السواح العراقيون : جنس رخيص ومباح، واحتمالات الإصابة بالإيدز كبيرة جداً

بغداد- العراق اليوم:

جلس عقيل في أحدى المقاهي الشعبية، يتَحدث عن رحلتهِ السياحية الأخيرة، لأحدى الدول المجاورة، وتبدو على وجهه علامات التعجب!، فهو كما يقول لأحد جلاسه هامساً، أن " الجميع في خطر"!، ويردف " بعد الذي شاهدتهُ هناك، أعتقد ان ثمة مشكلة كبيرة ستقع في القريب العاجل ان لم تتخذ الجهات ذات العلاقة حلاً مناسباً لها".

لم يكن جلاس عقيل يفهمون ما يرمي اليه، من خلال حديثه التحذيري هذا، الا أنهُ اوضح بعد ذلك بالقول " ثمة ممارسات خاطئة يمارسها بعض العراقيون الذين يذهبون الى دول الجوار لغرض السياحة، حيثُ لا يتورعون عن الاختلاط غير الآمن مع بعض بائعات الهوى الرخيصات دون ان يدركوا خطورة هذه الممارسة عليهم وعلى غيرهم ".

عقيل تحدث فيما بعد لمراسل " العراق اليوم " الذي كان حاضراً هناك، عما شاهده في سفره الأخير لتركيا، حيث يؤكد ان " الكثير من السواح العراقيين القادمين الى هناك، يبحثون عن اللذة، ونظراً لصعوبة التفاهم، فأنهم دائماً يلجأون الى سماسرة وقوادون يقومون بجلب بائعات هوى لا يخضعن لرقابة صحية من قبل المؤسسات الرسمية، وهذا ما يعني امكانية اصابتهم بالخطر".

ويردف " شخصياً شاهدتُ في مدينة انقرة عراقيين يتعاملون مع بعض المتسولات او بائعات الهوى اللواتي يقفن ليلاً على قارعة الطريق، دون ان يكون لهم سابق معرفة فيهن ".

وعن سبب هذا الخيار يقول عقيل " الجهل باللغة اولاً، والحياء من طلب المساعدة من بعض العراقيين والعرب في موضوع حساس كهذا، كما ان المباغي الرسمية تتقاضى اجوراً عالية مقارنةً بما تعرضه سوق الدعارة السوداء من اسعار مغرية ".

اثارنا الموضوع ، وتوجهنا لأحد اصحاب شركات السياحة والسفر، ويدعى ابو عمر الذي قال لـ " العراق اليوم"، على الرغم من التقشف الاقتصادي الذي تعانيه البلاد، الا ان الاقبال على السفر لا يزال قائماً".

وعن مقاصد السياح العراقيين الآن، يؤكد في فصل الشتاء يقل الطلب على السياحة، لكن مع ذلك، فأن العراقيين يفضلون دول الجوار، كتركيا وايران وسوريا، وايضاً دولاً أخرى كأوزبكستان وجورجيا وروسيا البيضاء وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق".

وعن السياحة الجنسية، يضحك ابو عمر، ويواصل حديثه، بالفعل الكثيرون يبحثون عن المتع من خلال السفرات السياحية، ولا سيما المتعة الجنسية، لذا فأنها مزدهرة هناك، وخصوصاً في الدول التي تسمح قوانينها بمثل هذه الممارسات.

في مكان أخر قابلنا أحمد سلمان وقد عاد قبل ايام فقط من سفرة سياحية وسألنه عن رأيه بهذا الموضوع، فأشار الى ان " كل السواح في العالم يبحثون عن ملذات تختلف من شخص لأخر، لكننا كعراقيين نبحث عن ملذات بلا رقابة ولا مخاوف ومحاذير اجتماعية ".

ويتابع " شخصياً قابلت اكثر من فتاة في الدولة التي ذهب اليها، ولكنهن في الغالب يشترطن قبل المعاشرة استخدام الواقي الذكري، وايضاً انا حرصاً مني على صحتي وسلامتي اقوم باستخدامه، كما اني اختار من اماكن معروفة".

فيما يحذر الدكتور عماد صاحب، وهو اختصاصي امراض جلدية وتناسلية من خطورة الامراض المنقولة جنسياً، ويرى انها آفة وستتحول الى وباء اذا ما استمرت الجهات ذات العلاقة بغض الطرف عنها، حيث يقول لـ" العراق اليوم"، " ما يحدث لا يمكن تجاهله، السياحة منتشرة واصحبت ثقافة بين العراقيين، ولكنها للأسف تستغل فقط للبحث عن جنس منفلت دون ان يراعي من يقوم به ابسط اجراءات الوقاية من الامراض التناسلية الخطيرة".

ويشير الى انه " كطبيب مختص شهد مراجعات كثيرة لعراقيين كانوا في سياحة بدول مجاورة، لكنهم كانوا يعانون من امراض تناسلية كالسفلس والسيلان والحساسية في مناطق خاصة وغيرها".

ويضيف " هذا الأمر لم يتقصر على الرجال فقط، بل للأسف هناك نساء ايضاً ولكن بنسب تكاد لا تذكر !".

