تحية إلى ضياء العزاوي.. نصف قرن من الحلم والمغامرة والتجريب

بغداد- العراق اليوم: 

أفتتح في غاليري ميم في دبي المعرض الاستعادي للفنان ضياء العزاوي وجاء بعنوان “حلمي المكسور”، وسيستمر المعرض لغاية العاشر من شهر يناير 2017″ ويضم لوحات مسندية، بعضها بأحجام كبيرة “4 في 10 متر”، اكتفى خلالهما الفنان بإيثار جمالية تعبيرية نفّذت باللونين الأبيض والأسود. وتأتي هذه الأعمال ضمن سلسلة نفّذها بهذا اللون الحيادي، وهي بمثابة بيان إدانة للغزو الأميركي لبلده العراق.

يأتي هذا المعرض، بعد معرضه الاستعادي الشامل، المقام حاليا في الدوحة تحت عنوان “أنا الصرخة، أيّ حنجرة تعرفني منذ 1963 وحتّى الغد”. والذي يستمر حتى 16 من أبريل 2017، ويعرض على قسمين، الأول في “المتحف العربي للفن الحديث”، والقسم الثاني في “قاعة الرواق- غاليري متاحف قطر”.

ضم العرضان أكثر من 500 عمل فني، تنوّعت بين لوحات الرسم، النحت، أعمال طباعية، مجسمات، دفتر رسم وكتب فنية، هي نتاج ممارسة تشكيلية امتدت لأكثر من 50 عاما.

قدم العرض الاستعادي هذا، تجربة الفنان العزاوي من خلال تحولات وانتقالات أسلوبية وجمالية، تنوعت فيها خامات منجزه الفني، كما تعددت عبرها الموضوعات التي انطوت عليها رؤيته الجمالية. منتقلة بين تمثلات لمرجعيات جمالية، اتضحت عبر مصادر الحس الفلكلوري والميثولوجي، كما في تجاربه منذ ستينيات القرن الماضي، إلى التعاطي مع موضوعة الجسد الإنساني في مواجهة التحديات التي اختبرتها القضية الفلسطينية، في سبعينات القرن العشرين، حتى تأسيسه لمقاربات إبداعية ضمت الشعر والرسم أنجزها الفنان في دفاتر رسم، ومطبوعات حملت خصوصية التعالق بين القصيدة والعمل التصويري، وتجارب أخرى عيّنت تمثلاته عن الحروب التي خاضها بلده العراق، منذ حرب الخليج في العام 1991 حتى الاحتلال الأميركي في العام 2003 وما بعده.

يستدعي هذا الحدث، النظر إلى تجربة الفنان العزاوي، ليس لجهة منجزه الإبداعي، بل أيضا، لمواقفه الأخرى ببعدها الإنساني والحضاري، مع تجارب لفنانين عراقيين، راعيا ومشاركا وفاعلا في تقديم تلك التجارب، منذ تسعينات القرن الماضي، وحتى الآن. فعبر معارض نوعية في قاعات عرض متميزة أو في متاحف فن عالمية، كان هو المؤطّر لحضورها والمعرّف باتجاهاتها، والمحرض باتجاه خصوصية أكثر طليعية تكون بمثابة مبدأ لهذه الخبرات الخلاقة.

تنشر “العرب” شهادات فنية لفنانين عراقيين كانوا على صلة بمشروع الفنان العزاوي، في بحثه الدؤوب عن جمالية عربية تتأصل عبر الفعل الخلاق.

علق هنا