بغداد عاصمة للمصالحات الكبرى ، هل بدأ فعليًا الحوار الأمريكي – الإيراني، ولماذا استبق الصدر الجميع بانفتاحه على جهود قطر السرية؟

بغداد- العراق اليوم:

منذُ وصول رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، للسلطة في ايار 2020، والجميع يترقب أي دور إقليمي ودولي يمكن أن يلعبه الرجل في حلحلة المشاكل العالقة؟، وهل يستطيع اخراج العراق من " عنق الزجاجة" والتقاطع الشديد بين الدول الإقليمية مع بعضها البعض، ومع الولايات المتحدة الأمريكية؟.

وكيف يمكن أن يستعيد العراق المبادرة ليكون فاعلاً في محيطه الإقليمي؟، ويوظف قدراته وتأثيره الجيوسياسي في تأمين سيادته، وحفظ موقعه السياسي والتأثير الجدي في القرار الدولي؟.

كل هذه الأسئلة كانت تثار، خصوصاً اذا ما عرفنا أن لرئيس الوزراء الحالي، قنوات سياسية وأمنية يعمل وفقها، ويستطيع توظيف علاقاته الممتازة في بلورة حوار شامل، قد تكون بغداد منطلقه، وتكون قاعدته الأساسية، التي قد تبدأ من حوار سعودي خليجي- ايراني، وقد لا تنتهي الا بحوار أمريكي – ايراني شامل، ينهي حالة الشد الواضحة التي تعيش المنطقة تداعياتها المؤسفة.

بوادر واضحة منذ تغير ساكن البيت الابيض، بدأت تظهر مع وجود نية جدية لدى كل الأطراف، لخفض مستوى التوتر، وإعادة تحكيم الحوار والقنوات الدبلوماسية، لتكون بديلاً عن " الحرب الاعلامية" الشرسة، وأثار التصعيد التي تسببت باشتباكات متفرقة، وضيعت بوصلة التركيز الدولي، لمكافحة الأرهاب، ونشاط تنظيم داعش، فضلاً عن البحث عن حلول مُثلى للخروج من أزمة وباء كورونا فيروس، مضافاً اليها التبعات الأقتصادية المدمرة التي طبعت وجه العالم، وهذه المنطقة بالتحديد.

مراقبون، أشاروا الى أن " الكاظمي سيلعب دوراً حاسماً في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الدوليين، لاسيما مع احتفاظه بعلاقات طيبة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، فضلاً عن صلات دبلوماسية مع  الجانب الايراني، مضافاً اليها ايضاً، علاقات متميزة مع الدول الخليجية".

فيما يرى المراقبون، في حديث لـ ( العراق اليوم)، أن " اعادة الحديث عن زيارة قريبة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، للمملكة العربية السعودية، يأتي في إطار هذه الجهود التي قد تفتح صفحة حوار سعودي – ايراني، تعمل قطر من جانبها أيضاً على انضاجه بشكل سري".

هذه الإشارات المتواصلة، التقطها زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، حيث أكد على لسان متحدثيه الرسميين، استعاده لإنجاح التقارب السعودي – الايراني، وترجيح كفة الحوار، في أشارة الى دور عراقي مرتقب في هذا الاتجاه.

وقال مدير مكتب الصدر ياسر الجابري في مؤتمر صحافي، تابعه ( العراق اليوم) إن "الصدر يبدي استعداده للتّعاون مع دولة قطر الشّقيقة في محاولتها لفتحِ حوارٍ بين الجارتين العزيزتين (إيرانَ والسّعودية)، لما في ذلك من أثرٍ إيجابيّ على العراقِ وشعبه".  

وبحسب الجابري، دعا الصدر دولَ الجوار "للحفاظ على سيادةَ العراق وعدمَ التّدخل بشؤونه الدّاخلية، كما على العراق عدم التّدخل بشؤونهم".

علق هنا