وزير الشباب ...وزير الإرهاب والكباب !

بغداد- العراق اليوم:

من منا لم يشاهد فيلم الزعيم  عادل امام "الارهاب والكباب " أحد روائع السينما المصرية في عقد التسعينات الصعب، وهو من الافلام ذات الإبعاد السياسية في محتواها وما ناقشه من موضوعات حساسة، ولعل الأخطر في الفيلم اعلاه، أنه يكشف عن خطر تغلغل الجماعات الاسلاموية المتطرفة في مؤسسات الدولة، وتمكنها من إدارة الشأن العام عبر أسلوب الإرهاب، وثمة واحدة من نبوءات السينما المصرية، هو تنبؤها المبكر بتفجر صراعات الجماعات الدينية الأصولية في عالمنا الاسلامي، ونموها الرهيب لاسيما في الألفية الجديدة. مناسبة هذا القول، مع الانباء التي رافقت توزير وزير الشباب والرياضة الحالي، والاتهامات التي تكاد تكون متواترة، ومدعومة بشهادات، عن ضلوعه في التورط بملفات ارهابية أو ما شاكل هذا، بل ان الاتهامات التي طالته، كانت من مؤسسات رسمية وذات حدود قانونية، كنواب سابقين، ومنهم رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب وغيرهم، وأيضاً من مؤسسات اعلامية وتلفازية. ورغم نفي الرجل لتلك التهم الا إن الأمر لا يزال موضع شك وجدل لا سيما في اروقة المؤسسة التشريعية التي يتجاذب نوابها الحديث وعرض الاتهامات، وصولاً الى التفكير جدياً في طرح الثقة عن الوزير واقالته. في مناسبة أخرى للقول، فأن ثمة معلومات تسربت من مكتب الوزير تفيد أن معاليه من محبي الكباب، بل يحرص على تناوله باستمرار في مقر عمله وبكثرة، حيث يقال أن العمل الأن جار  على توفير مواد اعداد هذه الوجبة بمكتب الوزير نفسه، بعد ان تأكد موظفو مكتبه بأن وزيرهم يعشق الكباب ويكثر من تناول هذا النوع من الطعام، وإذا ما  صحت هذه المعلومة المسربة فأنها تأتي من باب المفارقات العجيبة، والتماهي الغريب مع الفيلم الشهير. بل أن المفارقة الأهم، في أن يقبل العراقيون ونوابهم هذه المسألة ! ويبقى الملف معلقاً ومفتوحاً دون اجابات واضحة، في ظل ملف خطير واتهامات يجب ان تحسم بتحقيق شفاف ونزيه، يبرئ الرجل أن كان بريئاً، أو يدينه ان كان متورطاً على ضوء الاتهامات غير المسبوقة التي تتهمه بالانتماء للقاعدة تارة، واتهامات أخطر تارةً اخرى، فكيف نسمح لهذا الأمر بأن يبقى معلقاً دون أن تتخذ اجراءات سريعة وحاسمة بصدده، لذا فأن المؤسسة التشريعية باعتبارها المفصل الأهم، وهي من منحت الوزير الشرعية القانونية، تتحمل وحدها المسؤولية الوطنية والقانونية والاخلاقية لمراجعة ملف الوزير وسيرته، لا أن يبقى الملف خاضعاَ للتجاذب، وتمضي الأمور من غير هدى، فان هذه التفصيلة قد تقود الى تمرير ما هو أصعب وأدهى وأمر في قابل الأيام، والأهم أن رأي الشارع سيكون حاسماً في مواجهة مثل هذه الملفات المهمة ان رأى تهاوناً او تكاسلاً من نوابه في معالجة مثل هذه الحالات الخطيرة. وحتى يحسم الأمر، فإن وزير الشباب سيبقى متهماً بالإرهاب وأكل الكباب

علق هنا