على مقدراته ورقاب شعبه"، مضيفاً أن "برنامجنا سيكون عملياً قابلاً للتنفيذ، ومنها إعادة هيبة الدولة وبناء دولة القانون والمؤسسات واحترام القضاء وحصر السلاح بيد الدولة".

وتابع: "من أهدافنا إعادة اللحمة الوطنية وتحقيق المصالحة وإعادة النازحين وإعمار ما دمره الإرهاب وبناء العراق المتفاهم داخلياً والمنفتح خارجياً"، مبيناً أن "من أولوياتنا بناء العراق القوي المقتدر الذي يتطلع لبناء علاقات مبنية على أساس الاحترام المتبادل مع كل دول العالم وخاصة دول الجوار وفقاً للدستور".

ومضى بالقول: "نعمل على بناء الإنسان القادر على النهوض بالعراق عبر إصلاح النظام التربوي وإيلاء عناية خاصة بالمدرسين".

وأشار رئيس تحالف الفتح إلى أن "من أهدافنا القضاء على مثلث الموت: الإرهاب والطائفية والفساد، إضافة إلى إيجاد حل لمشكلة المياه وتوفير الخدمات وإعطاء الأولوية للقطاع الخاص".

وشدد العامري على أن "الأمن سيبقى نصب أعيننا وسنمنح اهتماماً خاصاً ببناء مجموعة أمنية منسجمة متكاملة فيما بينها مع رعاية ذوي الشهداء وعوائل المقاتلين".

وأوضح أنه "سنحافظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله من كل الطامعين والعابثين وسنقطع كل يد تمتد لأمنه وسيادته"، لافتاً إلى ان "تحقيق الضمان الاجتماعي والحياة الحرة والكريمة لكل مواطن عراقي".

علق هنا