هل ستنسف امريكا والمانيا قرار استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 ؟

بغداد- العراق اليوم:

قطر التي لا ترى بالعين المجردة، تستضيف مونديال كأس العالم عبر بوابة الفساد، وعشرات الدول الكبيرة والصغيرة بما في ذلك بعض الدول الخليجية، تتمنى سحب هذا التكليف من قطر، وذلك لأسباب اخلاقية، وفنية، ورياضية، وبيئية، وجمالية عديدة. وتلعب امريكا والمانيا دوراً كبيراً في كشف الرشى التي دفعتها قطر من اجل الحصول على الاصوات المطلوبة من اعضاء الفيفا، كي يتوفر لها المبرر القانوني لسحب هذا التكليف من قطر.

وإذا كانت قطر قد نجحت بالفعل في انتزاع حق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022. أي بعد الدورة التي ستنظم في روسيا بعد أقل من عام من الآن. فإنها برأينا لم تنجح في التغطية على نتانة فعلتها، وهي تشتري ذمم بعض الأصوات الإتحادية في الفيفا خاصة وقد سقطت اعمدة الفيفا في فضائح فساد مدوية..

 اما كيف نجحت هذه الدويلة التي لا ترى بالعين المجردة على خارطة دول العالم في ان تفوز بهذا الشرف الرياضي العالمي، وما هي مؤهلاتها لانتزاع هذا المحفل الكوني الكبير ؟. وكيف يمكن لنا ان نصدق ان هناك إجراءات شفافة قد جرت وأفضت الى فوز قطر بهذا المونديال ؟.

هذه الأسئلة وغيرها لم نكن أول من نطرحها بالتأكيد، ولن نكون أخر من سيطرحها، فهذا الملف لا يزال مفتوحاً على مصراعيه، وعلى الرغم من اطاحته برئاسة الاتحاد السابقة، وفضائح مزكمة لرؤساء اتحادات كروية عالمية، ثبت قيام قطر بشراء اصواتهم مقابل ملايين الدولارات . لكن هذه الإجراءات لم تنتزع لغاية الآن  استضافة البطولة من قطر، لكن هذا غير مستبعد بالمرة . فالتحركات العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية والمانيا وعدد اخر من دول العالم اصبحت الان أقوى وامضى بعد ان انضمت دول مجلس التعاون الخليجي ومصر لها !.

نعم لم يعد الملف مجرد، حديث في وسائل الاعلام الرياضية، بل أصبح الملف يقترب أن يكون ضمن اولويات السياسة الخارجية لعدد من البلدان الكبرى . ولعلنا لا نكشف جديداً بالقول ان ملف قطر سيفتح على مصراعيه بعد انتهاء مونديال 2018.

ولكننا مدعوون لنقاش علمي في هذا الملف، بعيداً عن التجاذب السياسي، او الاختلاف الناشئ عن تدافع اقتصادي، ولنسأل : هل قطر بالفعل قادرة على استضافة هذه البطولة العالمية، وانجاح فعالياتها التي سيراقبها على الاقل ثلاثة مليارات نسمة في ارجاء الارض؟.

كيف يمكن ان ينظم شعب لا يتجاوز عدد إفراده الأصليين الـ 300 الف فرد مونديالاً يتابعه 3 مليارات نسمة !!!

ثم أين هي قطر على الخارطة الكونية لتستوعب مثل هذا الفعالية العظيمة؟ كيف اقتنع الاتحاد الدولي (فيفا) بملف قطر، ومنحها هذا الحق الذي لا يعني الاتحاد ولا محترفي كرة القدم وحدهم، بل يعني كل مواطن على هذه الأرض ؟ّ

 

فيتو امريكي على مونديال قطر !

 

في نهاية تموز الماضي، ذكر موقع (فان سايديد) أنه بعيداً عن الأزمة الدبلوماسية المثارة فى الخليج إلا أن هناك من الأسباب المتعلقة بكرة القدم فقط ما يجعل قطر لا تستحق تماما استضافة بطولة كأس العالم 2022.

وعلق الموقع الرياضى الأمريكى على تقارير مغلوطة على شبكة الإنترنت بأن السعودية وخمس دول عربية أخرى أرسلت خطابا إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" طالبت فيه الاتحاد بإلغاء استضافة قطر لهذه البطولة.

وأوضح  الموقع أن البطولة تم منحها لقطر على حساب دول أكثر استحقاقا منها مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن القرار أجبر رئيس "فيفا" سيب بلاتر على ترك منصبه، بينما ما زالت تحوم شبهات بشأن تلقيه رشوة مقابل هذا القرار المثير للجدل.

ولفت إلى أن كل الدول التى استضافت كأس العالم كانت قد تأهلت كروياً لكأس العالم فى منافسات سابقة، إلا قطر،  في لم تصل الى أي مشاركة في كأس العالم من قبل، مستنكرا تجاهل الاتحاد لأستراليا صاحبة الدورى العريق وتفضيل هذه الدويلة الخليجية الصغيرة عليها، حسب تعبير الموقع.

