ماذا يريد الحكيم من الناصرية المنكوبة؟

بغداد- العراق اليوم:

عبر مواطنون عن استيائهم الشديد جراء بدء الكثير من قادة التيارات السياسية والاحزاب الكبيرة في البلاد، لمارثونات الزيارات المكوكية مع اقتراب موسم الانتخابات النيابية في البلاد، معتبرين أن هذه الزيارات لا تهدف الا ملئ سلال المواطنين بالوعود غير الصحيحة، والاوهام، لإعادة تصدر المشهد السياسي الذي بدأ يلفظ هذه القوى، ويعرف اساليبها الدعائية التي وصفها الشارع بـ " المبتذلة والرخيصة والمخادعة".

وفي هذا الإطار ابدت جماهير محافظة ذي قار ، في جنوب العراق، امتعاضها الشديد من زيارة عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الذي بدأ الحملة الانتخابية لتياره مبكراً، لكنه كما يقول مراقبون تابعوا الزيارة، اختار المكان الخطأ والزمن الخطأ، لمدينة لا تزال تلعق جراحها الدامية، وهي المنكوبة باكثر من 11 الف شهيد وجريح، فيما لايزال مصير الف اخر من ابنائها مجهولاً بعد أن احتلت داعش الارهابية مدناً وقصبات من العراق، الأمر الذي يراه اهالي الناصرية رقصاً على جراح الناس، وضحكاً غير مبرر من السيد على ذقون الفقراء والمعوزين الذين بدأت ماكينة الحكمة الانتخابية بالعمل عليهم، علها تنجح في استقطاب اصواتهم الانتخابية التي سيتم استخدام الرمز الديني، والشعور المذهبي لاستثارتها ، ليكسب "السيد" الأصوات لتياره، وليعود اصحاب الجراح والعوز الى جراحهم وعوزهم، بعد ان اثبتت سنون عجاف أن هذا التشكيل لم يأتِ بخير لهذه المدينة ولا غيرها من مدن البلاد التي تسلط عليها رجالات الحكيم ومواليه.

في هذا الوقت افادت مصادر مطلعة من محافظة الناصرية، ان وجهاء وشيوخ عشائر ونخب اكاديمية وثقافية رفضت مقابلة الحكيم، ورفضت الحديث معه حتى، بعد ان حملته المسؤولية الكاملة عما يجري في المحافظة، حيث لم ينجح في اداء الدور المأمول منه في رئاسته للتحالف الوطني الذي استقتل على الحصول على رئاسته، فهو جزء من الوجوه التي وصفتها المرجعية بالتي لم تجلب الخير للبلاد، كما عبر أحد وجهاء الناصرية الذي قال معلقاً على الزيارة بأنها "تكشف عن طريقة مهينة من السياسيين ورجال الدين النافذين في التعامل مع محافظات الجنوب، الذين ينظرون لها على أنها خزان انتخابي، لا يفكرون به الا وقت الانتخابات".

فقد كشف امير قبيلة العبودة في العراق، الشيخ حسين علي الخيون، اليوم الاربعاء، عن رفضه استقبال  زعيم تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، اليوم " الاربعاء" اثناء زيارته الى ذي قار.

وقد ذكر الخيون في حديث صحافي،  بأنه "رفضت العديد من الطلبات المقدمة للترشح الى الانتخابات المقبلة من قبل بعض الكتل السياسية، رغبة منا بعدم الظهور مع الوجوه القديمة التي تسببت بخراب البلاد".

واكد امير قبيلة العبودة، ان "قرار عدم استضافة زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، اليوم اثناء زيارته الى ذي قار، هو لشعورنا بان القادة السياسيين الحاليين ومن ضمنهم الحكيم، لم يقدموا ما يطمح اليه الشعب العراقي وتسببوا بالكثير من الخراب لهذا الوطن"، مبيناً ان "العلاقات الشخصية مع السيد الحكيم طيبة ولا دخل لها بالعمل السياسي".

ولفت الى انه "رفض طلبات استضافة سابقة من مسؤولين كبار في الدولة الحالية مثل رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، وموفق الربيعي وغيرهم".

فيما قال الناشط علي سالم لـ " العراق اليوم" تعليقاً على الزيارة، بأنها " افتتاح بائس لحملة انتخابية بائسة"،واضاف " بأي وجه يمكن للحكيم او غيره مقابلة  الناس في هذه المدينة الفقيرة والمعدمة التي يعيش قرابة النصف من سكانها دون مستوى خط الفقر".

فيما عبر المتظاهر عدنان الحميداوي عن سخطه من هذه الزيارات التي كانت ولا تزال مجرد محطة في جولات الساسة، ومنهم الحكيم لكسب الاصوات والحصول على التأييد المطلوب، ومن ثم الاتجاه نحو الزعامة من جديد، وترك الفقراء يجلد اضلاعهم العوز، وتعصرهم الفاقة.

ولفت الى أن أهالي الناصرية " طردوا " عمار  من المدينة، وسيطردون أي سياسي مثله لم يأتِ ليشاركهم احزانهم واوجاعهم، ويأتي الان ليبحث عن اصواتهم التي يظنها رخيصة ومبذولة بأي سعر.

وطالب السياسيين وعلى رأسهم رئيس تيار الحكمة، بالتوقف ملياً عند تقارير الجهات الاحصائية التي تكشف نسب الفقر والجريمة والعوز والمجاعات التي تضرب المحافظة، ومن ثم يأتوا ليزوروا الناس هنا، محاولين استمالتهم.

فيما عبر  أحد شيوخ الناصرية، ويدعى ظاهر العلي قائلاً، أن " الناصرية لن تنتخب الا من دافع عن الوطن، ولم تتلطخ يده بالمال الحرام، وهم ثلة من ملبي الجهاد، ومن دفعوا دمائهم نصرةً لبلدهم ودينهم وعشائرهم وغيرتهم".

ولفت الى أن محاولات الحكيم وغيره، باتت مكشوفة ولن يأت اليوم الذي يصوت فيه الناس لمن خدعهم في السابق، فالناس هنا مؤمنون ولن يلدغوا من جحر مرتين.

علق هنا