لماذا يتفاءل العراقيون بالكاظمي؟ إستطلاع صريح، يقوم به (العراق اليوم) في الشارع العراقي..

بغداد- العراق اليوم:

أمضت حكومة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي أسبوعها الأول بجملة من القرارات التي شكلت تفاؤلاً لدى المراقبين والمتابعين، ونالت استحسان شرائح واسعة من المواطنين، لذا فأن الاراء التي تباينت ازاء التكليف، تبلورت الآن في شكل مطالبات بضرورة أن يُمنح الوقت الكاف لرئيس الحكومة ووزرائه لانجاز مهامهم، وعلى الرغم من خطر كورونا الذي لا يزال يؤرق الجميع، وتداعيات الأزمة الاقتصادية، الا أن نبرة التفاؤل كانت واضحة في حديث من التقاهم مراسل ( العراق اليوم)، للحديث عن تقييمهم للعمل الحكومي بحلته الجديدة.

رئيس غير جدلي !

حديثنا الأول كان مع المواطن رياض زيدان، هو مهندس ميكانيكي، ويعمل في القطاع العام الذي قال " أنا كمواطن عراقي بسيط، واتابع ما يجري في بلادي، ومن جملة الأسباب التي تدفعني بصراحة للتفاؤل، هي  أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من الأسماء غير الجدلية ( وهذا مطلب الشعب والمرجعية)، وأيضاً،  لم يسبق له أن تولى إدارة أي مؤسسة او وزارة، عدا جهاز المخابرات الوطني الذي يتمتع الآن بسمعة مشرفة داخلياً وخارجياً.

ويضيف لـ ( العراق اليومَ " أن الكاظمي لم يتورط بأي ملف فساد صغيراً كان أم كبير، بل على العكس له جهود غير معلنة في مكافحة الفساد".

وجه شاب وارادة واضحة

علاء عبد القادر، وهو طالب جامعي شارك في حركة الاحتجاجات الأخيرة، قال في معرض حديثه عن التفاؤل بحكومة الكاظمي،  إن " الكاظمي يعد من الوجوه الشابة التي تعد بنقلة نوعية في اداء الحكومة، بعد سلسلة غير منتهية من العواجيز الذين حكموا البلاد، وان اختياره يأتي كسراً لقداسة الجيل الأول والخط الأول الذين احتكروا المنصب طول عقدين تقريباً".

واضاف لـ (العراق اليوم إن " الكاظمي حقق اجماعاً شيعياً مميزاً، مما يعني عودة الوفاق الداخلي الذي سينعكس استقراراً داخلياً بكل تأكيد، ونال دعماً صريحاً من السنة العرب، وبشكل واضح وعلني وغير خجول، ولم يقال بعد الآن أن " هناك سنة الكاظمي"، واختياره السنة وهم مرتاحون الى انه خيار يناسب طموح جمهورهم، وكذلك فأن الكاظمي اختاره المكون الكردي بلا مطالب مسبقة، ولا تواقيع على بياض، ولم يقم بزيارة سرية الى الاقليم، ولم يقدم فروض الطاعة على أي طاولة".

وتابع " الأهم من هذا ان الفضاء الوطني (قوى علمانية ومدنية وتقدمية) عراقية هي الأخرى شاركت في هذا الخيار وبإجماع واضح ومعلن، وهذا يعني أن الرجل سيكون قاسماً مشتركاً بين كل المكونات العراقية بكل تنوعها".

حكومة المتظاهرين

فيما رأى الحاج محمد زاير، وهو والد احد جرحى الاحتجاجات في اكتوبر الماضي، أن " هذه الحكومة تمثل المتظاهرين بكل اطيافهم".

وقال لـ ( العراق اليوم)،  أن " اختيار الكاظمي جاء تلبيةً لرغبات الشارع المنتفض الذي طالب بشخصية حيادية، لم تتورط بأي اعمال عنف أو قتل ولم تتلطخ يداه بدماء العراقيين، وهو شخصية ذات ملامح واضحة، وتاريخ ناصع وشريف، ورجل معارض لا شائبة في تاريخه".

كثير العمل.. قليل الكلام!

فيما قال الكاتب والمراقب السياسي علي البصري لـ ( العراق اليوم)، أن " الكاظمي من خلال خبراته واطلاعه على ما جرى ابان النظام الدكتاتوري السابق عرف أس المشكلة العراقية، وسر العداء المتبادل بين السلطة السياسية والشعب، ولذا فأنه سيتجاوز أي عقدة من هذا النوع، وأيضاً هو  شخصية دبلوماسية تجيد فن الحوار، والفعل بلا ضوضاء، والعمل على الأرض اكثر من الظهور الفارغ، لذا فأنه يعد بعمل كبير في ملفات شائكة.

واضاف "  الرجل محط ترحيب عربي واضح، وهذا يدعوني الى التفاؤل باصلاح الشرخ العميق في العلاقات العراقية - العربية ويمكن القول ان المياه الدافئة ستعود لمجاريها.

وتابع أن "  الكاظمي محط ترحيب وثقة الجانب الدولي كذلك، وله تجارب تعاون مثمرة ابان توليه جهاز المخابرات العراقية، وهذا يدعوني للتفاؤل ايضاً ان تعاوناً اقتصادياً مهماً سيفتح مع مؤسسات عالمية كالبنك الدولي وصندوق النقد والاتحاد الأوربي والصين والولايات المتحدة وروسيا، مما يعني أن اجماعاً عالمياً على دعم العراق في معركته الاقتصادية القائمة ".

علق هنا