على الطريقة اللبنانية الشهيرة .. هل بتنا امام شارعين متظاهرين ضد بعض، وهل يحتمل العراق المزيد من الانقسامات؟

بغداد- العراق اليوم:

رأى ناشطون وسياسيون أن الأوضاع تتجه الى التأزيم والتعقيد بعدما بدأت بوادر الانقسام تجتاح ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات، مع ظهور قوى متظاهرة أخرى تنادي بالسلمية والامتثال لأوامر المرجعية الدينية، وتحاول أن تفرز  وجهاً جديداً للحراك الاحتجاجي الذي لم تتضح ملامحه بشكل دقيق على الرغم من مرور شهرين على بدء التظاهرات الشعبية الواسعة.وأكد الناشطون، أن " هذا المتغير من شأنه قلب موازين القوى، لاسيما بعد أن أتضح أن الطرف الجديد يملك من القدرة على التعبئة المنظمة والتحشيد الشعبي، الشيء الكثير، وأن هذه القوى لا يستهان بها، ومطالبها واضحة ومشروعة، حيث تريد السلمية وتتبنى مطالب تحقيق أهداف الحراك الشعبي في القضاء على الفساد وتحقيق العدالة وحفظ النظام  الديمقراطي، وطرد المندسين والمخربين من الساحات، مما يعني أنها تتطابق مع الأهداف المعلنة للحراك منذ انطلاقه، لكن الخطورة تكمن في أن جهات ثالثة (الطرف الثالث) قد تستثمر هذا التوجه وتحاول شق الساحة الى تيارين متضادين، بمعنى استنساخ التجربة اللبنانية في حشد شارع ضد شارع، وهذا ما يعني صدامات وتعقيداً للأزمة بدلاً من حلها".

ورأى الناشطون أيضاً، أن " دقة وحساسية الظرف الآني، وغياب قوى الضبط الرسمية عن المشهد قد يقود الى ما لا يحمد عقباه، ولذا فأن خطاب المرجعية الدينية اليوم كان بمثابة نزع فتيل أي أزمة قد تحدث من خلال تبنيها لخطاب التهدئة، والمطالبة بضبط النفس والابتعاد عن لغة التخوين والادعاءات، وأيضاً المطالبة باحترام المدد الدستورية في تشكيل حكومة جديدة تحفظ النظام العام وتعيد الحياة الى طبيعتها قبل اندلاع الاحتجاجات".

وأضافوا أن "هذا الأمر مقنع لشريحة كبيرة من المتظاهرين، بل وللشارع العراقي برمته، الا أن ثمة أطراف متطرفة أو مرتبطة بمشروع خارجي لا يروق لها هذا الحديث لذا عمدت الى شن حملات عنيفة على المرجعية الدينية، وبدأت بحملات التأجيج ونشر الاخبار الزائفة من إجل جر المتظاهرين من كلا الطرفين الى الصدام العنيف، وهو ما حذرت منه المرجعية في خطبتها".

زلزال بشري في بغداد

الى ذلك وصف حساب الالكتروني، وهو منصة رقمية لا تعرف الجهة التي تتولى بث الانباء فيها، وصف التظاهرات الشعبية المنددة بالعنف والداعية الى السلمية، بأنه يشبه " الزلزال البشري في بغداد، وقال الحساب في خبر تابعه (العراق اليوم) أن " العاصمة العراقية بغداد اهتزت بعد ظهر اليوم الجمعة بزلزال بشري مليوني قدم الى ساحة التحرير من كل ارجاء العراق، من الفاو الى الموصل، تأييدا لسلمية التظاهرات، وطرد عصابات الجوكر التخريبية من الساحات، والكل يهتف (لا لمريكا لا لسعود، المعب للسيستاني الملعب).

واضاف " ساحة التحرير في بغداد وجميع الطرق المؤدية إليها تختنق في هذه اللحظات بسيول بشرية هائلة تواصل تدفقها على نحو لم يسبق له مثيل منذ انطلاق تظاهرات الأول من أكتوبر.

صفحات ومنابر الجيش الإلكتروني للجوكر تشهد منذ يومين حالة من الهلع على خلفية تظاهرات أمس واليوم، وكانت ردود فعلها هي:

- سبقت التظاهرات بمنشورات لتخويف المشاركين من احتمالية التعرض للاعتداء من قبل المتظاهرين بالتحرير.

- خلال تظاهرات الخميس بثت اشاعات كاذبة عن تعرض متظاهرين بالتحرير للطعن بالسكاكين، ووصفت المتظاهرين بأنهم اتباع أحزاب السلطة بغية تخوينهم وتجريمهم وتأجيج نزعة الانتقام منهم.

- ضخت منشورات هائلة لتحريض المتظاهرين في الساحات للاعتداء على حشود المتظاهرين الوافدين في محاولة لاشعال الفتنة وتفجير صدام دموي عنيف يمزق وحدة الشعب العراقي.

كل تلك المحاولات باءت بالفشل، حيث تشهد الساحات حالة تلاحم وطني فريد أشبه بتلك التي تجسدت يوم صدور فتوى الجهاد ضد داعش الإرهابي..

ولا عزاء لأيتام البعث.. فثورة أكتوبر ستنتصر بكل العراقيين، وبارادتهم الوطنية فقط.

علق هنا