ما الذي يدور في أروقة فندق بابل ؟

بغداد- العراق اليوم:

تسارعت الخطى ولم يعد المشهد السياسي العراقي الذي بدا شبه خامل في الفترة السابقة، يستطيع اللحاق بوتيرة الاحداث المتصاعدة في الساعات القليلة الماضية، حيث أن هذا الحراك افرز بشكل واضح جبهتين على الساحة الشيعية على الأقل، فيما بقيت الساحة السنية على الرغم من تمحورها حول " المحور" السني الذي حظي برعاية سعودية في طرف منه، ودعم قطري- تركي على طرفه الآخر، يتفرج، فيما ينتظر الكرد على أطراف بغداد ينتظرون انجلاء غبرة المشهد، ليروا من يقف فوق جثة من؟ ليعلنوا التحاقهم بالمنتصر في معركة كسر العظم السياسية التي كانت ابرز ضحايا " التحالف الوطني العراقي" الذي تشظى رسمياً وأعلنت الاحداث المتسارعة موته للأبد كما يبدو.

معلومات ( العراق اليوم) التي ترده من اروقة المشهد، تشير الى ان الفزر الذي جرى في الساعات الأخيرة، كان كبيراً وصاخباً، حيث أن الصدر الذي توجه على نحو السرعة منذ ليلة أمسِ الى العاصمة بغداد لم تفلح جهوده في الوصول الى تشكيل الكتلة الاكبر، حتى مع محاولته استمالة اطراف كردية وسنية من خلال تقديم وعود واغراءات كبيرة، الا ان هذا لم يأتِ بنتائج، فيما كانت وسائل اعلام تيار الحكمة الحليف الأضعف للصدر، تواصل بث البروبغندا الدعائية، وتبشر أن مساء الأحد سيشهد انعطافة كبرى في المشهد، واعلان تكتل يضم الصدر والحكيم والعبادي بما تبقى له من انصار في ائتلافه الذي انهار سريعاً ولم يصمد امام تنافر اقطابه، وعلاوي الذي يمني النفس بالاشتراك في حكومة تخرج من عباءة " السيدين"، الا ان شيئاً لم يحدث من وعود ودعاية الحكيم، حيث  تفيد معلومات خاصة وردت لـ ( العراق اليوم) أن " تحالف الكتلة الاكبر –جناح الصدر والحكيم والعبادي وعلاوي- لم يفلح لغاية الآن بجمع سوى 94 مقعداً، وهي خيبة أمل كبيرة، حيث أن الجهود التي انصبت خلال الفترة السابقة لم تستطع بناء تحالفات لهذين التيارين مع تقديمهما بقوة للمالكي وائتلافه كبعبع سياسي يمكن أن يجهز على الشركاء، الا أن عقدة " العداء" للمالكي لم تنجح هذه المرة في تجميع اعدائه في نادي " خصومه".

في الجانب الأخر، تشير معلومات الى أن تحالف الفتح والقانون والحزبين الكرديين والنجيفي وتحالفه والكرابلة وبعض القوى الصغيرة، مضافاً اليها اكثر من عشرين نائباً منسحباً من النصر قد وصلوا بالفعل الى عتبة 194 نائباً لغاية الآن، مما يعني أنهم افلحوا في بناء التحالف الأكبر، الا أن ما يعيق الاعلان هو رغبة " فتحاوية" شديدة بضم الصدر وائتلاف سائرون لهذا التحالف، مع ابقاء الحكمة والعبادي وعلاوي اطراف صغيرة خارج الكتلة الاكبر، مما يعني ذهابهم اضطراريًا الى خيار المعارضة النيابية.

مصادر شديدة الصلة بما يجري من مباحثات اشارت الى أن " زعيم تحالف الفتح نجح في وساطة مؤثرة بين المالكي واسامة النجيفي، وقد اثمرت عن لقاء مشترك للرجلين، فيما ينتظر ان ينجح العامري ايضاً في صناعة هذا التقارب بين الصدر والمالكي، الذي تلقى بالفعل اشارات مهمة من الصدر مفادها أن لا شيء يعيق التحالف شرط أن يكون رئيس مجلس الوزراء المقبل صناعة مشتركة من كل اطراف التحالف الأكبر"

علق هنا