وأشار الموقع إلى أن بطولات كأس العالم السابقة عقدت فى دول كبيرة المساحة، ولديها بالفعل بنية تحتية لكرة القدم، لكن كل ملاعب كأس 2022 تقريبا ما زالت تحت الإنشاء فى قطر التى وصفها الموقع بأنها دولة فى حجم "طابع البوسطة".

وعزا الموقع رؤيته بسحب استضافة قطر للبطولة إلى سجلها فى حقوق الإنسان، مشيرا إلى استغلالها للعمالة الوافدة الرخيصة المستخدمة فى تشييد الملاعب وإعطائها أجورا منخفضة للغاية، لافتا إلى تقارير سابقة وصفت الوضع بأنه "استعباد العصر الحديث" لوفاة 1200 عامل حتى الآن.

وأعرب عن اندهاشه من أن الطقس فى المنطقة حار بدرجة يصعب وصفها، وبدلا من تغيير موقع البطولة إلا أن الـ "فيفا" قرر تغيير مواعيد المباريات من أشهر الصيف كما جرت العادة إلى الشتاء أى أنه بما معناه أن أى دولة أخرى عليها أن تعدل توقيت الدورى الخاص بها وتعطله فقط لتناسب ظروف قطر. فكم دفعت قطر من اجل ان تحصل على مثل هذه الرعاية وهذا الدلال، ثم من هي قطر حتى تحصل على كل هذه الإستثناءات، هل هي برازيل بيليه ورونالدو الأسطورة مثلاً أم هي ارجنتين مارادونا وميسي ؟!

وفى الختام، أكد الموقع أنه لا يزال هناك 5 سنوات قبل انعقاد بطولة كأس العالم 2022، وهى مدة كافية تماما للعدول عن هذا القرار  الخطأ الذى طال انتظاره.

 

أوربا : لا لتنظيم قطر هذه البطولة !

 

وفي أخر المواقف الدولية  حول هذا الملف، فأننا سننتقل إلى ألمانيا لنتعرف على ردود الفعل من قبل المرشحين لرئاسة هذا البلد فيما يتعلق ببطولة كأس العالم 2022 . واليكم هذه الآتي :

«نرفض إقامة كأس العالم في قطر»، إجابة موحدة اتفق عليها شولتس وميركل المرشحان الرئيسيان للانتخابات الألمانية.

الإجابة التي أعلنها «شولتس» و«ميركل»، تؤكد أن رفض المونديال القطري سيكسب أصوات الناخبين، ولكن ما أسباب رفض برلين بكافة مؤسساتها إقامة مونديال كأس العالم 2022 في الدوحة؟

في البداية أعلنت ألمانيا رفضها إقامة المونديال بقطر، لوجود شبهات فساد في عملية الاختيار أو بسبب حرارة الطقس وسيلجأ الفيفا لإقامة المباريات في الفترة ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر 2022، أو دعم الإرهاب وخاصة بعد مقاطعة الدول العربية للدوحة.

لم تتوقف التصريحات الرسمية الألمانية الرافضة لقطر عند المستشارة ميركل، بل طالب لرينارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، بضرورة سحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر.

وقال «جريندل»: «الاتهامات الموجهة لقطر بدعمهم الإرهاب قطعت الطريق أمام أحلامها لتنظيم المونديال.. بلد ناشط في دعم الإرهاب مثل قطر من الصعب أن تنجح في تنظيم المونديال، وأن يسمح له بتنظيم البطولة الكبرى».

كذلك طالبت كلاوديا روث، نائب رئيس مجلس النواب الألماني، بإزاحة قطر من مونديال 2022 قائلة: «قطع العلاقات السياسية مع الدوحة من بلاد الجوار والبلاد العربية دليل واضح أن قطر ليس البلد المناسبة لتنظيم المونديال».

وأضافت: «اختيار قطر منذ البداية كان قرارا خاطئا وجاء بالفساد الرشاوى»، متسائلة: «كيف يتم منح تنظيم كأس العالم لبلد ليس لها تاريخ كروي وتدعم الإرهاب ولا تراعي حقوق الإنسان؟»، والدليل على ذلك وفاة أكثر من عامل في المنشآت التي تبنى استعدادا لكأس العالم.

الخلاف مع السعودية : هل سيطيح بالمونديال ؟

بعد تفجر الخلاف الحاد بين قطر ودول الخليج الاخرى ومصر، أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا  للتعليق على قرار عدد من الدول العربية بقطع علاقاتها مع قطر الدولة المستضيفة لمونديال 2022.

وأكد الفيفا اتصالاته المستمرة مع قطر مضيف كأس العالم 2022 وذلك في ظل الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها.

وراسل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ، اللجنة التنظيمية المسؤولة عن بطولة كأس العالم في قطر 2022 للاستفسار بشأن آخر التطورات في المنطقة العربية وتأثيراتها على كأس العالم 2022.

وأكمل بيان الفيفا بأنه لا يوجد أي تعليقات في الوقت الحاضر بشأن الأزمة القطرية.

الجدير بالذكر أن دول السعودية والبحرين والإمارات أعلنت قطع العلاقات مع قطر وسحب بعثاتهما الدبلوماسية من الدوحة وإغلاق الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر بسبب اتهامات للدوحة بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية بينما قررت مصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.

علق هنا