ماهي الأمنية التي تمناها الشهيد عارف البصري قبل استشهاده، ولماذا سافر الى عمان، ولماذا عاد الى بغداد؟

متابعة - العراق اليوم:

بقلم :سليم الحسني.

كان الجو بارداً والوقت مساء، ونحن أربعة نجلس في غرفة خادم جامع الهاشمي (المرحوم الحاج حسن النجفي)، بلغنا خبر مفاده أن جثامين الشهداء الخمسة وصلت الى مغتسل الكاظمية.

خرجنا بسرعة، وكان معي الشهيد فرحان الدباغ وأخي الشهيد سلمان، والصديق القديم صباح حسن داوود.

انتظرنا عند كشك لبيع الصحف مقابل المغتسل، المكان ساكن وليس هناك حركة.

طال الانتظار فعدنا بعد أن أدركنا ان الخبر ليس صحيحاً، أو ان السلطة البعثية اتخذت اجراءً آخر.

مرت سنوات، والشيخ الشهيد عارف البصري، نموذج الاستشهاد في أحاديث الدعاة، عن ثقافته وحركيته ومبادئه ونشاطه وثباته وصموده.

كانت توصيفات وشهادات يتناقلها الدعاة عن رموزهم الكبار.

لكن الذي اكتشفته بعد سنوات على استشهاده، من لسان المرحوم القائد الكبير (مهدي عبد المهدي/ الحاج أبو زينب الخالصي) كان يفوق كل ما سمعته.

فلقد كان المرحوم (أبو زينب) على اتصال تنظيمي مباشر مع الشيخ الشهيد، وكان يروي لي تفاصيل شخصيته ومنهج تفكيره وأفقه الواسع في العمل الإسلامي الحركي.

كان الشيخ البصري رحمه الله، يشعر بأهمية كتابة نشرة حزبية عن موضوع يجد ضرورته، فيطلب من الحاج مهدي الخالصي/ أبو زينب، أن يسافر الى الأردن، ليطلب من القائد التاريخي الشهيد محمد هادي السبيتي ان يكتب نشرة في الموضوع المحدد.

ويمضي الرجلان في عمان يومين أو أكثر يتداولان الظاهرة المطلوبة، وكيفية معالجتها مع ملاحظات الشيخ عارف البصري، ثم يبدأ الشهيد السبيتي بكتابتها بخط صغير جداً، وعلى ورق رقيق (رايز) ثم يعود بها الحاج أبو زينب، ليسلمها الى القيادة، ويجري إقرارها ثم طباعتها وتوزيعها.

وكان الشيخ عارف البصري رحمه الله، يؤكد دائماً على الكوادر الدعوتية، بضرورة الاهتمام بالجانب الفكري، وأن النشرة المركزية (صوت الدعوة) لا تكفي وحدها لتلبية حاجات الدعاة الفكرية، وعليه يجب ان تكون هناك نشرات محلية يكتبها الدعاة.

في عام ١٩٩٩ أتفقت مع المرحوم (مهدي الخالصي) أن نحقق رغبة قديمة كانت عند الشيخ البصري، وهي اصدار مجلة حركية إسلامية فاسميناها (الطريق) وهو مستوحى من إسم كان يقترحه الشيخ البصري وهو (طريق الدعوة).

كان ذلك الجيل من الدعاة القياديين، يشعرون المسؤولية ويعيشونها، صدقوا مع المبدأ، فصدقوا في السلوك والموقف، وكانت النتيجة حركة ملأت العراق ومرحلة اسمها الدعوة، صارت جزءً مهما من تاريخ العراق المعاصر.

ملاحظة: المحتوى الذي عنوانه (أمنية الشيخ عارف البصري) نشر أولاً على موقع (الموقف العراقي) ولا تتحمل موسوعة هذا اليوم الإخبارية مضمونه بأي شكل من الأشكال.

وبإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا العنوان (أمنية الشيخ عارف البصري) من خلال مصدره الأصلي أي موقع (الموقف العراقي).

علق هنا