قناة NRT عربية ... صوت وطني شجاع قادم من كردستان العراق يواجه شوفينية البرزاني، وفساد الآخرين

بغداد- العراق اليوم:

منذُ اولى ساعات اطلالتها عبر مدار القمر الصناعي " نيلسات" والى الآن، تُمارس قناة ان ار تي عربية، واخواتها الناطقات بلغات اخرى دوراً حيوياً ومهماً في فضاء الإعلام العراقي المتعدد الاتجاهات والمشارب، بل شكلت هذه القناة بعمرها القصير، انعطافة  نوعية في مسيرة الإعلام المرئي العراقي بعد ٢٠٠٣، بشهادة كبار الصحافيين والإعلاميين العراقيين، الذين يرون في خطابها ونهجها افقاً جديداً في فضاء مشتت الرؤى، او إعلام موجه مدفوع ضد التجربة في العراق، بل ان بعضاً من فضائياتنا لا تقدم نفسها سوى كونها مشروعاً خارجياً، ينفذ على الارض العراقية.

 لسنا في وارد اتهام احد، ولسنا ممن يعتقد ان الاشادة لا يجب ان تمر الا فوق ذم اخرين، لكن الحق يقال، ان (ان ار تي عربية) كانت بحق زلزالآ يضرب بقوة المشهد الإعلامي العراقي الراكد منذ ظهورها والى هذه اللحظة، فايقظت المتكاسلين، ودفعت بقنوات طموحة اخرى الى التحرك لانقاذ نفسها، تحت ضغط الإحراج الشديد الذي وجدت نفسها فيه، فمثل هذه القناة الفتية باتت تجتذب بوصلة المشاهد العراقي يوماً بعد اخر. وراحت تسدد قوائم القنوات المفضلة في اغلب اجهزة الاستقبال العراقية، نظراً لجرأة الطرح، ووطنية الهدف، وقيم المهنية والمصداقية العاليتين، فضلاً عن سرعة نقل مقرونة بدقة في النقل.

لذلك نجحت ( ان ار تي عربية) في مهمتها، وحجزت لنفسها رقماً صعباً في معادلة الإعلام المرئي، بل والمقروء بعد ان حولت منصتها الإلكترونية الى واحدة من أهم المنصات الأخبارية في البلاد، والتي تميزت مثل القناة بسرعة النقل، وسعة التغطية، وقوة الانتشار، والتفاعلية التي تشد متابعيها.

ولعل الذي يبحث عن سر هذا التميز، لا يجد امامه سوى الاعتراف ان وراء  هذا الانجاز الاعلامي المهم، نخبة ممتازة من الصحافيين والاعلاميين العراقيين الذين يقف على رأسهم زميلنا المثابر مشرق عباس، الذي خبرناه صحافياً من طراز رفيع، وصاحب رأي وحنكة يحسده عليها الكثير من المناوئين، ويغبطه المحبون وهم بالتأكيد اكثر. مضافاً اليه فريق عمل دؤوب، في طليعتهم الزميل المجد زياد العجيلي، والصحفي اللامع علي السراي، وعشرات الاسماء التي يشكل منها رقماً في سماء الاعلام والصحافة في البلاد.

وقبل هذا، هناك سر اخر وهو بالتأكيد العامل الأكبر لهذا التميز، نعني به الداعم والمؤسس لهذا المشروع الإعلامي الوطني والريادي، رجل الاعمال الشجاع ساشوار عبد الواحد، الذي يبدو انه عازم على كسر احتكار الاحزاب السياسية لمنصات الاعلام، ومصمم على فك قبضة النافذين والممولين من خارج الحدود على الفضاء الصحافي في العراق، على الرغم من كل ما يتعرض له من مضايقات،  وتهديدات، ومنع، واقصاء وغيرها، الا ان الرجل  لم يأبه، ولم يتوقف، فهو مصر على اكمال مشروعه الوطني الفاعل، ولن تثنيه عن طموحه ريح العابثين والسنتهم التي تطاول كل ناجح.

ان ما تقوم به ان ار تي عربية واخواتها في هذه المؤسسة الإعلامية، من تقديم خدمة اخبارية معلوماتية بطريقة حديثة وجذابة وذات ابعاد مهنية محترفة، يشكل لوحده اضافة لما تحقق منجزاً يحق لهذه المؤسسة ان تفتخر به، لكن ما تقوم به في الجانب الوطني يعدُ الأهم، بل هو الإضافة الكبرى التي حققتها مؤسسة ناليا الإعلامية، فاصطفاف هذه الفضائية مع الاصوات الوطنية المنادية بعدم العزف على مشاعر الشعب الكردي المكلوم والمنهك من الحرب والاستغلال القبلي، والاستبداد المليشياوي، يعد المنجز الاكبر لهذا المشروع العراقي النجيب.

فالمواقف التي اطلقها مؤسس هذا المشروع السيد ساشوار عبد الواحد عبر تصديه الحاسم لموضوع الاستفتاء المزعوم، والذي يشكل ضربة للجهود الوطنية العراقية المخلصة في مكافحة الارهاب واعادة بناء الوحدة العراقية على مبدأ التشارك والمساواة، ووقوفه الشرس بوجه الديكتاتورية المتخلفة التي تريد ان تدخل كردستان متاهة جديدة، يعد برأينا موقفاً نادراً وشجاعاً في وقت تحشد فيه الماكينة الشوفينية لتخوين كل صوت عقلاني وطني.

لاسيما بعد ذهاب قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني مع مشروع البارزاني، وصمت حركة التغيير على هذه المهزلة، ما يجعل موقف ساشوار عبد الواحد فريدا واستثنائيا يستحق الإشادة والتقدير ليس منا فحسب، بل يحب ان يحصل كذلك من جميع وسائل الإعلام العراقية الحرة، ومن عموم الوطنيين العراقيين، سواء اكانوا عربآ أم كردآ، أم  من الوان واطياف اخرى. ان نجاح ان ار تي عربية الإعلامي،  واصطفافها مع مصلحة الشعب العراقي والكردي خصوصاً سيضيف لهذه المؤسسة الفتية انجازاً اخر، ويرفع من رصيدها الشعبي، كونها مكنت الصوت المقموع من الوصول. وقالت ما يدور في خلجات كل عراقي لا يريد ان تخضع الجغرافيا لأمزجة رجال لا يقيمون وزناً لغير لصالحهم الذاتية الضيقة جداً.

شكرآ أن آر تي عربية، فكلمة الشكر واجبة لمن يستحقها، وانتم تستحقونها بجدارة عالية، وإستحقاق.

 

 

 

علق هنا