هل ينتشل "القرموطي" أحمد آدم من النسيان؟

بغداد- العراق اليوم:

 

ثماني سنوات كاملة غاب فيها الممثل المصري أحمد آدم عن الشاشة الفضية، بعد سلسلة من العثرات الفنية، وأخيراً قرر العودة مرة أخرى على حصان "القرموطي" الذي يعتقد آدم أنه الرهان الرابح؛ حيث يعود للسينما بفيلم "القرموطي في خط النار" في موسم أفلام نصف العام الدراسي.

أحداث الفيلم قريبة من فيلمه السابق "معلش إحنا بنتبهدل" الذي ركز فيه آدم على فترة الغزو الأميركي للعراق. وفي التجربة الجديدة ينجح القرموطي في فك شيفرة تنظيم "داعش" ومواجهته وكشف أهدافه وجرائمه ضد البلاد العربية في إطار كوميدي ساخر.

قبل انقطاع آدم عن السينما أو انقطاعها عنه، مر بتجربتين لم يوفق فيهما "صباحو كدب"، في 2007، ولم تتخطّ إيراداته حاجز المليونى جنيه، وخرج من المنافسة نهائياً في الموسم الذي حققت فيه أفلام "الجزيرة" و"عمر وسلمى" و"كركر" و"كده رضا" و"مرجان أحمد مرجان" عشرات الملايين.

كرر آدم المحاولة في 2008 بفيلم "شعبان الفارس" الذي قام بتأليفه وجسَّد فيه شخصية أب ضعيف الشخصية، ويرى ذلك في عين ابنه، ويحاول أن يثبت له شجاعته بالاشتراك في برنامج "الفارس الأول"، إلا أن الفيلم حقق إخفاقاً أكثر من سابقه، ومن حينها ابتعد آدم عن السينما.

 

القرموطي المنقذ

 

استحضار آدم شخصية القرموطي بعد سلسلة من التعثر جعلته حبيس برنامج "بني آدم" شو على قناة الحياة لستة مواسم. فالشخصية التي نجحت معه مرة في عام 1994 من خلال مسلسل "سر الأرض"، لم تخيب آماله في 2005 حينما لجأ إليها أيضاً بعد محاولات لم ترقَ للنجاح، ولكن فيلم "معلش إحنا بنتبهدل" الذي أعاد فيه آدم توظيف القرموطي، حقق خمسة ملايين ونصف المليون جنيه إيرادات، وهو أعلى إيراد يحققه الممثل الكوميدي في أفلامه.

ووصف آدم، في تصريحات صحفية، شخصية القرموطي بأنها من الشخصيات المميزة التي تحمل العديد من المقومات التي تكفل نجاح أي عمل فني.

 

طريق محمد سعد

 

بحثُ المتعثرين في الملفات القديمة لإعادة توظيف نجاح سابق لأحد الأدوار، حيلة سبقه إليها الممثل محمد سعد مرتين: أفلح في الأولى، وأخفق في الثانية. فعندما لم يحقق النجاح المنشود في "كركر" و"بوشكاش"، استحضر الحصان الرابح بفيلم "اللمبي 8 جيجا"؛ ليحقق إيرادات وصلت إلى 12 مليون جنيه، خلال ستة أسابيع، وعقب تذيل مسلسل "شمس الأصيل" الذي قدمه في رمضان 2013 قائمة المشاهدة، كان لا بد أن يستحضر شخصيتي اللمبي وأطاطا المميزتين ليعود من جديد للنجاح في مسلسل "فيفا أطاطا"، محققاً أعلى مشاهدات في رمضان 2015.

وحاول سعد تكرار الأمر نفسه بعد سلسلة من التأرجح من خلال تجارب "تك تك بوم" و"تتح" و"حياتي متبهدلة"؛ ليستحضر شخصية بوحة الذي حقق بها أعلى إيراد لأفلام السينما في 2005 بـ26 مليون جنيه، إلا أن هذا لم يسعفه في برنامج "وش السعد" الاستعراضي المسرحي على قناة إم بي سي، وهو ما ينذر بأن هذا الطريق ليس مضمون النجاح.

