التهكم والسخرية لا يحلان المشكلة يا نصير شمه، فنحن نعرف من أنت !

بغداد- العراق اليوم:

بعد مضي ساعات على نشر موقع ( العراق اليوم) مادة صحفية حول مشروع " ألق بغداد" والذي اطلقه العازف نصير شمه قبل عام من الآن لتأهيل شارع الرشيد وسط بغداد، بالإضافة الى عشرين  ساحة عامة بدعم من البنك المركزي العراقي، وعشرين مؤسسة مصرفية أهلية عراقية، فضلاً عن دعم شخصيات وجهات بغدادية متعددة، وحملت المادة تساؤلات مشروعة جداً من قبل مواطنين، عبروا عن استغرابهم الشديد من اندثار المبادرة، قبل ان تولد، وضياع صوت شمه الذي كان مجلجلاً وهو يتبختر عبر وسائل الاعلام، بأنه سينجز لبغداد مالم يأتِ به الأوائلُ، لكن كل هذا اختفى فجأة .

واذا كانت بغداد بحاجة الى جهد وطني صادق، ولمسة مخلصة من أي عراقي وهي تواجه ظروفاً شتى، وصعاباً تدمر روح أي مدينة في العالم، فأن هذه الحاجة تبقى مقرونة بعاملين أساسيين، الأول ان يكون صاحب المبادرة متجرداً من عملية المتاجرة والتكسب ( مهما كان نوعه أو شكله)، والعامل الأخر ان تكون المبادرة حقيقة وذات وقع على الأرض، أما ان تكون مجرد رمي حجر في الهواء، فهذا بحث أخر.

ولأن رد نصير شمه أتى متهكماً ساخراً من تساؤلات بغداديين اصلاء تحدثوا لمراسل ( العراق اليوم)، ووجهوا تساؤلات مشروعة جداً عن مصير المشروع، والذي حمل أسمهم جميعاً كبغداديين، ولم يكن مشروع " ألق نصير" العائد الى بغداد وهو مغمض العينين كما يقول لأنه لا يريد ان يراها على غير ما رآها حين غادرها قبل عقود، فأن هذا التهكم ليس في محله، والسخرية لا تأتِ في سياق تسخيف الآخر، فكيف يبرر نصير قيامه بتسخيف تساؤلات مشروعة، وهو وغيره من الذين يطالبون بالسماع لآراء الناس، وان يتحلى الجميع بدرجات عالية من الشفافية .

ما طرحهُ المواطن عبر المادة المنشورة في ( العراق اليوم)، كان الاجدر بنصير وهو الذي اطلع على هذه التساؤلات ان يرد عليها بإجابات شافية، وان يوضح أين وصل هذا المشروع، وكم حقق، ومتى انطلق، ومن تبرع، وأين الأموال التي رصدت ؟. لا أن يحاول القفز على هذه الاسئلة، بالهرب نحو السخرية.

وهنا نود ان نذكر السيد شمه بأمرين  مهمين، اولهما ان عملية السخرية في مثل هذه الملف، قد تأتي في أطار عدم امتلاكه رداً مناسباً لحجم تساؤلات عمرها يزيد على عام، وإثارات قد تحرج أي شخص قرأ تصريحات شمه في 2016 وهو يبشر بقرب انطلاق مشروع تخليص شارع الرشيد من تراكمات سنوات طويلة من الإهمال، ولكن لا شيء من هذا تحقق، فحتى الجزار الذي يتوسط الشارع التاريخي، لا يزال مستمراً بتعليق لحوم ذبائحه في واجهة جزارتهِ، ولا يزال الشارع يغرف في آساه المزمن على من عزف كل مزامير الوعود، فعلام تقرأ مزاميرك يا نصير ؟

أو يمكن قراءة هذه السخرية، بأنها تجاهل لهذه التساؤلات، وعدم اكتراث برأي المواطنين، وهذه تسجل عليه.

ختاماً نود ان نذكر السيد نصير شمه، ان موقع ( العراق اليوم)، لا يحمل أي استهداف شخصي له ولا لمشروعه، قد ما هي مهمة صحافية يضطلع بها، ويبحث عن اجابات شافية عن اسئلة مواطنين يبدو أنه يراهن على ذاكرتهم القصيرة، وسرعة نسيانهم في زحمة أوضاع العراق ومشاغله، كما نود تذكيره بأننا نعرف عنه تفاصيل دقيقة جداً، وملفات ذات بعد يعرف هو وحده مضمونها، لكننا لا نبتغي ان نُدرج في هذه الخانة، وان نستخدم أي أرشيف شخصي مهما كان في مثل هذه المساجلات الصحافية المشروعة جداً بالنسبة لمهمتنا النبيلة في ملاحقة كل شاردة وواردة تخص العراق كله، وبغداد التي لم ترَ لغاية الآن القاً . ختامآ نقول لشمه الذي يتهمنا في رده بوضع العصا في الدواليب : أين هي الدواليب، بل أين هي العجلة التي  نريد ان نضع العصي في دواليبها في مشاريعك( الرشيدية)؟!

علق هنا