صحيفة كويتية: خصوم تحالف " سائرون " كثيرون، لكنه سيحقق مكاسب انتخابية وشعبية كثيرة

بغداد- العراق اليوم:

نشرت صحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الاربعاء، مقالاً لمحمد البصري تحدث فيه عن مشاركة تحالف سائرون في الانتخابات المقبلة مدعوماً من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي ايد ترشيح علمانيين في قائمة تضم اسلاميين.

ورأى الكاتب ان هذا التحالف سيواجه خصوماً كثيرين، كما سيمر  باصعب اختبار من نوعه قياساً بشكل القائمة الغير مسبوق بحسبه، الا انه توقع ان هذا التحالف سيحصد 30 مقعداً قياساً بجمهور الصدر المنفدع لدعم "زعيمه الروحي".

ويؤكد الكاتب في معرض حديثه عن ردود الافعال الاقليميةعلى تشكيل هذا التحالف انه "لم يكن غريباً إعلان إيران معارضتها تقارب الزعيم الديني الشيعي مقتدى الصدر مع العلمانيين، وتحالف الطرفين في قائمة انتخابية واحدة، على لسان أرفع مستشار لمرشد الثورة علي أكبر ولايتي، الدبلوماسي الإيراني المخضرم الذي زار بغداد قبل أيام، وتحدث عن الانتخابات العراقية بنحو أثار الغضب".

واردف انه "سبق للصدر أن تقارب مع أحزاب علمانية بارزة مثل حزبي الزعيم الكردي مسعود البارزاني ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي عام 2012، بهدف الإطاحة بحليف إيران نوري المالكي رئيس الحكومة السابق، مما أثار حفيظة طهران، وجعلها توظف حتى الفتاوى الدينية لثنيه عن ذلك، لكن دون جدوى".

وبين انه "حينذاك، طلبت طهران من آية الله كاظم الحائري، المرجع الديني المقيم في قم والقريب من المرشد الإيراني علي خامنئي، الافتاء بحرمة العمل السياسي مع العلمانيين، لمنع الصدر من الإطاحة بالمالكي، في محاولة لسحب الثقة، إلا أن التيار الصدري، وفي موقف ديني نادر، سخر من هذه الفتوى، قائلاً إن كل إسلاميي العراق يعملون في البرلمان مع قوى اليسار والليبرالية، وأن هذه الفتوى تعني إسقاطاً للنظام السياسي العراقي برمته، ولا يمكن العمل بها" حسب قوله.

ويقول الكاتب بمقاله في الجريدة الكويتية، ان "استعدادات الاقتراع النيابي المقبل، تشهد تحولات مهمة، أبرزها تحالف العلمانيين مع الإسلاميين، فقد ظهرت قائمة مهمة متنوعة مذهبياً، رأسها إياد علاوي، العلماني الشيعي البارز، بالتحالف مع سليم الجبوري رئيس البرلمان ، كما تحالف الصدر مع الحزب الشيوعي العراقي وأسماء سنية بارزة ليبرالية أو من عوائل العهد الملكي مثل مضر شوكت، وهو حفيد السياسي العراقي الشهير سامي شوكت، رئيس الحكومة في الأربعينيات، وقوى ليبرالية وعلمانية أخرى، وهي أول مرة سيحشد فيها الصدر جمهوره الإسلامي الكبير للتصويت لأسماء علمانية، في سابقة مهمة بتاريخ انتخابات العراق، ستكون لها آثارها على الحياة البرلمانية في البلاد، ويمكن أن تشكل كتلة متوسطة الحجم ومؤثرة من ثلاثين مقعداً على الأقل، قياساً بالجمهور الصدري المندفع لدعم زعيمه الروحي".

وختم انه "يمكن القول إن جدل الانتخابات المقررة في مايو المقبل يمثل اقتراعاً نادراً لا يشهد تجاذباً دينياً علمانياً، لكن مستشار خامنئي لم يستطع منع نفسه من التعبير عن غضب طهران من تحول دراماتيكي في السياسة العراقية يمكن أن يمثل مدخلاً لتغييرات داخلية تعني ولادة جناح معتدل أكثر قوة مما مضى يقطع الطريق على الأجنحة الحليفة لطهران، بموازاة تقارب عراقي عربي كبير وبارز، واندفاع دولي لمساعدة بغداد في تخفيف النفوذ الإيراني ودخول مرحلة جديدة وسط حرائق الشرق الأوسط".

علق هنا