نواب يقومون بحملة لسحب الثقة عن معصوم، فهل هي ورقة ضغط لإلغاء الإستفتاء، ام هي حق دستوري ؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد الصمت المطبق لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم أزاء الأستفتاء التقسيمي الذي ينوي القيام به مسعود البرزاني، ولما كان رئيس الجمهورية يمثل  العراقيين جميعاً، وليس الحزب، او القومية، او المحافظة التي ينتمي لها، بات من الواجب عليه ان يكون له اليوم موقف رافض لما ينوي مسعود البرزاني فعله، فالقضية لم تعد تخصه كمواطن كردي، ينحاز لقوميته، إنما هي قضية بلد كبير بحجم العراق، يتولى هو مسؤولية رئاسته. وهي قضية وطن اعظم من رأي، أو تصريح يدلي به فخامة الرئيس، إنها بإختصار قضية انتماء ومسؤولية، وهي تكليف وطني، ودستوري، وتاريخي، سيسجل لمعصوم في سجل الرؤساء الشجعان إذا ما وقف مع وطنه العراق ضد نزوة فردية، أو طموحات شخصية لطاغية مستبد.

لكن للأسف فإن الرئيس معصوم حتى هذه اللحظة قد التزم الصمت التام، بل هو يريد الهرب الى نيويورك لحضور اجتماع الهئة العمومية للأمم المتحدة، وهو غير معني به بتاتاً، لا من شيء الا من اجل ان لا يقوم بواجبه الوطني، والدستوري في حماية بلاده، ووحدة شعبه العراقي، فيرفض الاستفتاء بشجاعة، لا ان يخفض رأسه كي تمر العاصفة بسلام، ليظل في منصبه رئيساً حتى اليوم الأخير من ولايته الرئاسية!

نعم فالرئيس معصوم يفكر في البقاء بمنصبه على حساب الوطن، والدستور، ودماء الضحايا الذين استشهدوا من اجل العراق الواحد الموحد !

لذلك، يستعد اليوم عدد غير قليل من النواب في البرلمان العراقي لجمع التواقيع على طلب لسحب الثقة عن الرئيس فؤاد معصوم، وهو حتماً حق دستوري للنواب، بل هو واجب وطني ودستوري ومهني يجب على البرلمانيين العراقيين  القيام به في هذا الظرف التاريخي العصيب الذي تمر به البلاد.

 نعم ان هذه الحملة حق وواجب وطني، وليس كما يظن البعض انها ورقة  ضغط يلعبها الشيعة ضد مسعود البرزاني لثنيه عن تنفيذ الاستفتاء، خاصة وان عدد النواب السنة المتحمسين لهذه الحملة هم اكثر من النواب الشيعة، ناهيك عن ان المشروع الذي يفكر به مسعود، ويشتغل عليه  لا يوقفه التهديد بإقالة معصوم، أو غير معصوم، فالبرزاني مرتبط بمخطط دولي واسع ومتعدد الأطراف.

على صعيد متصل فقد أكدت مصادر مقرَّبة من التحالف الوطني، إن قوى داخل التحالف وبالتنسيق مع القيادي السُّني صالح المطلك، تعتزم جمع تواقيع داخل البرلمان، لسحب الثقة من الرئيس فؤاد معصوم الذي ينتمي إلى التحالف الكردستاني، بسبب عدم إعلان رفضه الاستفتاء. وأوضحت المصادر، أن "حملة سحب الثقة من الرئيس فؤاد معصوم داخل البرلمان يقودها نائبه الأول زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وبالتنسيق مع قوى داخل التحالف الشيعي وقوى سياسية سُنية، أبرزها ائتلاف العربية بزعامة صالح المطلك". وبيَّنت المصادر أن "اجتماعاً عُقد اليوم بين المطلك والمالكي في منزل الأخير بالمنطقة الخضراء، لتوجيه النواب لجمع تواقيع لسحب الثقة من الرئيس فؤاد معصوم". بينما يرى النائب المستقل عن التحالف المدني فائق الشيخ علي، بأن الدعوة لإقالة الرئيس فؤاد معصوم، ومحافظ كركوك نجم الدين كريم، الذي يصرُّ على شمول المحافظة بالاستفتاء الذي من المقرر إجراؤه في 25 من أيلول الجاري، وجمع تواقيع داخل البرلمان من اجل ذلك هي أوراق ضغط تجاه المواقف الكردية المستقبلية. ودعت النائب عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة امس الثلاثاء الكتل السياسية إلى الإسراع بحسم منصب رئيس الجمهورية الذي “قد يبقى شاغراً” في حال تصويت الأكراد لصالح الاستقلال عن العراق، معربة عن رأيها بأن الأفضلية في الترشيح قد تكون لأشخاص مستقلين أو شخصية من المكوّن المسيحي أو أحد الأكاديميين .

بدوره، قال النائب كاظم الصيادي خلال تصريحات صحفية، إن الحوار بين الحكومة المركزية في بغداد والإقليم أغلقه مسعود بارزاني بـ"لغة الدم"، مضيفاً “أن بارزاني بحسب اتفاقية 2005 لا يحق له إرسال قوات البيشمركة لتجاوز الخط الأزرق.

علق هنا