لماذا يبشر (القرد) بولتون بتقسيم العراق، ولماذا يحرًض الاكراد (الذين لايحتاجون الى تحريض) على إغتنام الفرصة التاريخية ؟!

بغداد- العراق اليوم:

حين طرده من منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، لم ينتظر الرئيس ترامب طويلاً، بل ما هي إلاً ساعات قليلة حتى وصف مستشاره المطرود جون بولتون بالكارثة والفظ والمتعنت، وأنه شخص شرير وغيرها من الأوصاف الأخرى، وصولاً إلى وصفه بتصريح لاحق بالقرد!.

وطبعاً فإن ترامب يعرف بولتون جيداً، تطابقاً مع المثل الشعبي العراقي : (حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب) !

وبالفعل، فإن من عرف بولتون، وتابع سيرته السياسية، سيجد ان هذا الرجل كتلة من الشر والحماقة والبحث عن المشاكل، وسيجد في خطابه تعنتاً وغطرسة، ونزوعاً نحو القتل، والدمار، وسيعرف ان الرجل معادٍ لكل ما هو عربي  واسلامي؛ بل هو  واحد من الصقور المتشددين الذين يبحثون عن تحقيق مأرب صهيونية من خلال توظيف القوى الأمريكية المتفوقة.

هذا المستشار المحرض على الحروب، والشخصية المتعصبة الباحثة عن الدماء اينما تكون، والمهووس بأمن اسرائيل، والفاعل في طوال مسيرته مع الادارات الجمهورية في تامين مصالح الدولة العبرية، اصبح الان بعد ان طُرد من الادارة الامريكية الحالية، بائعاً للمواقف السياسية، يعمل كما سبقه الذميم زلماي خليل زاده على الإفادة من سمعته وتأثيره الاعلامي الذي حظي به بعد ان نشر كتابه عن فضائح أدارة الرئيس ترامب، حيث يحاول بولتون السبعيني ان يجني المزيد من المال والنفوذ في مناطق هشة وبيئة فاسدة كما هو الحال في اقليم شمال العراق، إذ  يرى بولتون في حديث مع قناة رووداو الكردية والتي يملكها ال البرزاني، ان العراق مقبل على التفكك، وان المسألة مسألة وقت لا اكثر، حيث يقول في المقابلة ان تقسيم العراق سيكون بعد الانتخابات الامريكية المقبلة، والمقررة بعد اشهر قليلة من الان.

وإذ يبشر بولتون بهذا المنجز المرتقب، فإنما تلتقي أماني ال برزاني الطامحين لتقسيم العراق، مع رغبات بولتون المتصهين، والذي يامل ان يقود تفكيك العراق وإنهاءه الى اسقاط النظام الايراني الحالي، ويعتقد ان المانع الوحيد الذي يقف دون تنفيذ هذا الطموح هو وجود العراق كدولة موحدة ومستقلة.

ان المقابلة التي تجرى مع رجل مُبعد من الادارة الامريكية ومغلوب عليه منها، ليست ذات اهمية حقيقية كونه لا يمثل احد راسمي السياسات الامريكية، لكنه ياتي بالتساوق مع المشروع الكردي الذي لا يريد ان يقتنع ان اقامة دويلة كردية في هذه البقعة امر مستحيل، وان هذا الضرب من الجنون لايلتقي الا مع احلام وجنون شخصيات موتورة مثل بولتون الخرف هذا.

السؤال الاكثر اهميةً، هو كم المبلغ الذي دفعه ال البرزاني لشراء هذا الموقف الان، والذي اخذت آلتهم الإعلامية بالترويج له كحقيقة واقعة لا محال!.

وكان بولتون قد قال في هذه المقابلة المدفوعة الأجر على مايبدو " منذ فترة طويلة، أصبحت مقتنعاً بأن تفكك العراق شيء نافع وضروري.

و على أمريكا على الأقل أن تعترف بدولة كردية في هذا الجزء من كردستان الذي يقع ضمن إطار العراق. لكن المسألة أصعب فيما يتعلق بالكرد في الدول الأخرى بالمنطقة. أنا أرى أن هذا أمر يجب على أمريكا أن تتعامل معه بصورة ستراتيجية، لأنه يمكن أن تكون نتيجته مهمة جداً وإيجابية".

وحرّض المسؤول الأمريكي السابق، الكرد على الاستمرار بمحاولة "الانفصال"، مبيناً بالقول: "أرى أن من المهم جداً أن يحافظ الكرد على علاقاتهم مع وزارة الخارجية الأمريكية ومع الكونغرس والبنتاغون حيث يتمتع الكرد بمساندة أكبر في هذه الأماكن، ولأسباب كثيرة، ولعل احد أهم هذه الأسباب هو الحرب المشتركة على داعش. لا أعتقد بأن يكون هناك خطر على الكرد في الأيام الـ 100 القادمات".

وأضاف، "لا أعتقد بأن أمريكا ستقدم على أي تغيير ذي شأن قبل الانتخابات. في هذه النقطة، لا يريد ترمب الإقدام على أي عمل يسبب له مشكلة في يوم الانتخابات. أنا أرى أن عليكم أن تستعدوا لما بعد الانتخابات الأمريكية. سواء أفاز فيها جو بايدن أم ترمب. في كانون الثاني سيباشر الرئيس الجديد مهامه. بعد ذلك ستزيد احتمالات حدوث تغيير في السياسة الأمريكية سواء نحو الأفضل أو نحو الأسوأ. استمروا في التشاور مع الدول الأوروبية، للكرد أصدقاء جيدون جداً في أوروبا. ابذلوا جهوداً سياسية ودبلوماسية مكثفة للَفْت الأنظار إلى أهمية هذه المنطقة، التي هي مهمة جداً بشكل خاص بالنسبة إلى أمريكا".

 

علق هنا