الدعارة الالكترونية في العراق: بيجات على الفيسبوك تعرض لحم أبيض بأسعار متفاوتة!

العراق اليوم - خاص:

حين غزا التلفزيون منازل العراقيين، تطير الكثيرون بكونه " شيطان " تسلل بشكل ناعم الى منازلهم سالباً البركة منها، حتى ان الكثير من العجائز لا تزال تحمل هذا الجهاز "العجيب" مسؤولية الكوارث التي حلت ببلاد الرافدين، والحروب التي شهدتها البلاد وما تلاها من مأسٍ وفواجع !

واذا كان العراقي يتطير من طقس متابعة التلفزيون، وهو طقس جماعي في الغالب، فماذا يقول وهو يرى أدوات التكنولوجيا تغزو المنازل بسرعة تشبه البرق؟.

فثورة التكنولوجيا في العراق، لا تزال تتفجر كالبركان، فبعد اجتياح شبكات التفلزة الفضائية لبيوتهم، بات العراقيون يستقبلون ثورة معلوماتية أخرى تمثلت بالانتشار السريع لشبكات الانترنيت القوي، وما رافقه انتشار خاطف لوسائل التواصل الاجتماعي بين مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية .

فيس بوك هذا الموقع الذي ظهر خلال الاعوام الماضية تمكن من ان يتحول الى اكثر وسائل التواصل الاجتماعي قدرةً على استقطاب العراقيين، فبحسب منظمات دولية نشرت احصائيات وابحاث تابعها العراق اليوم، فان عدد مستخدمي الموقع الازرق في العراق  بلغ ثمانية ملايين واربعمائة الف  مشترك، متفوقاً على الكثير من البلدان العربية.

بازار فيس بوك

وكالعادة تحول هذا الموقع الاجتماعي الضخم في العراق الى بازار تعرض فيه كل البضائع، فمن الغث الى السمين، ومن السيء الى الجيد، ومن الدين الى السياسة، ومن السياسة الى الجنس.



سكس معولم !

واذا كانت لحظة اكتشاف السكس الفضائي قد خبرها العراقيون بقوة مع الفضائيات، والقمر الاوربي الشهير "هوتبيرد" فأن السكس كان اوسع انتشاراً مع شبكات الانترنت، ولكنه كان بكل الاحوال سكساً الالكترونياً افترضياً، فهل نجح الفيس بوك بتحويله الى واقعي!

منتديات سكسية

من خلال جولة فريق العراق اليوم على الموقع الازرق " فيسبوك" اكتشفنا انه يضم مئات الصفحات التي تعنى بتقديم محتوى جنسي ، وهي صفحات عراقية، فمن صفحات النكات السكسية، تنقلك الى صفحات ترويج مواد بيع الادوات الجنسية، الى مواقع أكثر جرأة للشذوذ الجنسي ، وصولاً هذه المرة الى بازار اكثر صراحةً ، تلك هي الصحفات  التي تعرض نفسها كصفحات دعارة عراقية!

بحث سريع في الموقع سيعطيك نتائج غريبة، فمئات الصفحات التي انشأت من اجل بيع اللذة الجنسية، بل ان الكثير من الصفحات تعرض صراحةً بضاعتها من خلال صور المومسات اللواتي يتفاخرن بعرض مفاتنهن، فيما تحظى هذه الصفحات بإقبال منقطع النظر، فمثلاً في صفحة "ام .... القوادة" تجد ان عدد المتابعين تجاوز 180 الف مشترك، فيما يتجاوز رواد احدى الصفحات قرابة ربع مليون مشترك غالبيتهم يتفاعل مع ما ينشر عبر وضع علامات لايك، او تعليقات مباشرة، فيما يكتفي البعض بتقديم النصائح والوعظ للقائمين على هذه الصفحات!!.

 

30 صفحة لعرض البضائع الطرية

تواصل فريق اعداد التحقيق مع القائمين على أحدى هذه الصفحات، فكنا امام خيار صعب، فصاحب البيج طلب بعد السؤال عما اذا كان ما يعرضه من خدمات جنسية حقيقياً ام لا، طلب منا تزويده برقم هاتف كي يتنسى له الاتصال، او التفاهم حسب ما ادعى، وحين حاولنا التواصل مباشرةً على الفيس بوك، طلب منا فتح كاميرا والتحدث معه مباشرةً، لم نخضع لطلبه هذا، لكننا تواصلنا مع نماذج من مشتركي هذه الصفحة، وسألناهم عن مدى مصداقية هذه الصفحات، فاكد بعضهم انهم يتواصلون للتسلية، فيما اكد الاخر ان الموقع يقدم خدمات حقيقية، وان الكثيرين استطاعوا التواصل مع القائمين على هذه الصفحات ووصلوا الى اماكن تم تحديدها مسبقاً .



فيما يشير "ز .ع" انه تعامل مع احدى الصفحات حيث كان بالفعل يبحث عن متعة جنسية، وقد طلبوا منه تحويل كارت تعئبة كي تقوم ادارة المجموعة بالاتصال به، وقد فعل لكنه لم يتلق اي رد بعد ذلك، بل تم حظره من الاشتراك وحرمانه من التواصل مع الصفحة.

فيما يشير سجاد يبلغ 21 عاماً الى انه نجح في التواصل مع أحدى الصفحات وقد وجد ما اراد بعد ان تم الاتفاق عن طريق الهاتف النقال، وقد عرف ان شبكة من المومسات هن من يديرن احدى الجروبات في فيس بوك ويجتذبن الزبائن بشكل يومي عن هذا الطريق.  

علق هنا