الإستخبارات العسكرية العراقية، المؤسسة التي ارعبت داعش

بغداد- العراق اليوم:

ظل القادة الأمنيون والسياسيون على مدار الأعوام السابقة يشكون من عدم وجود جهاز استخباري عسكري محترف في البلاد، يؤمن لهم مصادر معلومانية وأمنية تجهض من خلالها الهجمات الأرهابية والمخططات الاجرامية التي تستهدف الشعب وأمنه. بل كان الحديث عن الاختراق والضعف في الاجهزة الاستخبارية، يكاد يكون مسلماً به، مع تحفظنا على ذلك، والحقيقة التي لم يكن يعرفها العامة، ان تلك الأجهزة كان ينقصها الكثير من الكفاءات الوطنية لتصل الى مرحلة الانتاج المثالية، او على الاقل الانتاج المعتاد من جهاز هدفه وفلسفة وجوده، تأمين تدفق معلوماتي دقيق وفعال لبناء منظومة أمن رصينة.

بينما كانت الخبرات العراقية القديرة مغيبة عن صدارة المشهد الأمني  والإستخباري، والكفاءات العسكرية التي يتوفرها البلد، والتي هي كنز  أخر من كنوز هذه الأرض المعطاءة لم تنل حقها في قيادة العمل الأمني العسكري، فبقي المواطن العراقي يفخر، بأنه في بلد ضباطه افضل الضباط، واطباؤه امهر الاطباء، وصحفيوه ومثقفوه من اصحاب الكأس المعلى في هذا المجال دون ان تتاح لهذه القدرات ممارسة استحقاقها المهني والإبداعي العالي وهكذا الحال في كل اختصاص، ومفصل من مفاصل الحياة، فالعراقي موهوب ومقتدر حتى وان حاولت الدكتاتورية وقوى الشر الاقليمية ان تحط من شأن اقتداره، الا أن ذلك لم يلغ هذا التميز الذي حبا الله سبحانه به هذه الأرض وناسها الطيبين.

لكن بعد 2014 الرهيبة، وبعد تلك النكسة المؤلمة، كان للعراقيين كلام آخر، وكان للقوات المسلحة العراقية الباسلة أمر ، وفعل مختلف أدهش به العالم، وأدار به رأس الدنيا كلها، فعض جيشنا العظيم على الجراح، وتجاوز تلك العاصفة السوداء، بشيء من حنكة القيادة، وايمان القائد بقدرات شعبه، وان كان البعض يراهن على أن اعادة منظومة الجيش والقوات المسلحة هي معجزة، لكن الشعب الذي انتفض غاضباً كان أسهل ما عليه هو صناعة المعجزات إن اراد ذلك، فاذا الشعب يوماً اراد، فلا بد ان يستجيب القدر، وأن لم يستجب، يجبره العراقيون على ذلك بأي سبيل وأية طريقة.

وحين كانت المراكز الستراتيجية والأمنية في العالم كله، تقول ان الصراع مع داعش، هذا التنظيم الظلامي هو صراع معلوماتي، وأن العراقيين سيعجزون عن محاربة تنظيم شبحي كهذا، دون جهاز فعال، كان القائد العام قد أوكل المهمة الى مقاتل وطني شجاع، وقائد لا غبار على خط خدمته الوطنية، اللواء سعد العلاق، فاستقبل العلاق هذه المهمة الوطنية بشيء من الصمت، لكنه الصمت المنتج، الم يقل المتنبي يوماً: ملآى السنابل تنحني بتواضعِ .. والفارغات رؤوسهن شوامخ !!

نعم، كان اللواء العلاق، متواضعاً بخلقه، كبيراً بعمله، فنجح هذا الرجل بهذا الهدوء والكياسة، والعلمية، مدعوماً من قبل وزيره المناضل المعتق في زنزانات صدام، وسجون الدكتاتورية عرفان الحيالي، في ان يعيد هيكلة هذا الجهاز المهم، ويعيد ايضاً ترتيب اوراق، ومدخلات الاستخبارات العسكرية العراقية، بشكل منطقي سليم، فكانت المخرجات هائلة وعظيمة بشهادة العدو قبل الصديق.

فقد اوقعت استخباراتنا العسكرية الباسلة اعظم الضربات الموجعة لتنظيم داعش الأجرامي، وكانت معلومات رجالها الدقيقة التي تتجاوز الآلاف في اليوم الواحد، تأخذ طريقها الى غرف العمليات، حيث يجري فريق مختص تحليلها، وتزويد القطاعات والقوات المحررة بتلك المعلومات المحللة، فكان ان اخترق ذلك الجهاز العمق الداعش، واربك خلاياه وكشفها ودمرها بحرفية عالية وتركيز باهر على الاداء الرائع المنقطع النظير.

وبحسب تقارير عسكرية منشورة، فأن قيادة اللواء العلاق لهذا الجهاز ساهمت " بتحقيق انجازات كبيرة كانت بإشراف وتخطيط مباشر منه للانقضاض والاقتصاص من أغلب عصابات داعش الإجرامية، ويضيف " كما اتبع اللواء مدير الاستخبارات العسكرية مبدأ العمل الاستباقي كمنهاج لعمل المديرية.

وبذا  استطاع مع إبطال المديرية ضباطاً ومراتب من تحقيق عمليات استباقية أدت إلى إلقاء القبض على عدة مجاميع إرهابية قبل إن تتمكن من تنفيذ جرائمها بحق المواطنين والقوات الأمنية.

وتابعت التقارير"  كما تمكنت مديرية الاستخبارات العسكرية وبفضل إشرافه ومتابعته المستمرة من ضبط العشرات من مستودعات أسلحة داعش بالإضافة إلى المضافات المتعددة والتي أدت إلى إنقاذ الآلاف الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، كما شهد العمل ألاستخباري في ظل إدارة اللواء سعد العلاق تطوراً كبيراً أشاد به المختصون والمحللون، وقد شهدت المديرية في عهده العديد من الانتقالات النوعية الإدارية والعملياتية .

وبحسب التقارير ايضًا، فأن    الاستخبارات العسكرية قدمت ألاف المعلومات للقطعات العسكرية في حربها ضد داعش / وكذلك قدمت سيلاَ من المعلومات لصقور الجو الإبطال ونشامى طيران الجيش وقوات التحالف لتوجيه عشرات الضربات الجوية ضد أهداف دقيقة لداعش تتضمن أوكاراً وتجمعات ومعامل تفخيخ وصناعة عبوات . ومن المهمات البطولية لهذا القائد هو الإشراف المباشر على عملية تحرير عدد من الايزيديات من سجون داعش وإيصالهن إلى أماكن أمنة والعودة إلى ذويهن فيما بعد .

وبهذه الإنجازات الاستخبارية اسقط العراقيون نظرية الضعف الامني في العقيدة العسكرية العراقية، التي ابدع كذبتها، وروج لها اعداء الحيش العراقي، إذ لم يعد بإمكان الاعداء ترويج مثل هذه الإفتراءات بعد ان فعل العلاق واخوته وابناؤه في مديرية الإستخبارات العسكرية ما فعلوا من اعمال عظيمة سحقت داعش وانهته الى الابد.

علق هنا