الموصل والهيمنة التركية .. هواء في شبك

بغداد- العراق اليوم:

ندى الحجيمي

العراق معروف بعمره التأريخي الذي يعود لاكثر من عشرة الاف سنة، وحضارته العريقة ومعالمه التراثية والأثرية التي مهما حاول الغزاة طمسها او تغييرها تبقى شامخة وعراقية المنبع. ولابد ان نتطرق الى تأريخ مدينة الموصل، لإثبات الحقائق التي يحاول الطامعون تزييفها ، الموصل هي مدينة عراقية ومركز محافظة نينوى ، احتضنت في عمقها التأريخي القديم عدة حضارات ومنها الحضارة الأشورية ولها اثار واضحة المعالم التي تدل على عراقيتها وبإنها احد اجنحة بلاد الرافدين القديمة. سكن الموصل العرب المهاجرين من شبة جزيرة العرب انذاك في عصر ماقبل الإسلام ، وفي عصر الفتوحات الإسلامية ونالت اهتماما من قبل الخلفاء الراشدين وخاصة في خلافة الإمام علي عليه السلام فازداد عدد سكانها من العرب المهاجرين من القبائل العربية والرافدينية واصبحت الموصل تأوي قوميات وطوائف مختلفة، الا ان العراق شهد غزوات متواصلة من قبل السلاجقة والمغول والعثمانيين وغيرهم، حيث بدات المؤامرات تحاك من الغزاة الطامعين حين ضم العثمانيون الموصل وتوابعها كركوك والسليمانية ضمن حدود مركز الامبراطورية العثمانية ( تركيا ) وظلت الموصل تابعة للإمبراطورية العثمانية الى ان دخلت القوات الغازية البريطانية الى العراق وقامت باسقاط الامبراطورية العثمانية بشكل كامل وقيام الدولة التركية الحالية، واجبار العثمانيين التخلي عن الموصل للمملكة العراقية الهاشمية انذاك من بعدما استولى عليها الغزو العثماني. وبعد مرور قرن من هذه الأحداث والمعاهدات تعود الاطماع التركية من جديد للاستيلاء على مدينة الموصل ، ورسم الخطط والمؤامرات من اجل الحصول على هدفها المنشود، فقامت بفتح حدودها للارهابيين الوافدين من كل دول العالم وزجهم في سوريا والعراق واثارة نزاعات في المنطقة وزعزعة امنها وتهجير سكانها، وبعد دعمها للإرهاب في سوريا تم احتلال الموصل بشكل كامل من قبل تنظيم داعش الارهابي فقاموا بتهجير سكانها وقتل الأبرياء والعزل وسبي النساء الإيزيديات والمسيحيات وبيعهن في اسواق النخاسة، إلا إننا لم نسمع اي صوت لدولة التركية وكانها صماء وبكماء وعمياء !!!

وقبيل ماسمعت تركيا بعمليات تحرير الموصل من قبل القوات العراقية المشتركة، سارعت بإختراق الحدود العراقية متجاوزة بذلك الأعراف الدولية وطيب حسن الجوار والسيادة العراقية التي لم تأبه لها الجارة تركيا متوغلة بجيشها الى معسكر زيلكان في بعشيقة بالقرب من مدينة الموصل ، وبذريعة الدفاع عن سيادة دولتها من خطر تنظيم داعش وقوات حزب العمال الكردستاني! والدفاع عن اهل الموصل من خطر داعش! السؤال هنا ؟ اذا كنتم أيها الأتراك تخشون على سيادة دولتكم من خطر تنظيم داعش !! فكيف تتجاوزون على سيادة الدولة العراقية دون مراعات حق الجوار واين كنتم حين تركتم ابواب حدودكم مشرعة لكل ارهابيي العالم للعبور الى العراق وسوريا ؟

فكيف تخشون على امن دولتكم اذن ! اين كنتم من سبي النساء الإيزيديات وقتل الأبرياء ؟ هل نزلت الرحمة الآن في قلوبكم !! كل هذه المؤامرات جزء من خطة كبيرة مرسومة من قبل جهات دولية كبرى والتي من ضمنها اعادة النفوذ العثماني السحيق ، فأصبحت الاعيبكم واضحة للعيان، وطيف الإمبراطورية العثمانية الخاوية ماهو إلا سراب يحسبه الضمأن ماء، ورغما عليكم ومهما غزلتم من مؤامرات يبقى العراق واحدا من زاخو الى الفاو وتبقى الموصل عراقية بكل تفاصيلها ، فارجعوا من حيث اتيتم وزمان الامبراطوريات والغزوات ولّى مدبرا واصبح رمادا ، فلنا فرسان شجعان يعشقون العناق مع لامات الحروب وسوح الوغى يفتدون العراق بدماء نحورهم الطيبة الزكية، فسلاما للعراق وشعب العراق.

علق هنا