الفريق الركن احمد الساعدي يضع النقاط على الحروف، ويرسم بخبرته الميدانية صورة الجيش العراقي لمرحلة ما بعد داعش ..

بغداد- العراق اليوم:

رؤى ميدانية لتنظيم الجيش العراقي لمرحلة ما بعد ( داعش ) ..

الفريق الركن احمد الساعدي

ثمة أسس اذا ما اعتمدت، يمكن بناء جيش وطني عليها، وهي:

 توفر النوايا الصادقة والوطنية لدى الكتل السياسية ببناء جيش وطني ومهني وتقديم كل الدعم له مادياً ومعنوياً، وإبعاد السياسة والاحزاب والكف عن تدخلاتها بشؤون الجيش وادارتة، فضلاً عن العمل على تطوير الجيش بما يتلائم والمهمة القادمة له، وتزويده بالمعدات الحديثة، والارتقاء به الى ما يوازي مستوى جيوش الدول المجاورة -(الحد الادنى من الطموح)، ولنا وجهة نظر اخرى بتنظيم الجيش لمرحلة مابعد داعش، ونعتقد أننا نحتاج الى اعادة التنظيم لجميع المؤسسات العسكرية، وعلى كل المستويات، سواء اكان منها التدريبي،  وتنظيم الوحدات وارتباطاتها، او إعادة النظر بمنظومة القيادة والسيطرة، خصوصا المستويات العليا، وكذلك حجم الجيش، مع التفكير بسد النقص لجميع القدرات فيما اذا كانت افراداً، او معدات او تسليحاً. ولهذا نطرح هذه الرؤى الخاصة، آملين الاستفادة منها.

منذ عام ٢٠٠٥ وضع نظام القيادة والسيطرة بطريقة قيادة العمليات في المحافظات، وهذه التجربة كانت ناجحة نوعاً ما، لكنها لم تكن بالارتقاء لمستوى النجاح الكامل، بفرض الامن، مع وجود الكثير من المعضلات، وابرزها كما يلي ١- عدم وجود منظومة ادارية متكاملة، تعمل على تأمين متطلبات المعركة. ٢- اعتماد نظام القيادات بالسيطرة على القطعات من ناحية الحركات فقط، مما اضعف دورها.  ٣- عدم تكامل هيئات الركن داخل المقر مع ضعف عام في منظومة الاتصالات. ٤- عدم وجود مؤسسات تدريبة ترتبط بالقيادة ، لذا فإن ضعف التدريب قد انعكس سلباً على اداء القطعات في الميدان،  فكان الاعتماد الكلي على مؤسسات المقر الاعلى، ما اضعف التطوير الذاتي للوحدات تدريبياً. ٥- ضعف منظومة الاستخبارات داخل قيادة العمليات بسبب الهيكل التنظيمي الذي لا يلبي الحاجة، ولا يتوازى قط مع مستوى التهديد الارهابي، إذ ظل معتمداً على عمل مجموعة من الضباط وبحجم محدود جداً.

٦- منظومة الاسناد الناري تكاد تكون معدومة في القيادات، وقد جرى الاعتماد على اسناد الفرق فقط.

 ٧- لهذا اننا نرى ضرورة تغيير منظومة القيادة والسيطرة لمرحلة ما بعد داعش، من خلال العودة للعمل بنظام الفيالق، وبحجم خمسة فيالق لجميع انحاء العراق، وتنفتح بالشكل التالي:  الفيلق الاول يختصب قاطعي كركوك وديالى، ويكون مقر الفيلق في منطقة العظيم، او منطقة المقدادية.

 الفيلق الثاني ويختص بقاطع الموصل وجزء من الصحراء الغربية، ويكون مقر الفيلق في القيارة او الشرقاط.

الفيلق الثالث يكون مسؤولاً عن قاطع الرمادي وجزء من الصحراء الغربية، ومقر في قاعدة الحبانية او الرمادي. الفيلق الرابع  يختص بقاطع الفرات الاوسط، ومقره في الديوانية.

 الفيلق الخامس في القاطع الجنوبي، ومقره يكون في البصرة / معسكر الشعيبة.

 اما بغداد فيخصص لها فيلق يسمى بفيلق أمن بغداد، يتولى الاشراف على أمن بغداد ويرتبط تحديداً بالقائد العام والفوائد من هذا النظام وهذا التوزيع هي :

١- ضمان تكامل المنظومات الادراية والتدريبة والفنية، مع تكامل هيئات الركن بكل تخصصاتها. ٢- وضوح تام للامن ضمن قواطع المسؤولية، مع اعطاء قائد الفيلق حرية الحركة بقطعاته . ٣- تحديد المسؤوليات بين قوطع الفيالق ومنع التداخل مع تحديد الموارد القتالية لكل فيلق بما يتناسب مع حجم التهديد المعادي ضمن الرقعة الجغرافية الخاصة بقاطعه، مع فرض امن عالي ٤- ارتباط قيادات الفيالق وهذا خاضع للدارسة، فاما ان يرتبط بقيادة القوات البرية ، او برئاسة اركان الجيش.  ٥- حول قوات البيشمركة في اقليم كردستان يكون التفاوض واضحاً، وصريحاً، فأما ان يشكل لها فيلق واحد او ان تخرج الى خارج منظومة الامن والدفاع العراقية، وهذا الأمر سياسي أكثر منه عسكرياً، أو فنياً، بمعنى ان وضع البيشمركة يحل ويحسم سياسياً ٦- اما بخصوص القوة الجوية والدفاع الجوي، فأننا نرى ان الافضل لها ان تتوحد بقيادة واحدة،  ويتم انفتاح اسرابها وفق خطة تعد من قبل رئاسة الجيش وحسب اتجاه التهديد الحالي والمستقبلي . ٧- ضرورة تطوير قدراتنا البحرية بما يؤمن حماية المياة الاقليمية وباسرع وقت ممكن .

٨-  ان ما تم عرضه هنا ليس اكثر من مجرد رؤى مستقبلية حول كيفية تطوير منظومة القيادة والسيطرة في الجيش العراقي لمرحلة ما بعد داعش، وممكن ان تشكل هذه الرؤى الخطوط العامة للمختصين في شؤون الدراسات والإعداد والتخطيط في وزاره الدفاع العراقية، وبالامكان تطويرها بما يتلائم مع تصوراتهم لطبيعة التهديد، والعدو المستقبلي، واننا نعتقد وفقا للمعطيات المتيسرة لدينا، بان المدة التي نحتاجها بناء ذلك ليست اقل من ثلاث سنوات اخرى، ليتم القضاء على داعش بشكل نهائي في العراق، وتبقى الاحتمالات والخيارات والتحديات الاخرى مفتوحة امام وزارة الدفاع العراقية.

وما النصر إلا من عند الله.

رحم الله شهداءنا، واشفى جرحانا، وحمى الله العراق من كيد الاعداء.

 وقطعاً فإ سبق النظر والتنبؤ، والنظر  الى الامام اساس عمل العسكريين.

علق هنا