من الكاذب في القضية.. وزير النقل أم المديرة التجارية في الخطوط الجوية العراقية؟

بغداد- العراق اليوم:

في أزمة تفويج الحجاج العراقيين، ومعاناتهم التي امتدت الى اكثر من اسبوعين وهم يفترشون ارضية مطاري جدة والرياض، خرج علينا الحمامي ليقول بان المشكلة لا تتحملها الخطوط الجوية العراقية، انما هي اكبر من امكانات الشركة وقدراتها، فالطائرات الصالحة في الخطوط الجوية لا تتجاوز الست طائرات، وعدد الحجاج العراقيين يقترب من الخمسين الف حاج، فكيف يمكن نقل خمسين الف حاج بست طائرات؟ وعلى أثر هذا التصريح المقنع صمت الكثير من المنددين بتقاعس الخطوط الجوية العراقية، إذ لا يمكن ان تطلب، أو تحاسب مؤسسة أو شركة على أمر هو أكثر من قدرتها وامكاناتها لكن الأمر لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما خرجت علينا السيدة سناء الخياط، المديرة التجارية للخطوط الجوية العراقية بتصريح صادم تقول فيه ان الشركة تملك 34 طائرة في الخدمة ، وطبعاً فإن هذا التصريح ينسف حتماً تصريحات وبيانات وزير النقل السابقة التي ذكر فيها بأن الخطوط الجوية العراقية لا تملك اكثر من ست طائرات صالحة للخدمة، علماً أن الفترة الزمنية التي تفصل بين تصريح السيدة الخياط والتصريحات الوزارية السابقة لا تتجاوز الإسبوعين، فهل حدثت ياترى المعجزة وفقست الطائرات الست لتصبح اربع وثلاثين طائرة، أم ان الوزير الحمامي تمكن بقدراته المريخية السحرية الخارقة من تحويل الست طائرات الى اربع وثلاثين؟!

 تعالوا معنا لنتابع بشكل كامل تصريح السيدة الخياط المديرة التجارية في الخطوط الجوية العراقية التي أدعت فيه تسلمها 14 طائرة من اصل 46 تعاقدت عليها في الفترة الماضية .

بحيث اصبح مجموع الطائرات الصالحة للخدمة لديها 34 طائرة صالحة!!

 ومن ثم نتوجه بالسؤال الى من يعنيهم الامر ونقول: من من التصريحين نعتمد ونصدق..

تصريح الحمامي بأن ازمة الحجاج قبل ايام، الذي يدعي فيه وجود ست طائرات صالحة فقط، ام تصريح السيدة الخياط الذي تدعي فيه وجود 34 طائرة صالحة للخدمة؟

 فالمديرة التجارية في الخطوط الجوية العراقية سناء الخياط قالت بوضوح انها تسلمت 14 طائرة من اصل 46 ضمن عقد الحكومة العراقية مع شركة بيونج على امل ان يتم تسليم البقية خلال السنوات المقبلة وفق الجدول المعد

كما قالت الخياط” ان “عدد الطائرات التي في الخدمة الان ضمن اسطول الطائر الاخضر بلغ 34 طائرة معظمها طائرات حديثة نوع 800-737 وهي تنقل المسافرين العراقيين بعدة اتجاهات، ان كانت شرق اوروبا او غربها، وكذلك عدد من الدول الاسيوية. فيما تعمل الخطوط الجوية العراقية الى زيادة عدد رحلاتها الى غرب اوروبا، وخصوصا باريس في فرنسا ومدريد في اسبانيا وكذلك نعمل على فتح خط بغداد نيويورك وياتي ذلك ضمن خطط شركة الخطوط التي جاري العمل على تنفيذها”

وبينت الخياط بان “الخطوط العراقية تسير رحلات اليوم الى لندن ومانجستر في بريطانيا والى فرانكفورت ودزلتوف وبرلين في المانيا والى روسيا وبيلاروسيا وارمينيا واذر بيجان وجورجيا وماليزيا والهند وعدد من الدول العربية بينها مصر والاردن ولبنان والامارات وغيرها ونعمل على فتح خط بغداد تونس ايضا خلال الفترة المقبلة”.

واشارت الى ان “هناك مدن في اوروبا تسير لها الخطوط الجوية رحلات يمكن للمسافر العراقي ان ينطلق منها الى دول اخرى كترانزيت كما هو الحال مع المدن التركية”.

 إذاً فإن السيدة الخياط واثقة مما تقول، ومتأكدة من ان لديها اربع وثلاثين طائرة صالحة للخدمة، وألا ما قالت الذي قالته، ولا تعمقت بالتفاصيل، ولعل الجهة الوحيدة التي لم تكن واثقة ولا صادقة في هذه القضية، هي وزارة النقل ووزيرها الحمامي، وهم يبررون فشلهم الشنيع بتفويج الحجاج المساكين، وأعادتهم الى ارض الوطن.

وهنا يجب ان يستجوب الحمامي عن قضيتين: الأولى تقاعس وزارته عن اداء الواجب بأعادة الحجاج، وفي كذبه رسمياً بعدم وجود أكثر من ست طائرات لدى الخطوط الجوية العراقية، وكلاهما تستحق الإقالة في الدول المحترمة !

علق هنا