بسبب تراجع أداء قناة الحرة، وبسبب فسادها وإنحراف خطها عن المبادئ الأساسية التي أسست من إجلها، ترامب يقيل مديرها فرناندز

بغداد- العراق اليوم:

منذ عام 2018 والى هذه اللحظة، كانت قناة الحرة الأمريكية تغامر بشكل يومي بسمعتها التي بنتها بشكل مهني ومتوازن خلال سنوات تأسيسها، وتوجيه ارسالها للمنطقة العربية، والساحة العراقية بشكل تام، بل كانت القناة تستنزف رصيدها الجيد تدريجياً، الى أن عانت افلاساً غير معلن في جمهورها العراقي الذي تابعها منذ تأسيسها كمنصة تنشر الحرية والعدالة والديمقراطية.

حيث كان خطأً قاتلاً ارتكبته إدارة الرئيس الأمريكي بتعيين المتطرف البرتو فرناندز الذي باشر منذاك بعزل الكادر المحترف في القناة، والدفع بشخصيات مغمورة إعلامياً وذات توجهات معينة للواجهة، وأيضاً تعيين شخص مقرب من الأسرة الحاكمة في إحدى الأمارات الخليجية معاوناً له، حيث كانت سياسة هذه الإمارة الأيدلوجية تظهر علناً ووضوحاً في خطاب قناة الحرة الأمريكية.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صحح قراره هذا، وأطاح أمس بالبرتو فرناندز من منصبه، ليعين بالوكالة أحدى الشخصيات الأدارية أو المالية في كادر القناة الأمريكية، بمنصب الرئيس لهذه القناة، تمهيدًا لأختيار مدير جديد للقناة.

مصادر إعلامية من داخل القناة، أشارت في حديث لـ ( العراق اليوم)، أن " سبب الإطاحة الأخير بالبرتو فرناندز وما سيليها من تغييرات أخرى جذرية ستطال البنية الإدارية الوسطية، والتحريرية القائمة للقناة الآن، هو ثبوت معلومات عن وجود فساد، وسوء أداء، وشكاوى وصلت الى مسامع وبريد أعلى المستويات في مفاصل الإدارة الحكومية لترامب فضلاً عن ورود معلومات عن رشى بمبالغ كبيرة وعقود ثمينة قدمت لبعض معدي ومقدمي ومديري إنتاج البرامج، خاصة من قبل بعض إدارات الشركات العاملة في وزارة النفط والقطاع النفطي في العراق، مقابل إعداد برامج منحازة تعرض عبر شاشة القناة، كما حدث مؤخراً في برنامج " ......." الذي كان واضحاً أن ثمنه مدفوع منذ الدقيقة الاولى لعرضه .

وبينت المصادر، أن " بعض معدي ومقدمي البرامج يتلقون هدايا أو رشى أزاء تمرير اجندة خاصة في برامج القناة، مستغلين تواطؤ الإدارة أو ضعفها أو عدم الإلمام بما يدور من تعقيدات في المشهد العراقي، لذا بادر بعض الوزراء في حكومة عبد المهدي بشكل خاص، مع مديري الشركات الى الوصول والنفوذ إلى داخل هذه البرامج، كما حدث مع وزارة النفط وملفها الأخير المثار".

وأضافت أن " الإدارة الأمريكية لاحظت انخراط القناة ومعديها في بعض هذه الأنشطة غير الواضحة، فضلاً عن تراجع وتدن مريع في مشاهدات القناة في الساحة العراقية، بعد أن اتخذت خطاباً اعلامياً أخراً، غير الخطاب والمنهج والمبادئ التي أسست الشبكة من إجلها، الا وهي نشر ثقافة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة، لكن خطاب القناة الجديد أضاف بعداً إيدلوجياً أخر لا تريده الإدارة الأمريكية، ولا ترغب بانخراط الإعلام التابع لها في مثل هذه السياسات الأحادية، أو السلطوية التوجهات مدعومة بتنفيذ اجندة انظمة عربية".

ولفتت المصادر الى أن "قناة الحرة خسرت تحت هذه الإدارة كثيراً خلال العامين الماضيين، الى الحد الذي وصل فيه الى اغلاق مكتبها الرئيس في بغداد بعد ان اختارت ان تبث برامج صفراء، وتعمل بطريقة البروبغندا، ولحق هذا القرار  ايضاً، اغلاق الهيئات المختصة بشؤون الاعلام والاتصال في العراق ، واغلاق مكتب إذاعة سوا الأمريكية في بغداد وكربلاء والبصرة بعد تورطها أيضاً بالاشتراك في ما تقوم به إدارة قناة الحرة تحت إدارة فرناندز".

وبينت أيضاً، أن " هناك فرحاً غامراً يسود العاملين الآن في أروقة القناة الأمريكية، وصل حد تبادل التهاني بإزاحة فرناندز، حيث يبدو أن  العاملين يبغون ويتمنون طي صفحة سيئة من الإداء الإعلامي الذي لم يعتادوا عليه، لاسيما بعد أن دفع بأشخاص يمارسون الأبتزاز الإعلامي".

واختتمت أن " تغييرات جذرية قد تشهدها القناة في قادم الأيام وقد تعيد للقناة حياديتها المفقودة، وأيضاً تعيد المياه الدافئة مع المواطن العربي بشكل عام والمواطن العراقي بشكل خاص الذي فقد ثقته بأداء هذه القناة في السنوات الأخيرة، والذي نجح - أي المشاهد العراقي - بالإطاحة بهذه الإدارة عبر رفضه المحتوى السيء الذي تقدمه القناة ومقاطعته اياه".

قرار إقالة البرتو فرانندز مدير عام قناة الحرة

علق هنا