تعيين جبار اللعيبي مديراً لشركة النفط الوطنية .. يعني وضع الرجل المناسب في المكان المناسب..

بغداد- العراق اليوم:

بتسمية وزير النفط جبار اللعيبي مديراً لشركة النفط الوطنية العراقية سيكون مجلس الوزراء برئاسة حيدر العبادي قد طبق بدقة شعار "الرجل المناسب في المكان المناسب" ونفذه أفضل تنفيذ، مختتماً سلسلة قرارته التي تجاوزت المئات بأنفعها، وأكثرها فائدة للبلد وللناس معاً، فكان ختامها مسكاً كما يقال ..

وبهذا القرار الشجاع يكون الدكتور العبادي قد وضع لبنة أضافية في البناء المؤسساتي الحكومي الناجح الذي بدأته حكومته، واستكملت حلقة مهمة ودقيقة للغاية في حلقات اعادة تقويم المسارات التي انحرفت منذ أمد غير قليل، ويكون الرجل قد أوفى بإلتزاماتهِ تجاه الدولة العراقية، واكمل مهمته الوطنية في تقديم المصلحة العامة على المصالح الأخرى، وفضل العمل المهني على العمل الحزبي أو الشخصي، فمثل هذه التعيينات المهمة تكشف جانباً مهماً عن طبيعة التوجه الجديد في عراق ما بعد 2014، ولعلها بشائر خير مستمرة في أن توجهًا عراقيًا قادماً  نحو تركيز مؤسسات الدولة، وتقعيدها على أسس الكفاءة والمهنية والقدرة، بعد اكثر من عقد من التخبط السياسي والعمل الحزبي غير المنتج.

فمجلس الوزراء برئاسة العبادي يمكن أن يشهد له أن مجلس حقيقي منذ التعديل الحكومي الذي انجز في 2016 ودفع بوجوه وكفاءات وطنية الى الواجهة، لاسيما في القطاع النفطي الذي شهد تحقيق طفرات نوعية في ادائه، وقبل ذلك شهد استقرارًا ظل مفقوداً، ليستكمل أمسِ مجلس الوزراء هذا المسار بتعيينه الخبير العراقي المهم والمميز المهندس جبار اللعيبي مديراً لشركة النفط الوطنية، المؤسسة الأهم والأكثر قدرةً على التعبير عن أزدهار هذا القطاع الحيوي المهم في البلاد التي لا تمتلك أكثر من هذه الثروة الآن، ويعول ان تحول ثروة النفط الى ضمانة بقيام تنمية عراقية مستدامة، لكن سنوات الترقب الماضية كانت تصيب المراقب بالقلق لا سيما وأن تخبطاً كبيراً كان في الاعوام السابقة، وأبعاداً غير مبرر للكفاءات الوطنية، لكن المسار تصحح والحمد لله، وها نحن نندفع  الى الأمل مجددًا، واليوم يراكم مجلس الوزراء هذا التصحيح بخطوة اضافية وضرورية ومهمة، بتولية السيد جبار اللعيبي ادارة مؤسسة النفط الوطنية، وهذا يعني أن مزيدًا من الاستقرار والتقدم سيحرز في هذا القطاع، ولعل سائل يسأل عن مصدر ثقتنا وتفاؤلنا؟ ونقول أن مبعث هذا كله، عدة أمور، منها أن مؤسسة النفط الوطنية العراقية ستكون البديل الناجح عن مؤسسات هرمة مصابة بالهزال والضعف الاداري فضلاً عن مشاكل الفساد والبيروقراطية، ولعل شركة سومو (العليلة) خير مثال على ذلك، ثم أن هذه المؤسسة – الشركة- ستكون بوابة حديثة لادارة القطاع النفطي، فيما سيناط بوزارة النفط الاشراف على القطاع، مما يعني المزيد من المرونة والعمل النوعي في ادارة هذه الشركة المهمة بعيدًا عن تعقيدات البيروقراطية وأساليب الدولة العميقة المخفية التي تريد افشال انجازات أي مؤسسة وطنية، ثم أن الأهم في مبعث تفاؤلنا أن الشركة انيطت بكفاءة عراقية مهمة، وقامة من قامات النهضة الوطنية العراقية، ورجل كفء يعرف ما يصنع ويريد في أن يحافظ على اعراف ومسارات هذه الصناعة، كيف لا واللعيبي حقق نجاحات كبيرة في اقل من سنتين على استيزاره في النفط، وهو رجل يتمتع بخصائص فنية وعلمية وتخصصية لا يملكها أي كادر نفطي في جميع مؤسسات النفط، بل ولا يملكها حتى من تقاعد عن العمل في التخصصات النفطية، فاللعيبي اطال الله في عمره يعد آخر خبراء النفط الكبار في تاريخ هذا المنتوج المهم، وكنز من كنوز الابداع التخصصي العراقي، حاله حال الجواهري والسياب والنواب في الشعر، وحال محمد خضير في القصة، ومثل فائق حسن في الرسم والتشكيل، وحال زها حديد في المعمار، إنه أحد عبقريات النفط في العراق، لذلك حسناً فعل العبادي، ومجلس وزراء حكومته حين صوتوا أمس على تعيين هذا التخصصي النادر مديراً لشركة النفط الوطنية، التي سيكون لها شأن كبير في حياة واقتصاد ومستقبل العراقيين، فهي مختصر انتاج وتسويق النفط العراقي.

هذا التفاؤل سيعززه أيضاً النظر بخطفة سريعة على التقدم الذي احرزته وزارة النفط في جميع اعمالها المنفذة ومهامها الموكلة اليها بقيادة السيد اللعيبي الذي له بصمات على مواقع المسؤولية التي تولاها بهمة وكفاءة ونظافة يد وضمير عراقي لا يقدم على وطنه أي اعتبار أخر، فسيرة هذا الرجل العطرة، الممتدة الى اربعين عامًا تدفعنا الى التفاؤل الذي لا يحسب لأية مخاوف حساب. فالعراقيون اليوم مطمئنون الى أن ثمة كفاءات عراقية مهمة تقود قطاعًا حيوياً يتعلق بحياتهم كقطاع النفط الناهض

علق هنا