كيف اعاد مقتل مزراحي السرية للموساد

بغداد- العراق اليوم:

صادقت لجنة الخارجية والدفاع التابعة للكنيست الإسرائيلي، اليوم الخميس، على قرار يحول دون نشر أي تفاصيل بشأن العاملين بجهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة “الموساد” أو عائلاتهم.

وجاءت المصادقة على القرار بالإجماع من جانب أعضاء اللجنة التي يرأسها الرئيس الأسبق لـ “الشاباك”، آفي ديختر.

وبموجب القرار؛ فإن عقوبة السجن ستطال كل من يسرب تفاصيل عن العاملين بجهاز “الموساد”، والذي يتسم عمله مثل أجهزة الاستخبارات الأخرى بطابع من السرية.

ويستهدف القرار، منع نشر أو تسريب أي معلومات أو تليمحات تحدد شخصا بعينه من العاملين في “الموساد”، كما يستهدف الأمر ذاته ما يتعلق بجميع أفراد عائلات هؤلاء العاملين، ومنع تحديد هويتهم من قبل أي عناصر ترصد ما ينشر من معلومات حول هذا الجهاز، سواء عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي وغير ذلك من وسائل النشر.

ويحظر القرار أيضا، نشر أي تفاصيل من شأنها أن تقود إلى منشآة أو مقار يستخدمها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، ويجعل من هذا الشأن أمرا في غاية السرية، ما يعني أن الحصول على معلومات في هذا الصدد، أو العمل على جمعها أو تسجيلها أو حيازتها أو تسليمها من قبل شخص أو جهة ما يصبح من الآن فصاعدا جريمة طبقا لقانون العقوبات، وليس فقط مجرد جريمة تتعلق بتجاوز تعليمات الرقابة مثلما كان معمولًا به حتى اليوم.

رئيس الموساد

واستثنى القرار نقطتين فقط، الأولى تتعلق باسم رئيس “الموساد” في الماضي والحاضر، والذي لم يعد مسألة سرية، وهو أمر معمول به منذ سنوات، حيث أصبح اسم رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي معلوما للجميع منذ تعيين داني ياتوم رئيسا لـ”الموساد” في الفترة 1996 – 1998، وقبل ذلك ومنذ تأسيس الجهاز عام 1949 كان اسم رئيسه سرا طالما ظل في منصبه، لذا فقد تقرر عدم تغيير هذا الإجراء، بحيث يظل اسم رئيس الجهاز المعلومات سرا.

واستثنى القرار أيضا بعض المعلومات التي يسمح بنشرها حول الجهاز، بشرط مصادقة رئيس “الموساد” أو الرقيب العسكري الأول بعد التشاور معه، على أن يحددا إذا ما كان يسمح بنشر معلومات محددة دون اعتبارها سرية.

وفيما يتعلق بالعاملين السابقين بالجهاز، تم تأجيل حسم مسألة إمكانية أن يكشف أحد الضباط أو العاملين السابقين بالجهاز هويته أمام جهة ما أو على الملأ، حيث نقل موقع القناة السابعة جانبا مما دار في الاجتماع، وتأكيد المستشار القانوني للجنة أنه سيحدد المعايير والإجراءات والظروف التي تتيح أو تحظر على العامل السابق بالجهاز كشف هويته.

تفسير محتمل

ولم يفسر الموقع الأسباب التي دفعت تلك اللجنة لإحاطة الجهاز الذي يتبع مباشرة لمكتب رئيس الحكومة بهالة من السرية، تضاف إلى طبيعة عمله الخاصة والتي لا يعرف عنها الكثيرون، لكن هناك بعض النقاط التي ربما كانت سببا في ذلك، من بينها استهداف أحد أقارب رئيس “الموساد” وقتله في الرابع من تموز/ يوليو العام الماضي.

وفي ذلك التاريخ تعرض ابن عم رئيس “الموساد” يوسي كوهين، لإطلاق الرصاص جنوب مدينة الخليل ولقي حتفه. ورجح مراقبون وقتها أن العملية التي استهدفته لم تكن بالصدفة، وأن المنفذين في الغالب امتلكوا معلومات بشأن هويته.

وذهب المراقبون إلى أن الحديث يجري عن واقعة خطيرة، وقعت على مقربة من مستوطنة “كريات أربع” جنوب الخليل، في إشارة إلى العملية التي أدت إلى مقتل المستوطن ميكال مارك، ابن عم رئيس الموساد، وإصابة 3 آخرين، وطرحت وقتها أسئلة منها “هل كان لدى منفذي العملية معلومات مسبقة بشأن هوية القتيل، وهل كانوا على علم بأنه ابن عم رئيس الموساد؟”.

قتل مزراحي

وكان مقاومون فلسطينيون قتلوا في نيسان/ أبريل 2014 العقيد باروخ مزراحي، والذي كان يرأس أحد الأقسام في شعبة الاستخبارات التابعة للشرطة الإسرائيلية، وكان في الماضي من ضباط وحدة الاستخبارات المختصة بمجال الفضاء السيبراني، “الوحدة 8200” التابعة للاستخبارات العسكرية “أمان”.

ووقتها توصلت التحقيقات إلى أنه لم يكن من الممكن أن يعلم المنفذون هوية مزراحي الذي كان يستقل سيارته في وسط الطريق المؤدية إلى الخليل، قبل إطلاق وابل من الرصاص عليه، لكن غالبية المراقبين رأوا وقتها أن المنفذين تعرفوا على هويته وامتلكوا معلومات مسبقة بشأنه.

 

علق هنا