بالأسماء .. رئيس الوزراء يصطحب معه جيشاً جراراً الى الصين !

بغداد- العراق اليوم:

العراق سيكون بلا نصف حكومته على الأقل، بدءاً من اليوم وحتى الثلاثاء المقبل، فرئيس الوزراء وحزمة من المستشارين وأغلب المحافظين، وكبار المسؤولين، سيكونوا في رحلة إلى الصين، هي الأولى من نوعها، بحجمها، وثقلها، حتى أن محافظ البصرة أسعد العيداني قاطع “حملته الشرسة” ضد المتجاوزين، ليلتحق بالوفد “التظاهرة”.

56 مسافراً رفيعاً!

وتؤكد وثيقة تسربت إلى الإعلام،  تحقق “ناس” من صحتها أن الوفد الحكومي يتألف من 31 شخصاً، لكن وخلال ساعات لاحقة، ظهرت قائمة جديدة اتضح فيما بعد أنها تتمة للقائمة الأولى، ليصل العدد الكلي للوفد إلى 55 مسافراً فضلاً عن رئيس الوزراء، ما بين وزير في الحكومة، ومستشار، ومسؤول رفيع، وعدد من المحافظين، فضلاً عن الكوادر الإعلامية والمصورين وموظفي المراسم، في واقعة أثارت الاستغراب وتساؤلات المتابعين، عن الحاجة الفعلية لمثل هذا الوفد “العملاق” في زيارة رسمية.

أزمة ثقة أم رغبة بالمشاركة؟

وضمت القائمة، وزير النفط ثامر الغضبان، ونائب رئيس الوزراء فؤاد حسين، ووزير الدفاع نجاح الشمري، ووزير الداخلية ياسين الياسري، ووزير الكهرباء لؤي الخطيب، ووزير الهجرة بنكين ريكاني، ووزير النقل عبدالله اللعيبي، ووزير الصناعة صالح الجبوري، ووزير الاتصالات نعيم الربيعي، فضلاً عن 16 محافظاً، وثلاثة مستشارين لرئيس الوزراء، وعدد من المسؤولين في مختلف الوزارات، ومرافقين من السكرتارية، والمصورين والإعلاميين، لكن حوارات عديدة انطلقت منذ ساعات فوق أوراق الوفد المسربة، حيث اعتُبر حجم الوفد مؤشراً على غياب الثقة بين المؤسسات العراقية،  فكان يكفي -وفقاً لمعترضين- أن تُمثل المحافظات بممثل عن الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات، كما كان يُمكن أن تُختزل الاعداد إلى الربع، لولا أن الجميع يسعى للمشاركة بنفسه في المباحثات.

لكن رأياً آخر، عزا حجم الوفد، إلى رغبة رئيس الوزراء –الذي يعاني من ضغوط سياسية هائلة- في تعضيد علاقاته بمسؤولي الدولة، ودفعهم للاشتراك في المباحثات، أو الاطلاع عليها عن كثب على الأقل، أملاً بجعل “الانجاز المُنتظر” من الزيارة، انجازاً يشترك في انضاجه الجميع.

حج الحكومة إلى الصين!

رغم ذلك، لاقت الوثيقة، سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، من الناشطين والمدونين، الذين تساءلوا بدورهم عن جدوى وجود تمثيل كل محافظة وقطاع ووزارة تمثيلاً شخصياً، مع إمكان الاكتفاء بوفد أقل عدداً يمثل جميع القطاعات العراقية.

وقال الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي إن ‏”ما ضيعته الحكومات العراقيّة من المليارات والفرص الإستثمارية كافية لتكرار تجربة نجاح الصين العظيمة في العراق مرات عديدة” ساخراً من حجم الوفد بعبارة “رحلة حج الحكومة إلى الصين!”.

فيما رأى آخرون أن تلك الزيارة تندرج ضمن فكرة حب المسؤولين العراقيين الزيارات والسفر خارج البلاد.

هل تأخر محافظا المثنى والديوانية عن الحجز؟!

وقال الناشط بكر العبودي إن “السياسين يرغبون بكثر السفر، خاصة إذا كان على نفقة الحكومة” فيما تساءل عن ترك محافظين اثنين، دون اصطحابهما إلى بكين، فيما رد آخر ساخراً “ربما قبطت الطيارة”.

حضر الجميع وغاب الحكيم!

من زاوية أخرى، لفت غياب وزير الخارجية محمد الحكيم، الذي يُفترض أن يكون حاضراً في مثل تلك الزيارة، لجهة التنسيق مع الدوائر المعنية في الصين ووزارة الخارجية، بشأن توقيع الاتفاقيات، خاصة وأن تلك الدوائر كانت خلال الأيام الماضية على تواصل دائم مع فريق من الوزارة لإعداد الاتفاقيات بالتنسيق مع المحافظات والمسؤولين المعنيين.

 

علق هنا