كيف وصل تسجيل (مقتل الحسين) بصوت الكعبي الى الإذاعة العراقية، ومن هو الضابط الكبير الذي طلب اعادة بثه في ذات اليوم؟

بغداد- العراق اليوم:

تثار الكثير من الأسئلة حول بث تسجيل ( قصة مقتل  الإمام الحسين) عليه السلام في اليوم العاشر من محرم بصوت الشهيد الخطيب عبد الزهرة الكعبي، ومواصلة بثه سنوياً لأكثر من نصف قرن دون انقطاع، رغم اختلاف الأنظمة الحاكمة، وتعاقب الإدارات على مؤسسة الإذاعة العراقية. وللجواب على هذه الاسئلة دعونا نتابع هذه القصة الجميلة التي تختصر كل الأجوبة، وهي قصة موثقة وموثوقة:

ذهب المجاهد الكبير آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي مع الخطيب  المعروف الشهيد عبدالزهرة الكعبي إلى بغداد ليقنعا مدير الإذاعة أن يبث قراءة (مقتل الإمام الحسين عليه السلام) في يوم العاشر من عاشوراء.

وكانت مبادرة شجاعة منهما في ذلك الزمن ( مطلع الستينات الميلادية).

لكنهما استطاعا بفضل براعتهما في النطق والإقناع أن يقنعا مدير الاذاعة وإن حصل ذلك بصعوبة بالغة !

حتى أنهما لما خرجا من عنده لم يكونا على يقين بأنه سوف يفي بوعده، لكن الرجل وفى بكلمته وبث التسجيل في صبيحة العاشر من محرم .

فكان للمرة الأولى ان يسمع الناس في العراق ودوّل الخليج قصة (مقتل الإمام الحسين عليه السلام) اذاعياً بقراءة صاحب الصوت الساحر المؤثر، واللغة السليمة الشيخ عبدالزهره الكعبي من إذاعة بغداد

وكان ذلك في الساعة العاشرة صباح يوم عاشوراء.

ولا يخفى ما كان لهذه الخطوة من آثار بناءة عظيمة على الكيان الشيعي  بشكل خاص، وعلى المستمعين عموماً بشكل عام في المنطقة، وأداء حكيم لتبليغ معالم الحق والمظلومية الحسينية

إلا أن الأعجب من هذا العجيب هو تكرار بث  تسجيل المقتل عصر ذلك اليوم مرة ثانية!

 ولكن لا تعجب فإن للحسين عليه السلام نفوذاً الى القلوب الصادقة.

فذهب السيد حسن الشيرازي والشيخ عبدالزهرة الكعبي ليستفسرا من مدير الإذاعة عن سبب تكرار البث، علماً أنه كان مترددا في بثه للمرة الواحدة .

فأخبرهما قائلاً :

 تلقيت بعد الإنتهاء من البث مكالمة من أحد اٌمراء الجيش الكبار (وهو من أبناء السنة) طالبني ببثه مرة ثانية فقلت له :

سيدي لا يستحسن بث موضوع  معين مرتين في الإذاعة، علماً بان وقت التسجيل يستغرق ساعات وليس دقائق

ثم انني أخشى -والكلام لمدير الاذاعة-  من أبناء السنة معارضتهم للحديث عن الخصوصيات الشيعية .

فرد علي الضابط بصرامة حتى خفتُ أن يقتحم الإذاعة بمدرعاته بعد ساعة ويرميني في قصر النهاية !

قائلاً : أنا أقول لك بثه مرة اخرى، وأنا من أبناء السنة .

فقلت له : حسناً سيدي ولكن أخبرني ماالذي أتى بك إلى كلام الشيعة ؟

فقال الضابط : لما رجعت إلى المنزل، وجدت زوجتي جالسة عند المذياع وهي تبكي ، فسألتها مِم بكاؤك ؟

فأشارت إلى المذياع، وفهمن منها أن استمع للمذياع .

ولما استمعت  لقصة الإستشهاد الحسيني جرت دموعي حزناً من غير إرادتي .

بقيت دقائق معدودة استمع حتى انتهى القاريء من كامل القصة، فشعرت بالالم لأني لم أسمع القصة كاملة.

 ثم التفت الضبط لي قائلاً :

اُريدك أن تعيد بثه لي وللملايين من أمثالي كي نعرف حقائق ما جرى على أهل البيت ، التي أخفاها المعاندون !

 ثم دمدم الآمر العسكري قائلاً :

أنا لستٌ شيعياً لكني لن أتحمل طمس الحقيقة .

علق هنا