لماذا تطلق فيان دخيل تصريحات عدائية متواصلة ضد الطائفة الشيعية دون غيرها ؟!

بغداد- العراق اليوم:

لم نعتد على الحديث باللغة الطائفية، ولا نحبذ المرور على مواقعها المعيبة، حتى ان أدبيات (العراق اليوم) لم تسلك في يوم ما توجهًا طائفيًا في تصنيف المواقف، أو قراءة المشهد السياسي، لكن ما يدفعنا اليوم للكتابة بهذا الخصوص هو القفز على الحقائق، ومحاولة طمسها اذا ما اصطدمت بطموحات البعض، وأمانيه الضالة! .

فبعد سلسلة الطعنات من الأخوة العرب ( الأعداء) وما فعلوه بأخوتهم من تحريض وتعريض، وصولًا لمنح المتطرفين فرصةً للإيقاع بأخوتهم قتلًا وتشريدًا، حتى تجاوز الأمر حده بحرب طائفية مُعلنة وسرية من قبل السفاح الزرقاوي، الذي آوته بعض العشائر، ومنحته فرصةً لتشكيل دولته الإرهابية الأولى في العراق، وصولًا الى داعش وما حدث، ولا نريد فتح دفاتر الأمس الدامية.

ويبدو ان قدر أبناء الجنوب والوسط دفع المزيد من ضرائب الدم للدفاع عن العراق، بعربه وكرده وتركمانه وايزيديه وشبكه وصابئته ومسيحيه وكل تنوعاته الديموغرافية الرائعة، ولذا كانت صولات الحشد الشعبي المقدس لا تنسى، وكانت دماء الغيارى تروي عطش الارض، وتغسلها من دنس الدواعش الذين "دعستهم" بساطيل أبطال قواتنا الباسلة دعسًا، حتى اصبحوا امثولةً لقوة الاقدام وشجاعة التصدي، وصار أسم الحشد مرعبًا للدواعش، أو أصحاب الأجندات الطائفية البغيضة او القومية التقسيمية المرتبطة بدويلة بني صهيون !

مع نجاحنا في وأد فتنة داعش، وقبر مشروع التطرف المدعوم خليجيًا وتركيًا، واقتراب موعد الخلاص النهائي من اسطورة داعش التي اتضحت أنها خرافة فقط . أنبرى مسعود برزاني ليكمل ما اخفق به داعش الذي اراد قطع طريق الحرير القديم وعزل العراق عن محيطه العربي وعمقه الستراتيجي، فانتهز برزاني فرصة انشغال بغداد بتصفية الجيوب الداعشية، ليغرز خنجره في ظهر قواتنا التي أدمى تقدمها في كل الجبهات المليئ بالغل والحقد على العراق. ليعلن استفتائه المشؤوم الذي سيكون بقوة الاتحاد العراقي نهايته الأكيدة. ولعل تفاصيل القصة نعيشها هذه الأيام لحظةً بلحظة .

لكن ما يثير الدهشة والاستغراب، بل ويثير الحنق ايضًا، تلك المواقف الشاذة والنشاز التي اطلقها مقربون من برزاني ممن تنكروا لقومياتهم ودياناتهم، بل ولضميرهم الانساني، حيث  انبروا للطعن في العراق بتهم غريبة .

فمن يصدق ان نائبة مثل فيان دخيل التي هزت دموعها في مجلس النواب في أب من عام 2014 ضمائر اهل البصرة والناصرية والعمارة والسماوة والديوانية والنجف والحلة والكوت وكربلاء وبغداد وكل المدن التي انتخى رجالها، وهزوا " مكاويرهم" بعزم، ولم تنم عيونهم منذ تلك الساعة، واهتزت ضمائرهم كسعفة في ريح عاصفة، وهتفوا " لبيك"، فلن تسمح ضمائرنا ولا حميتنا أن تسبى عراقية، وانوفنا تشم هواء الوطن العبق.

كنا نعتقد ان فيان لن تنسى تلك الهبة التي هب بها رجال مكافحة الارهاب والحشد الشعبي، وطيران الجيش، ولن تنسى مؤكداً دماء الضابط الطيار البطل الذي قتل على جبل سنجار وهو يقوم بنقل الاغاثة للأيزيدين الذين تركهم بزراني وبيشمركته فريسة لوحوش داعش، وكنا نظن انها لن تنسى تلك الحمية التي دفعت مقاتلي الحشد الى ان يقدموا بصدور عارية لانقاذ اخواتهم الايزيديات، وحتماً فإنها لن تنسى من حرر نساء سنجار.

لكنها كعادة الكثير من ابناء هذا الوطن، ينسون بسرعة خرافية ، ويجحدون وينكرون ويتنكرون لهذه التضحيات بشكل لا اخلاقي، بعد ان ظهرت فيان في لقاء تلفزيوني خلال هذين اليومين، لتتبجح بأنها لا تريد أن تعيش في دولة طائفية!

مضيفة بان بغداد الان طائفية ودولة دينية تقصي المكونات، وغيرها من الافتراءات والتهم التي لقنها بها سيدها مسعود، وراحت تسيء للحشد والجيش والقوات المسلحة، وقبل ذلك تتنكر لأهلنا الايزيدين الذين تلحقهم قسرًا بالاكراد، فيما يصرون هم على أنهم قومية منفصلة لا تتبع لأي جهة، ولعل البطل حيدر ششو دفع ثمنًا لهذا الموقف من ولي نعمة فيان مسعود حين اعتقلته اسايش البرزاني،  وسجنته لمقاتلته داعش ودفاعه عن اهله، واصطفافه مع أخوته من ابناء الحشد الشعبي.

كيف يمكن وبهذه السهولة ان تنسى فيان من حررها، ودفع ثمن هذا التحرير  دمًا طاهرًا لن تعرف قيمته من كانت بجحود ولا اخلاقية فيان!

 

 

علق هنا