مؤامرة كبيرة تحاك لصالح الإتراك في كواليس الخطوط الجوية العراقية

عبد الكريم الحاج معروف

 مع بقاء الجدل كبيرا حول عقد أطلس جت الذي يغلّفه الفساد الاداري والمالي وشراء الذمم، ولضمان تمديد هذا العقد لأجل غير مسمى تجري الان محاولات في الخطوط الجوية العراقية على قدم وساق لدعوة مفتشي ملف مشغل البلد الثالث المعروف اختصارا بال TCO في منظمة السلامة الأوربية لإجراء تفتيش في عمليات الخطوط وقسم تاكيد الجودة والجميع يعلم ان  الخطوط العراقية غير جاهزة لهذا التفتيش لكون سياقات التشغيل لم يجر تجذيرها، ولا تتبع الشركة دليلها الـ manual حيث تتجاوزه في عدة محاور، منها ترقية الطيارين ، إجراءات السلامة، طريقة مراقبة التشغيل وغيرها.

الخطورة تكمن في نتيجة التفتيش والتدقيق، فأذا النتيجة سلبية - وهو امر مؤكد - فسيكون التسجيل العراقي في خطر، اذ ستلجأ منظمة السلامة الأوربية حينها الى تثبيت وضع الشركة وربطه بمستوى تدقيق قسم السلامة الجوية في سلطة الطيران المدني العراقي. فالتفتيش بنتائجه السلبية المعروفة سلفآ سيكون كارثة بكل المقاييس. اذ انه سيشمل التسجيل العراقي برمته، وحينها سيدخل الطيران العراقي في نفق مطلم لن يخرج منه بسهولة، ونحن نرى ان المنع الأوربي الحالي محدد بشركة الخطوط الجوية العراقية فقط، ولا يشمل النواقل الوطنية العراقية الاخرى. ومع ذلك فقد اقتربنا من مضي سنتين على هذا المنع الأوربي ولم تستطع الخطوط العراقية الخروج منه، رغم تكرار كذب وزير النقل وإدعاءاته برفعه خلال الستة أشهر الماضية!

معلوماتنا المؤكدة تشير الى ان الكابتن حسنين هو الذي يدفع باتجاه تفتيش الـ TCO ، وهو لعمري امر جيد ان كانت الخطوط مستعدة فعلا لمثل هذا التفتيش، لكن المشكلة ان المعلومات المتوفرة لدينا من داخل الخطوط، تشير الى عدم وجود هذا الاستعداد في الوقت الحاضر. إلا ان الكابتن حسنين، وبدفع مباشر من عقيل الربيعي- عراب اللجنة الاقتصادية في المجلس الأعلى وصاحب شركة الوطنية الورقية، ووكيل أطلس جت في العراق- يمضي بهذا الاتجاه، لانه يعرف نتائجه السلبية، ويضمن بذلك بقاء أطلس جت، وتجديد عقدها سيّء الصيت الذي يضمن ٦٠٠ الف دولار شهريا توضع في جيوب الفاسدين وعلى رأسهم الوزير عبطان وشريكه عقيل ومن خلفهم محسن الحكيم!

والمصيبة ان كابتن حسنين ليس لديه اي خبرة ادارية، كما ان شهادته مشكوك في صحتها، فهو لا يقود الطائرات، ولا يقوم بواجبه كطيار، خوفا من كارثة جوية ستحصل على يديه - الأمر الذي أكده عدد غير قليل من الطيارين العراقيين - لذلك هو يختبيء خلف كرسي الادارة، ويتملق للوزير الحمامي الذي يستمع  لكل من هب ودب!! وما قصة المستشار ظافر الذي  وصفه الحمامي بعالم من وكالة الناسا للفضاء، الا واحدة من مهازل تصريحات وتوصيفات هذا الوزير ، خاصة لعد ان اتضح لاحقا ان ظافر هذا لا عالم ولا هم يحزنون، إنما هو شخص عاطل عن العمل ، وسيرته الذاتية لا تتجاوز الصفحتين! موضوع ظافر هذا ليس ببعيد عن الاذهان، وكابتن حسنين يؤدي نفس الدور التخريبي الان، ولكن بطريقة اخرى ..

اننا نضع هذه المعلومات امام لجنة الخدمات في مجلس النواب،  قبل ان تحل في القريب العاجل كارثة اخرى لا سمح الله  في قطاع الطيران العراقي.. والسبب عدم وجود إدارة حقيقية متخصصة، اضافة الى عدم وجود استشاريين، وعدم وجود خبرة دولية تقود الشركة بالاتجاه الصحيح. لذا نلفت انتباه الجميع الى الخلل، ومن يتسبب بهذا الخلل قبل حدوث ما لا يحمد عقباه .

علق هنا