هل تحولت أربيل لوكر لتحريك الاحتجاجات في المدن الإيرانية ؟

بغداد- العراق اليوم:

سارعت الصحافة الإيرانية إلى اتهام بعض الدول الأجنبية بالدخول على خط الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في بعض المدن الإيرانية للاحتجاج على الغلاء، وبعض الظروف المعاشية والاقتصادية التي سببتها السياسة الأمريكية التي تحاصر إيران منذ أربعة عقود متواصلة، وزادت هذه الظروف حساسيةً، هو انقلاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتفاق النووي الذي ابرمه سلفه الرئيس أوباما، فيما تشير المصادر إلى إن " الاحتجاجات بدأت تتراجع من الناحية الشعبية، إلا إن دخول قوى خارجية لا يزال يؤجج بعضها هنا وهناك، لاسيما في بعض المدن الإيرانية التي تشهد تماسًا حدوديًا، أو اختلافًا طائفياً".

وبحسب مصادر مطلعة فأن دولًا باتت تستثمر في هذه الأحداث من خلال توجيه ترسانتها الاعلامية لتأجيج الشارع الايراني، والتأثير عليه من خلال التحريض على التظاهر، وتضخيم الأحداث، في اشارة الى سعي هذه الدول الى خلق ما تسميه بـ ( الربيع الفارسي)، فيما سارعت الجهات القضائية الايرانية الى حجب شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا في ايران (تليجرام)، التي تتخذها جهات خارجية منصةً لاطلاق الخطابات، وضخ محتوى اعلامي تحريضي، فيما قال الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني تعليقًا على ما يجري " نحن قادرون -الشعب والسلطة- على حل المشكلة بيننا، دون تدخل طرف أخر".

في هذه اللحظة، سربت وسائل اعلامية وصحفية ايرانية، معلومات عن رصد الأجهزة الاستخبارية الايرانية، لنشاط محموم في شمال العراق للدخول الى العمق الايراني، وتحويل اربيل لوكر لتحريك هذه الأطراف.

وفي الوقت الذي سارعت هذه الجهات باتهام الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والمملكة العربية السعودية بقيادة غرفة عمليات مشتركة لدعم ما يجري في الشارع الايراني. طالبت بعض الأوساط الايرانية من الخط الاصلاحي المعتدل بضرورة تفويت الفرصة، من خلال دعم المطالب المشروعة، والمبادرة باطلاق حملة تنمية اجتماعية تمس الطبقات الاكثر تضررًا من سياسة العقوبات الدولية المفروضة ضد الشعب الايراني.

محليًا حذرت أطراف عراقية، حكومة اربيل من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية لايران أو غيرها، والزج بمصالح الشعب الكردي في خانة تحالفات مضرة، قد تجره الى صدام لا طائل منه، ولن يجنِ منه غير المأسي والكوارث.

واشارت المصادر الى ضرورة ابتعاد الاطراف القريبة من طهران، والبعيدة عنها عما يجري في الداخل الايراني، والاكتفاء بدور المراقب، ومنع التدخلات الخارجية أو استخدام العراق كقاعدة لانطلاق أي اعمال في ايران، لضمان حل مشكلة التظاهرات التي بدأت بالانحسار.

وكان محافظ نينوى المقال اثيل النجيفي قد اشار الى إن التظاهرات الايرانية ستؤثر في الداخل العراقي، ورأى النجيفي المتهم بتسهيل احتلال تنظيم داعش الارهابي لمدينة الموصل في العام 2014، أن " العراق سيتضرر مما يحدث في ايران نتيجةً للتدافع بين المصالح الايرانية والامريكية فيه"، على حد زعمه.

وعدا هذا الموقف، فأن اطرافًا سنية عراقية بدت مرتاحة لما يحدث، وأبدت ما يمكن تسميته بـ( الشماتة) السياسية، في موقف طائفي واضح لاينسجم مع الشعارات المرفوعة في بناء علاقات حسن جوار وتفاهم مع المحيط الاقليمي بعيدًا عن التخندق الطائفي والقومي.

علق هنا