إستطلاع: من المتضرر من تأجيل انتخابات مجالس المحافظات، ومن المستفيد؟

بغداد- العراق اليوم:

يقول المحلل السياسي والكاتب صالح المحنه: قبل أن نتعرّف على المستفيد والمتضرر من تأجيل إنتخابات مجالس المحافظات، لابد للمتابع والمواطن ان يعطي رأياً تقييمياً لأداء هذه المجالس والإشارة الى مواطن الضعف والفشل لديها ونقاط النجاح والقوة إن وجدت... لكن وللأسف الشديد لم نلحظ خلال 13 سنة من تطبيق وتفعيل نظام مجالس المحافظات أية نهضةٍ تطويرية لواقع المحافظات تستحق الإشادة والتقدير من قبل المواطن العراقي إلا في بعض الحالات النادرة والفردية... بل شهدنا العكس تماما إتهامات لبعضهم البعض وتراجع كبير على مستوى الخدمات وتعطيل للكثير من المشاريع التنموية والخدمية والتوقف عند مراحلها الاولية ، والكثير يعزو أسباب ذلك الى تفشي الفساد واللعب بالعقود والمتهم الأول بشكل مباشر أو غير مباشر هم أعضاء مجالس المحافظات. أمّا مَنْ المستفيد من تأجيل إنتخابات مجالس المحافظات؟ أكيد هم الأعضاء الحاليين الذين يتمتعون بإمتيازات العضوية ... ومن هو المتضرر؟ قطعا أي خلل وأي فساد في أية منظومة داخل الوطن يدفع ثمنها المواطن.

المحلل السياسي علاء الخطيب: يعتبر تأجيل انتخابات مجالس المحافظات مخالفة دستورية حيث لا يحق للرئاسات الثلاث ان تتخذ مثل هذه القرار باعتبار ان من له الحق الحصري في التأجيل هو مجلس النواب، كما نصت المادة 64 من قانون مجالس المحافظات رقم 35 لسنة 2008، والتأجيل له انعكاسات سلبية على العملية السياسية والتداول الديمقراطي للسلطة مما سيتضرر منه الناس بالدرجة الاولى، واتخاذ مثل هذا القرار هو تكريس المحاصصة وسيطرة رؤساء الكتل على القرار السياسي ، لذا اعتقد ان كان هناك مبرر في التأجيل وتوحيدها مع الانتخابات البرلمانية فيجب ان يكون في مواعيدها الدستورية وان لا يتدخل بها رؤساء الكتل.

الدكتورة بتول الموسوي: باختصار وبكل صراحة المستفيد من تأجيل انتخابات مجالس المحافظات هم اعضاء مجالس المحافظات الحالية وكتلهم كونهم لن يضمنوا الفوز بالانتخابات المقبلة وبالتالي سيخسرون امتيازاتهم والتأجيل سيمنحهم الفرصة لإكمال عقود الفساد التي لم تكتمل بعد، اما المتضررون فهم كوكبة جديدة من السراق حزمت امرها وجندت جنودها ليفتح لها كنز علي بابا لو تمكنوا من الفوز في الانتخابات القادمة اما المواطن فلن ينفعه او يضره تأجيلها او تقديمها لان الامر لا يعدو استبدال حفنة لصوص مفسدين بأخرى غيرها.

الصحفي كريم جخيور: في كل قرارات الدولة دائما يكون المتضرر هو المواطن العراقي فتأجيل الانتخابات يعني اعطاء فرصة أخرى للحكومات المحلية على الفساد والسرقة وتأجيل حقه في التغيير وبهذا سيكون المستفيد هو الاحزاب الكبيرة الحاكمة والمتضرر هو المواطن والأحزاب والتشكيلات الصغيرة.

الكاتب جعفر الونان: المواطن هو المتضرر وليست الأحزاب السياسية وهذه انتكاسة جديدة ومسمار اخر في نعش الديمقراطية لان الأحزاب تريد ان توسع راس مصالحها بطريقة غير قانونية والمشروعة تحت حجج ونهاية تتلخص بوجود ازمة مالية والظرف الأمني وهذا يجافي الحقيقة لأننا أجرينا انتخابات في وقت سابق بظروف صعبة وأكثر تعقيدا من الوضع الحالي.

المحلل السياسي محمود الهاشمي: لا يجوز تأجيل موعد انتخابات مجالس المحافظات الا بموافقة مجلس النواب ولا يحق للحكومة ذلك. لان هذه المواعيد حددها الدستور الذي صوت عليه الشعب . المتضرر الاول من الانتخابات هم سكان المناطق الغربية، حيث مازالت هذه المدن غير مستقرة، وذهن المواطن بعيد عن اجواء الانتخابات ونتائجها، ويمكن جدا وبمساعدة (الشركاء من القوائم الاخرى) ان تعاد ذات الرموز والشخصيات التي كانت سببا في تدمير هذه المحافظات. اما المستفيدون من التأجيل فهم الذين أعدوا مشروع التسوية الذي يحتاج الى نار هادئة الى انضاجه... والخاسر الاكبر هم ابناء مناطق الجنوب والوسط والاقليم لأنه سيطيل من عمر اعضاء مجالس المحافظات والحكومات المحلية وتوفير فرصة لهم للتحضير أكثر للانتخابات وانتاج أنفسهم ثانية. وهناك خاسر اخر وهي التجربة الديمقراطية التي ستفقد واحد من اهم إساسها وهي المواقيت.

المحلل سياسي احمد هاتف: اولاً، لا يوجد مانع دستوري او قانوني من توحيد اجراء انتخابات مجالس المحافظات مع انتخابات مجلس النواب في موعد واحد وهذا ما جرت عليه العادة في انتخابات عام ٢٠٠٥ وانتخابات عام ٢٠٠٦. ثانياً، استناداً الى النص الدستوري اعلاه بالإمكان تقديم موعد انتخابات مجلس النواب الموحدة مع انتخابات مجالس المحافظات لتكون في يوم ١ / ١ / ٢٠١٨ صعوداً بدلاً عن الموعد المحدد لها في ١٥ / ٥ / ٢٠١٨ .

الناشط السياسي امجد العضاض: ان قضية تأجيل الانتخابات جاءت وفق إملاءات خارجية دعما لموقف أحزاب السلطة التي ستشهد تراجعا داخل البرلمان أمام القوى الفتية المتصاعدة التي كان لها الدور الأبرز في إنقاذ العراق من داعش ... خاصة اذا ما وضعنا في الحسبان أن هناك شرائح واسعة من المجتمع سريعة النسيان للأحداث التي نعيشها اليوم و هناك من يعول على هذا الأمر وبشده أضف إلى ذلك ما سمعناه عن مخاوف من هنا و هناك عن حقبة ما بعد داعش وان الهدف الحقيقي من وراء تأجيل الانتخابات هو إعلان الحرب تجاه قوى المقاومة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي و ليس صحيح اطلاقا القول بأن تأجيل الانتخابات بسبب الأزمة المالية و لو أرادت امريكا او دول المحيط العربي إجراء الانتخابات لوجدناها تسارع لإقراض العراق.

علق هنا