أنفاق داعش السرية "ضائعة" في الصحراء، والبحث عنها أشبه بالبحث عن ابرة في كوم قش !

بغداد- العراق اليوم:



 نشرت صحيفة (العربي الجديد)، تقريراً تحدثت فيه عن الانفاق التي كانت تعود لتنظيم داعش في العراق، فيما أشارت الى وجود أكثر من 200 نفق لم يتم اكتشافها بعد في صحراء الانبار وبادية الموصل.

واشارت الصحيفة، في تقريرها الى أن عدد الأنفاق التي حفرها تنظيم "داعش"، واكتشفتها القوات العراقية في مناطق شمال وغربي البلاد منذ مطلع العام الحالي، بلغ 46 نفقاً، ويبلغ طولها الإجمالي أكثر من 20 كيلومتراً، ويضمُّ بعضها غرفاً صغيرة للنوم وأمكنة للطبخ، ومخازن سلاح، وأشبه ما يكون بفناء لها تحت الأرض، وذلك على عمق يتراوح بين 5 و10 أمتار.

ويقول مسؤولون عراقيون، بحسب الصحيفة، إن "داعش" حفر عشرات الأنفاق في مناطق كثيرة من العراق، مع بدء التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ضرباته الجوية في العراق، في أيلول 2014، بعد نحو شهرين من اجتياح التنظيم الإرهابي مدنا واسعة من البلاد.

وأنشأ "داعش" هذه الأنفاق بهدف الاحتماء من الضربات الجوية وتخزين السلاح، ويعتقد أيضاً أن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، كان يقيم في أحدها أثناء وجوده في العراق. علماً أن "داعش" غيّر صورة الأنفاق النمطية، من نفق يتسع لشخص واحد، إلى منازل متكاملة بفتحات تهوية، يمكن للشخص البقاء فيها شهورا طويلة، من دون الحاجة للخروج منها إلى سطح الأرض.

وخلال 72 ساعة الماضية فقط، قالت السلطات العراقية إنها عثرت على نفقين في الموصل والأنبار، مشيرة إلى أن الأول عبارة عن نفق متعدد الطوابق، بينما بثت قيادة عمليات الأنبار مقاطع فيديو لعملية العثور على ما يشبه منزلاً كبيراً محفوراً تحت الأرض.

ونقلت الصحيفة، عن مسؤول في وزارة الدفاع العراقية قوله إن من المرجح وجود أكثر من 200 نفق أخرى بمختلف الأحجام في صحراء الأنبار وبادية الموصل وداخل مدن محررة، لم يتم اكتشافها بعد، وقد تكون هجمات "داعش" الأخيرة انطلقت منها.

وبحسب المسؤول العراقي، فإن الأنفاق حفرها التنظيم بواسطة آلات حفر كبيرة ومتوسطة، استولى عليها من شركة سورية عاملة في مجال الطرق والإنشاءات في مدينة حمص، وتمت مصادرة أغلبها، لكن بعدما أنجزت مهمتها لصالح التنظيم، واصفاً عملية البحث عن الأنفاق واكتشافها، خاصة في صحراء الأنبار، بـ"البحث عن إبرة في كوم قش".

ونقلت الصحيفة، عن العقيد أحمد رافع الطائي، من قيادة عمليات نينوى قوله، إن طبيعة التربة العراقية السهلة ساعدت في حفر تلك الأنفاق، سواء بواسطة مكائن الحفر الخاصة، أو يدوياً.

ويصف الطائي عملية العثور على النفق بـ"الصعبة، فهي عملية لا تتم بواسطة مكائن أو طائرات مراقبة، بل تحتاج إلى نشر الجنود والسير لمسافات طويلة في الصحراء أو المناطق الزراعية، وعادة ما يكون باب النفق مموهاً أو مدفوناً في التراب"، لافتاً إلى أن "الجندي العراقي الذي يحالفه الحظ بالعثور على النفق، سينال إجازة لمدة شهر مكافأة له من الوحدة العسكرية".

ويروي الطائي، في حديثه "تمّ دخول نفق من قبل الجيش العراقي قبل مدة، ولكن لم يكن نفقاً، بل عبارة عن غرفتين متلاصقتين مع فتحة تهوية في ممر بالوسط، وغرفة طهي مجاورة تحوي مواد معلبة جاهزة للأكل وسلّة فيها بطاطس وبصل وكيس تمر وزيت، إضافة إلى حمام بمقعد متحرك ومخزن سلاح، يحوي، بالإضافة إلى المواد المتفجرة والذخيرة والأسلحة، سريراً وضمادات وقطنا عليها دماء، ولفافات وحقن مستعملة وأدوية مهدئة"، واصفاً المكان بـ"منزل بدائي تحت الأرض".

من جهته، يؤكد فيصل حميد الشمري، وهو أحد مقاتلي العشائر في الأنبار، وجود "أنفاق عامرة بعناصر داعش"، محذراً من أن "استمرار وجودها يعني استمرار الهجمات".

ويقول الشمري: "نحاول العثور على هذه الأنفاق، وهي كثيرة، ويبدو أن التنظيم أعدها استعداداً لخسارته المدن"، لافتاً إلى أن "جهود البحث عنها يجب أن تكون بشرية، أما السير بالدبابات والعربات العسكرية في الصحراء، فلن يكون مجدياً، فالأفضلية للبحث عنها بالعين المجردة".

علق هنا