ويحذر من خطورة السكوت وتجاهل هذه المشكلة، داعياً المنابر الاعلامية والدينية للتحذير منها، والا فأن المحذور قد يقع وستكون كارثة صحية لن يشهد العراق مثيلها .

32 اصابة خلال العام الماضي

وزارة الصحة من خلال شعبة الايدز الموجودة فيها كانت قد كشفت عن تسجيل 32 اصابة خلال العام الماضي.

حيث اكدت مديرة شعبة الايدز التابعة لوزارة الصحة ايمان سامي،  عن اصابة {32} عراقيا بمرض الايدز خلال عام 2015، فيما اكدت ان اطباء الاسنان والحلاقين وعمليات نقل الدم لهم دور في نقل هذا المرض.

وقالت سامي في بيان صادر عن وزارة الصحة ت ان" الاصابات التي تعرض لها رجال ونساء خلال العام 2015 بلغت {32} اصابة فيما بلغت {24} اصابة بين الوافدين الى العرا ق والمجموع الكلي المسجل بين العراقيين منذ عام 1986 وليومنا هذا {397} اصابة واغلبهم توفى، منذ بداية البرنامج الخاص بعلاج مرضى الايدز عام 1986". مؤكدة على ان عمل اطباء الاسنان والحلاقين وعمليات نقل الدم لهم دور في نقل المرض جراء استخدامهم للادوات والمعدات الخاصة بعملهم والتي تحتاج الى التعقيم الجيد ، وهذا مما يتطلب التشقيف والتوعية الصحية للمواطنين"

اقليم كردستان ايضاً .!

وبحسب موقع الماني فأن الاحصائيات تشير  الى ان عدد المصابين بالايدز في الاقليم ولغاية 2008 لم يتجاوز الحالتين، لكن من 2008 والى 2012، وصل العدد الى 107 حالة.

ويصف الدكتور خالص قادر الناطق الرسمي باسم وزراة صحة إقليم كردستان هذه الارقام "بالمخيفة"، لكن ليس لانها كبيرة، بل لأنها اكثر بكثير مما كانت عليه قبل سنوات معدودة.

وحسب الاحصائيات، لا يوجد اطفال بين حاملي الفايروس من اهالي الاقليم، بل تبدأ اعمارهم من 21، بينهم خمس نساء، دون ان يتم الافصاح عن هويات المصابين او مناطق سكناهم لاسباب "اخلاقية ومهنية" كما يشير اليه الناطق باسم الوزارة. وأضاف الطبيب قادر أنهم تحت المراقبة، "بينما العدد الاكبر وهم الاجانب، رحلوا جبرا إلى خارج الاقليم".

ويعزو الطبيب قادر النسبة الكبيرة لحاملي الفايروس من الاجانب إلى الانفتاح الذي طرأ على اقليم كردستان بعد عام 2006، خاصة بعد افتتاح مطاري اربيل والسليمانية الدوليين، اضافة الى الالاف من الايدي العاملة الاجنبية التي دخلت مدن الاقليم، موزعين على اعمال الخدمات ومشاريع البناء والشركات.

ولم يخف الناطق باسم الوزارة مخاوفه من ازدياد اعداد المصابين بمرض الايدز خلال السنوات القادمة، لكنه يؤكد على ان الارتفاع في الاعداد "سيبقى تحت السيطرة ولن يتحول المرض الى وباء أو ظاهرة".

ما هو الايدز ؟

مرض الايدز ناتج عن فايروس يحمل اسم (VIH) يجعل من حامله فاقدا للمناعة امام ابسط الامراض. وعدا الجماع، يمكن للفايروس الانتقال من شخص الى اخر عن طريق استعمال أدوات أحد المصابين الجارحة، كالإبر والحقن وشفرات الحلاقة، اضافة الى نقل الدم.

غياب مراكز الفحص الحدودية 

الدكتور عامر عبد القادر من وحدة معالجة الامراض الانتقالية، يقول لـ " العراق اليوم"ـ ان " العراق يواجه بالفعل مشكلة كبيرة في هذا المجال، لا سيما وان هذه الأمور لا تثار للنقاش، ولا تخضع لرقابة صارمة بسبب الانفتاح الذي شهدته البلاد بعد 2003 ".

ويوضح " نحن ازاء حالتين من المرجح ان تكون مسببة لانتشار الايدز او الامراض الجنسية المعدية، الاولى هو السياح العراقيون الذي يجبون دول العالم، ويمارس الكثير منهم الجنس مع نساء لا يعرفن عنهن شيء، ودون ان يتخذ اية احتياطات واقية ".

ويتابع " والحالة الثانية هي الوافدين للعراق، وهولاء ايضاً يختلطون مع السكان بشكل كبير، ولعل العراق شهد موجات بشرية هائلة قامت بزيارة البلد، ولذا فأننا ازاء كارثة بكل المقياييس اذا ما علمنا ان بعض دول الجوار تعاني من هذه المشكلة بشكل واضح ".

ويطالب عبد القادر بتشديد الاجراءات الرقابة على المنافذ الحدودية لحصر الحالات وتشخصيها، وايضا ًمتابعة العمالة الوافدة من دول شرق اسيا وافريقيا، كون هذه البلدان مشخصة من البلدان المصابة بهذا الفيروس القاتل ".انتهى

 

 

 

علق هنا