بمناسبة الشروع ببناء 11 مدينة جديدة .. نداء من صحفي مخضرم: إبن ايها الكاظمي مدناً جديدة كما بنى من قبلك الزعيم، فلن تخلد مثله بغير البناء

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في ( العراق اليوم)

"حكومتي هي حكومة أفعال، لا أقوال" بهذه العبارة بدأ مصطفى الكاظمي مسيرته الوزارية، وعهده في حكم البلاد، ولطالما ُتساءلت كصحافي عتيق ومخضرم: كيف سيترجم الرجل هذه المقولة الى فعل على الأرض، ويحول جهد الحكومة الجبار الى مشاريع  تخدم الناس؟.

 وما ان حانت اللحظة المناسبة حتى وضع الرجل هذه المقولة قيد التنفيذ، وها هو يريد ان ينشئ ولأول مرة في تاريخ العراق منذ اكثر من 50 سنة مدنًا حديثة للعراقيين، ويريد ان يواكب ما حققته المدينة في العالم من الناحية الوظيفية والعمرانية.

 ولذا جاء اعلان رئيس هيئة الاستثمار، سها النجار مواكباً لمشروع الكاظمي، بل مترجماً له في انشاء مدن جديدة، بدأه من العاصمة الإدارية ( الرفيل ) التي ستكون بوابة المستقبل العراقي، ليلحقه اليوم الاعلان عن  تنفيذ 11 مشروعاً استثمارياً لبناء مدن استثمارية وصناعية، وإنشاء مدن شبيهة ببسماية  في عموم العراق، 4 منها في بغداد.  

وقالت رئيس هيئة الاستثمار سهى النجار إن "وزارة الإسكان حددت 12 موقعا في انحاء العراق منها موقع في غرب بغداد لبناء مشاريع استثمارية وصناعية ومدن عصرية.

وأوضحت أن "هيئة الاستثمار ستعلن خلال الفترة القريبة عن 11 مشروعاً استثمارياً وعصرياً وصناعياً والتي ستوفر في المرحلة الاولى 100 الف فرصة عمل على الأقل وستخلق أعمالاً للمصرف الذي سيمول المشروع وكذلك لمصانع الطابوق وجميع المعامل المعنية التي من الممكن أن تساهم بعملية بناء تلك المجمعات".  

وهنا لابد أن نوجه رسالة خالصة لهذه الهمة وهذا السعي الوطني المحمود، حيث أن من المعلوم  أن أي رهان على غير خدمة الناس سيفشل، وأي ميدان سيخوضه السياسي مهما كان بارعًا في فنون السياسية لن يكتب له النجاح، مالم يقترن بعمل على الأرض، يشخص وتراه النواظر، ويدخل في ذاكرة الشعوب.

فقبل اكثر من نصف قرن من الزمن، ابتسم القدر لملايين العراقيين المشردين الذين ظلوا اجيالاً تتلو اجيال يرزحون تحت الفقر والفاقة والجوع والحرمان والتشرد، ابتسم لهم القدر أن هيأ لهم زعيماً وطنياً حقيقياً، ورجل قوي صاحب موقف، وأمين، صاحب يد بيضاء لا شائبة فيها، حتى أن قتلته أنفسهم شهدوا له بالنزاهة والعفة وصدق النوايا، وأعني به الزعيم عبد الكريم قاسم، باني مدينة الثورة والشعلة والشعب، ومدن الاسكان في محافظات العراق، الرجل الذي حول الوطن خلال 4 سنوات فقط الى ورشة عمل كبرى، وملأه بالمشاريع في الري والزراعة والصناعة والمدارس والمساكن وغيرها من المشاريع التي نقلت العراق من حال الى حال.

ولأننا غير محظوظين البتة، فقد تكالبت على هذا الزعيم الباني قوى الشر والغدر وأذناب وعملاء الإستعمار، فراح شهيداً مقتولاً، شهيداً محتسباً، وبقيت ذكراه في قلوبنا جيلاً يتلو الأخر،  عطرة تفوح بعطر المحبة والوفاء لهذا الرجل.

دخل عبد الكريم قاسم قلوب الناس، لا سيما احباب الله، (الفقراء) من أوسع ابوابها، ووضعهم نصب عينيه، فبنى وعمر وشيد، وسيبقى ما شيده خالداً مهما اختلفت المسميات او حاول المحاولون ان يطمسوا تلك الحقيقة.

اليوم وبعد نصف قرن أخر، يبدو أن القدر يريد ان يبتسم للعراقيين مرةً أخرى، ويبعث لهم رجل منهم، يحبهم، صادق النوايا، نظيف اليد والضمير، يريد ان يحول العراق الى ورشة عمل، لذا تراه يجوبه من أقصاه الى اقصاه، ويحاول بكل ما أوتى من قوة وبأس ان يذلل العراقيل، ويزيح العقبات، ويفتح في جدار النار الذي شيده الفاسدون، كوة أمل لشعب فقد الثقة والأمل بكل الحكومات.

الكاظمي يريد ان يبني للعراقيين مدناً، بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وملئوا العشوائيات في منظر يفطر  القلب، ويدمي الضمير، ويريد ان يغادر لغة الخطابات الرنانة الفارغة التي اعتادها من سبقوه ، ويضع بيده معولاً ليهدم به جزر الفساد المعزولة عن الناس، ويشيد مدن الفقراء والمحرومين.

القلوب قبل العقول تتطلع الآن لك أيها الرئيس الكاظمي، وانت تريد أن تعيد للوطن اعتباره من خلال ابنائه، وخطتك التي أعلنت عنها في بناء 10 مدن اضافية، فضلاً عن مدينة الرفيل التي وضعت أسسها، ستكون هي الجواز الحقيقي الذي ستدخل به ذاكرة الوطن والناس، ويكتبك التاريخ العراقي كأحد البناة الذي شيدوا للوطن، وخدموه وهم في الحقيقة اقلية، فيما كان اكثرية الحاكمين من صنف الذين يهدمون ولا يعمرون بل يهدمون بنيان الله (الانسان) فيذهبون الى التاريخ تلاحقهم اللعنات.

علق هنا