الكاظمي (الطموح) يريد الكثير جداً من لندن، والإنكليز يريدون منه أمراً واحداً لا غير .. فماذا يريد جونسون، وماذا يريد الكاظمي ؟

بغداد- العراق اليوم:

من المؤمل ان ينهي رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، جولتهُ الأوربية في عاصمة الضباب (لندن) حيثُ ينتظرهُ الأنكليز بجدول أعمال مشترك، وأيضاً ينتظرهُ بحث علاقات العراق مع المملكة المتحدة، حيثُ تشكل هذه الدولة ثقلاً تاريخياً في علاقاتها مع العراق، وأيضاً لها الدور الفاعل في التحالفات الدولية التي أُنشأت من إجل العراق، سواءً في عام 2003، والذي قاد حملة أنهاء الدكتاتورية، او في الحرب الدولية المشتركة على الأرهاب في سنة 2014.

مراقبون ومتابعون لملف زيارة رئيس الوزراء الى أوربا، قالوا أن " الزيارة حققت نتائج مثمرة سواء في فرنسا أو المانيا، وتبقى أن يحصد الكاظمي نتائج طيبة وإيجابية مع بريطانيا التي تريد أن ترى نموذجاً ناجحاً لشكل العلاقات الثنائية، وأن تضمن مصالحها مع حكومة كاملة الأهلية، ومكتسبة للشرعية الدستورية والقانونية، وهذا الأمر سيتوفر مع حكومة الكاظمي التي تريد أن تقود عملية أنتقال الى طور ديمقراطي أخر، من خلال الإشراف على إجراء انتخابات مبكرة، وبإشراف أممي، والعودة لاستمزاج رأي الشارع الغاضب، وأنتاج طبقة سياسية جديدة، تنهي سنوات من التشرذم والتصارع، وأيضاً تبدأ مرحلة من علاقات متوازنة بين العراق وجيرانه كافة، وحلفائه الدوليين".

وأضافوا أن " الكاظمي نجح في صناعة تصورات جيدة عن الأدوار التي يقوم بها وفريقه الوزاري العامل بمعيته، وأظهرت الحفاوة الأوربية به رغبة شديدة لدى هذه الدول في صناعة شريك عراقي مسؤول، يؤمن لها مصالحها، ويؤمن هو أيضاً مصالحه معها، لذا فأن الزيارتين حققتا نتائج مهمة ذات أثر، وبقي أن يذهب الكاظمي الى طرح تصورات عراقية لشكل العلاقة الناظمة بينه وبين دول التحالف الدولي المشارك في الحرب على داعش، فضلاً عن بحثه المستمر لأخراجه من القائمة الأوربية التي تصنف العراق ضمن الدول الأعلى خطورةً".

وبينوا أن " العراق يريد من لندن الكثير، بل الكثير جداً، خاصة وإن البلدين يملكان علاقات وروابط تجارية واستثمارية كثيرة، لاسيما في مجال الطاقة، وهو ما يعطي الزيارة نتائج أكثر أهمية، كون الشركات البريطانية تستثمر في مجال النفط في العراق، مضافاً الى كون بريطانيا تعتمد علاقات مهمة في مجال التبادل الثقافي والبحثي، وأيضاً جزء مهم من عملية التأهيل والتدريب للقوات المسلحة العراقية، وسائر القوات الأمنية".

وبينوا أن " الكاظمي لديه أجندة ومطالب كثيرة ومتعددة، سيكون المناخ مناسباً لطرحها على الانجليز، وسيعكس أيضاً رغبة عراقية صادقة للتعاون في مجالات الأقتصاد والصحة والتعليم والطاقة، وقد ينجح الكاظمي في مسعاه لإعادة تصنيف بلاده في ترتيب الدول الأقل خطورة".

واكدوا أن " العراق لديه طموح واضح جداً في نقل التكنولوجيا البريطانية، والافادة من أنظمة الإدارة الحديثة في المجالات كافة لغرض بناء مؤسساته التي تعاني عجزاً ومشاكل متوارثة، وقد ينجح الكاظمي في أستقطاب رؤوس الأموال البريطانية للدخول الى سوق واعدة كالسوق العراقية، فضلاً عما يمكن أن يكسبه العراق من أهمية على المستوى الدولي بطبيعة موقعه وتأثيره الأقليمي والدولي، في حين ان الانكليز لا يريدون غير شريك قوي، واضح، وشفاف، ونزيه، وغير خاضع لضغوطات قوى الفساد المسلحة".

علق هنا