 

خوف من المغامرة

 

"الزمن يتغير ويطرح مفردات جديدة، والفنان يلجأ لاستحضار القديم عندما لا يجد بداخله مخزوناً جديداً يستطيع إخراجه أو يكون غير قادر على المغامرة"، هذا ما أكده الناقد الفني طارق الشناوي.

وأضاف الشناوي، في تصريحات لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن الفرق بين سعد وآدم أن الأول لديه إمكانيات كبيرة، ولكنه غير قادر على المغامرة، بينما إمكانيات آدم محدودة جداً فليس لديه إلا "كاراكتر" أو شخصية يستطيع تقديمها، على حد قوله.

التجربة يعتبرها النقاد محفوفة بالمخاطر، ولكنها مربحة بالنسبة للمنتج، فهي لن تكلفه الكثير ولن يغدق على آدم الأموال، حيث سيقبل بالقليل للعودة للسينما أفضل من الجلوس بالمنزل، ولكنها تظل مغامرة لآدم.

 

مسرحي وليس سينمائياً

 

"لا" كانت إجابة الشناوي بدون تردد على سؤال "هل سيعيد نجاح الفيلم آدم لطريق السينما ويمهد لأعمال أخرى؟"، فالناقد الفني يعتقد أن تكوين أحمد آدم الفني أقرب للمسرح، وليس السينما؛ لأن أداءه خشن يستطيع المسرح احتواءه بينما كاميرا السينما تحتاج لأداء ناعم.

 

إغراء السوشيال ميديا

 

بُعد آخر ألقى عليه الضوء محمد شميس، الناقد الفني الشاب، وهو إغراء مواقع التواصل الاجتماعي لآدم، فرغم هجومها عليه في كثير من المواطن بسبب آرائه في "بني آدم شو" فإن القرموطي يعد بطل "الكوميكس" الأول لدى الشباب، سواء كانت رياضية أو سياسية أو خلافه.

ومن الطبيعي أن يغري ذلك أحمد آدم، كما يضيف شميس، مستشعراً أن الفيلم الجديد سيجد جمهوراً كبيراً خاصة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يظل نجاح الفيلم رهناً لما يتضمنه السيناريو وعدم تكرار آدم لنفسه.

"وقد ثبت بالتجربة العملية أن آدم ينجح في طريق القرموطي، وعندما يبتعد عن الشخصية لا يحالفه النجاح"، كما يقول شميس، الذي يرى أن استعادة الشخصية ربما يكون السبب فيها المنتج الذي لا يريد المخاطرة ويرغب في ضمان الحصول على تكاليف الفيلم على الأقل.

 

لن ينجح

 

المخرج شريف فتحي يتفق مع الشناوي في أن آدم نجم مسرحي وليس نجم سينما، مثله في ذلك مثل محمد نجم، وبخلاف أحمد السقا وكريم عبدالعزيز اللذين يجدان ضالتهما في السينما وليس في المسرح.

وبحسب ما يعتقد فتحي، فإن استحضار آدم لشخصية القرموطي لن يلقى قبولاً؛ لأن الفكر تغير، خاصة لدى شريحة الشباب التي يراهن عليها آدم.

ويرى شريف فتحي أن استحضار محمد سعد لـ"الشخصية" القديمة عدة مرات أسهم في إفلاسه فنياً، وهو ما كان سبباً لفشل برنامج "وش السعد" الذي استعان فيه بشخصية بوحة، بينما كان النجاح حليف آدم في "بني آدم شو"؛ لأنه ابتعد عن تكرار الشخصيات القديمة.

وطرحت الشركة المنتجة لفيلم "القرموطي في أرض النار" الملصق الدعائي له؛ حيث ظهر "القرموطي" الذي يجسده آدم مرتدياً ملابس تنظيم "داعش".

ويشارك آدم العمل الذي ينتجه أحمد السبكي، الممثلة بدرية طلبة، وعلاء مرسي، ومحمد عادل، وأحمد صيام، ومحمود حافظ، وعلاء زينهم، وماجد محروس، وشيماء سيف، والفيلم من تأليف محمد نبوي، وعلاء حسن، وإخراج أحمد البدري.

 

علق هنا