من ملفات المخابرات الصدامية : كيف التقى مبعوث العراق بأسامة بن لادن في السودان ؟

بغداد- العراق اليوم:

فاروق حجازي هو من أبرز ضباط المخابرات العراقية السابقة، وقد عمل سفيراً في تركيا وتونس كما عمل محاضراً في شعبة الاغتيالات بجهاز المخابرات في سلمان باك , وكان لقاؤه بأسامة بن لادن عام 1994 في السودان، وليس في أفغانستان كما يذكر احياناً، إذ كان للمخابرات العراقية اكثر من محاولة اتصال بإبن لادن، وقد أسفرت اخيراً عن إرسال مبعوث إلى السودان، هو فاروق حجازي الذي عرض على بن لادن خطة للتعاون، معلناً استعداد القيادة العراقية للعمل معه على إسقاط نظام آل سعود , ولم يسفر ذلك اللقاء عن أي أتفاق، لأن بن لادن كان يرفض وقتها التعامل مع البعثيين، مشدداً على أنه يرى حزب البعث حزباً كافراً، وأن نظام صدام لا يجوز شرعاً التعاون معه.

لكن رأيه هذا تغير بعد ذلك، حيث اصبح التعاون بين القاعدة ونظام صدام " الكافر"، يمشي على قدم وساق !

إذ وبعد هذا اللقاء أنتقل فاروق حجازي مؤقتاً  إلى بيروت في مهمة اغتيال المعارض العراقي طالب السهيل التميمي.

تفاصيل قصة العلاقة :

اشارت وثائق سرية اميركية صادرة عن المخابرات الاميركية، رفعت عنها السرية مؤخراً، الى علاقة نظام صدام بتنظيم القاعدة وزعيمه اسامة بن لادن منذ عام 1990 وهي التي اشار اليها ساسكيند "وهو كاتب امريكي اصدر كتاباً بعنوان الطريق إلى العالم"،  بأنها زورت من قبل المخابرات الاميركية . وتسرد الوثائق تواريخ اللقاءات بين رموز القاعدة ومسؤولين في نظام صدام، كما ذكرت اسماء شخصيات عربية ومحلية، لكنها حجبت سطوراً من المعلومات التي يبدو انها تنطوي على حساسية . وتقول انه في عام 1990 ارسل اسامة بن لادن شخصياً مبعوثين الى الاردن لغرض اللقاء مع مسؤولين عراقيين لبحث سبل تجنب هجوم اميركي .

وفي عام 1993 ذكر تقرير أميركي ان زعيم الجبهة الاسلامية الوطنية في السودان الشيخ حسن الترابي ساعد بن لادن على تطوير علاقته مع نظام صدام. ثم توصل بن لادن الى تفاهم مع صدام يقضي بعدم العداء، والاتفاق على التعاون في أنشطة غير محددة. ويقضي التفاهم بضرورة عدم مهاجمة تنظيم القاعدة لمصالح نظام صدام كبادرة أولية، يتبعها منع بن لادن لمعارضي صدام من مهاجمة مصالح النظام الخارجية وقالت انه بين عامي 1994 و1998 التقى مسؤول المخابرات العراقية البارز فاروق حجازي مع اسامة بن لادن مرتين.

وفي عام 1996 التقى فاروق حجازي مرة أخرى مع بن لادن بعد عودة الأخير من دولة قطر  وكان حجازي يشغل منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العراقي.

 وفي العام نفسه التقى رئيس جهاز المخابرات ما هر عبد الرشيد التكريتي بن لادن في مزرعة عائدة له في السودان بعد عدة أسابيع من تفجير قاعدة الخبر السعودية، وكان ماهر عبد الرشيد حضر الى السودان ضمن وفد عراقي رسمي اعتيادي كتغطية.

وبين عامي 1995 و1996 طلب بن لادن مساعدة من نظام صدام في مجال تصنيع القنابل.

وفي عام 1998 التقى ايمن الظواهري مساعد بن لادن مسؤولين بارزين في جهاز المخابرات العراقي.

 كما كان هذا العام والعام 1999 مشهداً للقاءات متعددة بين الجانبين في أفغانستان بعد انفجارات شرق افريقيا، وتمت مناقشة توفير قواعد امنة لتنظيم القاعدة بعد تفجيرات دار السلام  كما وعد نظام صدام بتدريب عناصر القاعدة .

وفي العام نفسه 1999 نجح تنظيم القاعدة في تأسيس معسكر له شمال العراق، في حين قام نظام صدام بفتح معسكر لتدريب عناصر القاعدة في منطقة سلمان باك جنوب شرق بغداد.

 وشهد العام نفسه لقاءات في افغانستان لدعم وتمويل تنظيم القاعدة في أفغانستان، حسب اتصالات تم التعرف عليها عبر السفارة العراقية في باكستان.

وسجل عام 2001 لقاء بين مدير محطة المخابرات في العاصمة الجيكية براغ احمد العاني مع محمد عطا في شهر نيسان (ابريل) . وبين نهاية عام 2001 وبداية عام 2002 سجلت تقارير المخابرات الأميركية عبور عدد لابأس به من عناصر القاعدة الاراضي العراقية باتجاه السعودية فراراً من افغانستان بعد سقوط كابل في كانون الاول (ديسمبر) عام 2001.  

يتبع...

علق هنا