الأعرجي والسفير السعودي يداً بيد في شوارع بغداد.. أخيراً وجدنا المسؤول القوي الذي يثق به ويهابه السعوديون

بغداد- العراق اليوم:

لافتةً ومثيرة للإعجاب تلك الصور التي نشرتها اغلب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لوزير الداخلية العراقي قاسم الإعرجي مع السفير السعودي ووفد إعلامي سعودي كبير يزور العاصمة بغداد، حيث يظهر الوزير الأعرجي في أحد مولات بغداد الكبيرة، وهو يتجول مرتدياً ملابس بسيطة (كجول) مع الوفد الزائر لغرض اطلاعهم على الوضع الأمني الآمن والأمين في بغداد، بعد ان سحق غيارى العراق عصابات داعش وطردوا بقيتها الباقية شر طردة من كل ارض الرافدين، وكي  يطلع الوفد الضيف على وقائع الحياة العراقية وواقعها، بعيداً عن التضخيم الإعلامي، والضجيج الصاخب المصطنع الذي يراد منه تشويه صورة البلد.

لقد لاقت هذه المبادرة تفاعلاً طيباً في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل العراقيين والسعوديين والكثير من العرب على حد سواء، حيث عكست بوضوع تفاعلاً ايجابياً حول التغييرات الجذرية التي احدثتها الحكومة الحالية، ووزيرها الاعرجي في نقل العلاقات مع الجانب السعودي من مرحلة الاحتراب الصامت، الى مرحلة التعاون المثمر، أو الحياد الايجابي على الأقل، وتلك مهمة الدبلوماسية والسياسة، فهما أدوات لإيقاف الحروب بين الدول، والاستعاضة عنها بالاشتباك في المصالح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

لذا فأننا ازاء فريق حكومي جنب العراق حرباً كانت واقعة مع السعودية بشكل وبأخر، ولكن لا ننسى أن الجهة التي أعلنت حربها هي المملكة، التي قرأت المشهد خطأً، وحملته بمخاوف تنبع من نفس طائفي، أكثر من كونه واقعياً.

لكن الاعرجي بجهوده وجهود المخلصين في الكابينة الوزارية، نجحوا في إيقاف تأزم المواقف بين البلدين، بل ونجحوا في إعادة المياه إلى مجاريها تقريباً، ولا ننسى زيارة الاعرجي الى المملكة وتلك الحفاوة التي استقبل بها هناك على أعلى المستويات والتي لم يحظَ بها وزراء داخلية او حتى رؤساء حكومات على الأقل في الفترة الحالية.

فيما عبر مراقبون عن تفاؤلهم بهذه الانعطافة في شكل العراق، وما يمكن ان تتركه على المدى القريب والمتوسط والبعيد من تغييرات جذرية في شكل العلاقات الدولية القائمة بين البلدين.

ويرى الكاتب حسن الخفاجي أن هذه الزيارة " تعكس تغييراً كبيرًا في عقلية المملكة التي بدأت تعي أن استعداء العراق، مأزق اكثر من ربح أو فائدة، كون العراق بدأ بالنهوض قوياً، وبدأ يتعافى مع وصول شخصيات ذات كفاءة ومنهجية في ادارة اهم الملفات، لاسيما الملف الأمني الذي بدأ يتحسن بشكل لافت".

وبين في حديث لـ " العراق اليوم"، أن " خطوة الاعرجي تعكس اصرار عراقي على تمتين العلاقات العراقية- السعودية، ومد يد الأخوة من جديد، وتجاوز عقد الأمس، وتلك فرصة ذهبية للسعودية عليها استثمارها الى ابعد حد، والانفتاح على العراق".

فيما رأى المحلل صلاح حسن أن " الاعرجي وزير يفرض منطق الدولة العراقية، وهيبتها وبالتالي فهو يفرض عليها ان تعيد النظر ملياً في نوعية التعامل".

ويشير حسن في حديث لـ " العراق اليوم" الى ان " بعض المسؤولين في السابق، لم يكونوا يحترمون مكانهم ومسؤولياتهم، وبالتالي اساؤوا لسمعة المسؤول العراقي الذي بدا ضعيفاً يبحث عن دعم على حساب الكرامة الوطنية، لكنهم ازاء الأعرجي اكتشفوا ان شخصية قوية وذات مصداقية وقوة على الفعل، لا تتحكم بها ردات الفعل، أو تغريها الهدايا او الهبات، فما كان منهم الا التعامل الجاد معه كرجل دولة مسؤول".

ونالت زيارة الوفد السعودي وجولة الوزير قاسم الاعرجي في بغداد معه الكثير من الترحيب والتمنيات بزوال ما يعكر صفو العلاقة بين البلدين.

نعم، فهكذ يكون المسؤول مرناً منفتحاً، لكنه في ذات الوقت قوي ومحترم وواثق من نفسه، وبلاد.

علق هنا