بسبب الدور الذي لعبه في استقرار المنطقة سياسياً، طهران تظهر رغبتها بولاية ثانية للكاظمي!

بغداد- العراق اليوم:

كشف مصدر خاص ل (العراق اليوم) ومن داخل طهران، عن رغبة ايرانية عليا بولاية ثانية للكاظمي!

حيث كشف مصدر سياسي - اعلامي -ايراني، إرتأى الحفاظ على هويته، عن رغبة جهة ايرانية مهمة ونافذة - لم يسمها - بتجديد الولاية للرئيس الكاظمي.

وقد ذهبت التخمينات والتوقعات الى أن هذه الجهة النافذة قد تكون رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية ابراهيم  رئيسي،‭ ‬وهذا يعني ضمناً، أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي قد أعطى الضوء الأخضر لمثل هذه الموافقة المهمة جداً، وإلا لما كان الرئيس( ابراهيم رئيسي) يجرؤ  على البوح للمقربين اليه بمثل هذه الرغبة ان لم تحظ باشارة من الخامنئي شخصياً!

ولعل من الجدير ذكره هنا أن ثمة رغبة تكاد تكون عامة لدى أغلب القيادات الايرانية - سواء إصلاحية كانت أم  راديكالية- بتجديد الولاية لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خصوصاً بعد النجاحات التي حققها خلال سنة ونيف من الحكم، وهي فترة قصيرة قياساً لما تحقق في العراق والمنطقة، وفي طليعة المتحقق على يد الكاظمي الاتفاق على انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من العراق بعد حوالي ثلاثة اشهر، وايضاً اجراء الانتخابات المبكرة في الموعد المحدد، ودوره في تنقية الاجواء العربية والاقليمية، فضلاً عن الدور الخاص الذي لعبه الكاظمي بتهدئة الاوضاع بين طهران والرياض، وطهران وواشنطن، وطهران وانقرة، وغير ذلك من الادوار التصالحية التي اشتغل عليها الكاظمي وفريقه بمهارة فائقة، وهدوء، وسرية تامة ايضاً.

كل هذا دفع الايرانيين برأينا نحو قناعة لا شك فيها، أن التجديد للكاظمي بولاية ثانية أمدها اربع سنوات سيدفع الآمال نحو مواقع وافاق متقدمة، ويعبر بالمنطقة الى حالة من الاستقرار القوي والثابت، حيث سيجلب للعراق بشكل خاص، وللمنطقة بشكل عام

- ومن ضمنها ايران طبعاً-  الكثير من المنافع الامنية، والسياسية، والاقتصادية.

حتى أن رئيسي قال لأحد ضيوفه العراقيين" أن لدى الكاظمي الكثير من العمل الحسن الذي لم يلحق على اظهاره خلال هذه الفترة القصيرة، وهو عمل

سيكون مفيداً للعراقيين ولجيرانهم كذلك".

ثمة " مصادر‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬بغداد قالت‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬لطهران‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الذي‭ ‬يسبق‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬يوما‭ ‬يعكس‭ ‬حزمة‭ ‬أهداف‭ ‬يسعى‭ ‬الكاظمي‭ ‬الى‭ ‬تحقيقها،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬سعيه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ولاية‭ ‬حكومية‭ ‬ثانية"‭.‬

وقالت‭ ‬تلك‭ ‬المصادر‭ ‬إن‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬الشيعية‭ ‬المتنافسة‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانها‭ ‬تقديم‭ ‬مرشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬مقبول‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬وأن‭ ‬الكاظمي‭ ‬أسس‭ ‬منظومة‭ ‬علاقات‭ ‬واسعة‭ ‬وكسب‭ ‬ثقة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ولاية‭ ‬ثانية‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬الكاظمي‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬البوابات‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬بوابة‭ ‬النجف‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬ترفض‭ ‬تولي‭ ‬أي‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬الشيعية‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬تحت‭ ‬قاعدة‭ (‬المجرب‭ ‬لا‭ ‬يجرب‭) ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬حظوظ‭ ‬الكاظمي‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ثانية،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬تعهدت‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬بعدم‭ ‬ممانعتها‭ ‬توليه‭ ‬منصب‭ ‬الرئاسة‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬اذا‭ ‬اتفق‭ ‬الشركاء‭ ‬العراقيون‭ ‬عليه"‭.‬

إذاً، فالكاظمي المقبول بقوة من قبل التيار الصدري، وتيار الحكمة، والمؤيد من قبل اغلب القوى السنية، وكذلك القوى الكردية، والمدعوم بتأييد مرجعية النجف، والكثير من قوى تشرين، ناهيك عن تأييد المحيط العربي برمته، بحيث لم تنقصه لتجديد الولاية -إن كان راغباً فيها طبعاً- سوى (الكرين لايت) الإيراني، فهو يعلم جيداً ان الكثير من القوى السياسية في العراق تحترم رغبة الجانب الايراني، ولن تقبل بتجديد الولاية للكاظمي دون رضا طهران، وعدم ممانعتها.

ختاماً يمكن القول ان زيارة الكاظمي الى طهران قد نجحت نجاحاً عراقياً واقليمياً وشخصياً .. وها هو مركب الرجل يمضي بعدها نحو الولاية الثانية بأشرعة بيض، دون أية مشاكل أو معوقات قد تفسد عليه الإبحار، نحو شواطئ المستقبل، أو  قد تعيق نجاح رحلته الحكومية .

علق هنا