ماهو سر تزامن زيارة العبادي وتفجيرات الناصرية

بغداد- العراق اليوم:

تزامنت زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى محافظة ذي قار، مع أكبر خرق أمني تشهده محافظة جنوبية منذ سنوات، تلك الزيارة التي أراد الرئيس من خلالها أن يبعث برسالة اطمئنان للعالم بأن من أطفى حرائق الحروب بهدوئه، بدا مصرا على سكينته التي تشبه انسياب مشاحيف الأهوار في مواجهة عصيان الجبال.

هدوء الزيارة التي مرت بسلام، تعكر فجأة، مع حدوث أكبر عمل "إرهابي" تشهده المحافظة، وأدى الى سقوط نحو 90 قتيلا ومثلهم جرحى، ما أثار سؤالا ظل يلاحق المراقبين: ما هو سر التزامن الغريب بين الحدثين؟ هل أن التنظيمات المتشددة باتت تملك كل تلك القوة والسرعة في ضرب ما تشاء وأين تشاء، حتى وهي تترنح في مناطق أخرى؟

مصدر أمني عراقي، سعى لكشف هذا اللغز ، قائلا إن "رئيس الوزراء حيدر العبادي تلقى تحذيرات استخبارية قبيل زيارته لمحافظة ذي قار بوجود معلومات حول محاولة استهدافه هناك".

ولم يوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، عن الجهة التي تقف وراء استهدافه، مكتفيا بأنها "تنظيمات ارهابية"، غير أنه أكد بالقول "مع وصول العبادي الى الناصرية والاعلان عن الزيارة بشكل رسمي، دقت ساعة الصفر"، منوها الى أن "العبادي لم يكترث لتلك التحذيرات، وبات مصرا على إكمال الزيارة، والتجول في الأهوار، ومن ثم العودة سريعا الى بغداد".

المجموعة التي كانت تنوي استهداف العبادي، يلفت المصدر "هي ذاتها التي قامت بتنفيذ أكبر جريمة ارهابية في المحافظة"، معللا الأمر بأن "قيام الارهابيين بالتحضير للعملية بشكل جيد، وتلغيم الانتحاريين والانغماسيين وسياراتهم، وعدم تمكنهم من الوصول في الموعد، جعل من الصعب عليهم، بل من المستحيل التراجع، فتحولت قافلة الانغماسيين كقنبلة موقوتة منفلتة لابد من اختيارها هدفا بديلا من شأنه أن يحقق لها صدى إعلاميا كبيرا، فلم يكن غير المطعم الذي احتصن الكارثة".

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد وصل في 13 ايلول سبتمبر الحالي، مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار في زيارة تفقدية التقى فيها باعضاء الحكومة المحلية، ونخب من شرائح المجتمع الاخرى لبحث الملفات الداخلية في المحافظة.

 

علق هنا