ليس دفاعًا عن الكاظمي.. لكن احترموا عقول الناس

بغداد- العراق اليوم:

نستعير من الشاعر الكبير نزار قباني مطلع قصيدته الشهيرة بتصرف طبعاً حيث ان المعركة التي تخاض اليوم ضد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شخصاً، معركة مضحكة ومبكية معاً .. إنها معركة التسقيط التي يشنها المتضررون من نهج الاصلاح وملاحقة المفسدين".

فهؤلاء لم يعد لديهم ما يقنعون به الشارع سوى اكاذيب مضحكة ومفضوحة وهي مبكية كذلك، فهي مضحكة لفرط سذاجتها، ومبكية لما آلت اليه الامور من سخرية سوداء، حيث ان البعض يريد ان يستنسخ " غوبلز" ويكذب يكذب حتى يصدقه الناس!.

طبعاَ هذه الحروب الضروس مذ بدأت والى الان ليست الا هجوماً من طرف واحد حتى يترفع الكاظمي عن الرد او الخوض فيها، وحسنا يفعل، فالرجل يقود بلداً صعب المراس، ومشاكل متراكمة تهد الجبال، لكننا ومن منطق الحق وانصافاً للحقيقة فأننا نذكر الجميع أن ما يشاع الان من اقامة دعوى قضائية من النائبة السابقة حنان الفتلاوي ضد رئيس مجلس الوزراء بتهمة ارتداء ساعة يدوية تحمل صورة المقبور صدام حسين، انما هي تنتمي بعبثيتها وغرائبيتها المفجعة الى مسرح العبث الذي اسسه صاموئيل بيكيت، البرت كامو، ولو حضرا معنا لاستغربا هما من عبثية ولا معقولية هذا الطرح العاجز.

فهل يعقل ان رجلاً كان كل مشروعه ومشروعيته ولربما عدائه الوحيد لدكتاتورية صدام وحكمه وعبثه، يرتدي ساعة تحمل صورة طاغية، كان هو الكاظمي نفسه وليس غيره من قدم وثائق محاكمته للمحكمة الجنائية العليا التي حاكمته واعدمته، وهل يعقل ان يضع الرجل الذي لا يزال يحمل هموم فضح الانحراف والدكتاتورية، امتداداً لمؤسسة الذاكرة العراقية التي ادارها وعمل فيها سنوات فضحت طغيان صدام وزمرته، فأصبح الكاظمي عدو البعث الأول، اشارة لرمز زمرة الاجرام.

ايها السادة المعترضون على الكاظمي لربما، لا يمكننا ان نحرمكم حق الاختلاف معه، والنقد، لكن ان يكون موضوعيا فحسب، وان تحترموا عقول الناس وتحترموا تفكيرهم ونضجهم، فمثل هذه الالاعيب الصبيانية ما عادت تنطلي على احد، فلا الكاظمي أرتدى الساعة ولا الفتلاوي اقامت الدعوى، ولكن هذه عقولكم القاصرة وفهمكم السيء ولربما المغرض لنوع الاعتراض وحق المعارضة.

ختاماً ندرج لكم صورة اخذناها لا على التعيين من صور الكاظمي ولكم ان تنظروا قراءنا الكرام وتحكموا، فالرجل يرتدي ساعة عادية يرتديها اغلب ابناء شعبنا خصوصا من طبقة موظفي الدولة، فأين صورة الطاغية ؟!!.

علق هنا