مصادر تكشف عن طبيعة الوساطة الايرانية الجدية بين بغداد والبرزاني

بغداد- العراق اليوم:

واصلت القوى الكردية في شمال العراق جهودها لاعادة العلاقات مع بغداد الى دفئها السابق، عبر توسيط اطراف دولية واقليمية فاعلة في المشهد العراقي، حيث واصل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني ارسال الوفود الى العواصم الاقليمية والاوربية لحشد المزيد من الضغوط ضد بغداد لاجبارها على فتح نافذة التفاوض .

في هذا الوقت كشفت مصادر عليمة، ان الوساطة الايرانية توصلت الى مراحل متقدمة، وستنجح في مساعيها، بعد ان تلقت اشارات ايجابية من بغداد واربيل، حيث بادرت بغداد باطلاق دفعات كبيرة من رواتب موظفي الاقليم الشمالي، فيما اعلنت اربيل اخضاعها المطارات والمنافذ الحدودية للقانون العراقي النافذ.

واشارت المصادر في حديث ( العراق اليوم)، ان الوساطة الايرانية نجحت في كبح جماح التيار الانفصالي، وانهاء اوهام الدويلة الكردية المقتطعة من العراق.

وتضيف فيما ضمنت ايران تواصل بغداد مع الاقليم وفق الدستور العراقي النافذ، الذي ينظم شكل الادارة اللامركزية في البلاد.

ولفتت المصادر الى ان الاكراد في العراق مقتنعون اليوم اكثر من اي وقت ان الضمانات الايرانية والامريكية هي الاكثر جديةً من تلك التركية التي اتضح انها كانت ظاهرية لم تصمد ازاء التقلبات في الموقف السياسي التركي، وازماته المتفاقمة.

الى ذلك،  اجتمع  رئيس حكومة الإقليم، نيجيرفان البارزاني، اليوم الأحد، 21-1-2018، مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في العاصمة الإيرانية طهران.

وخلال اللقاء، قال روحاني لنيجيرفان البارزاني إنه "ينبغي أن تنال جميع المكونات في دول المنطقة حقوقها المشروعة في إطار الدستور ووحدة الأراضي، وخاصة كرد  العراق"، مبدياً استعداد أصحاب الثروات في بلاده للمشاركة في مشاريع البنى التحتية في إقليم كردستان.

وأشار روحاني إلى العلاقات التاريخية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع "كرد  العراق"، مشدداً على ضرورة "بذل كل الجهود لتعزيز أواصر العلاقات بين الشعبين الإيراني والعراقي".

ولفت الرئيس الإيراني إلى دور وتأثير إقليم الشمال  في تعزيز أمن العراق كجزء مهم في البلاد، متابعاً أن "الأمن والاستقرار مهمان لتحقيق التنمية والازدهار، ولا يمكن السماح بزعزعة استقرار الدول وأمنها تحت أي ذريعة".

ومضى بالقول: "يجب أن تنال جميع المكونات في دول المنطقة وخاصة كرد  العراق، حقوقها المشروعة والقانونية في إطار الدستور ووحدة الأراضي".

وعبر روحاني عن استعداد أصحاب رؤوس الأموال الإيرانيين للاستثمار في إقليم كوردستان، بالقول: "أصحاب رؤوس الأموال الإيرانيون مستعدون للاستثمار في المشاريع الاستراتيجية بإقليم كوردستان، كما نرحب بالتجار من الإقليم للمشاركة بشكل أكثر فاعلية في السوق الإيرانية، ونحن نتطلع إلى إيران وعراق أكثر تقدماً وازدهاراً وهذا يصب في مصلحة جميع شعوب المنطقة".

 

ووصل نيجيرفان البارزاني إلى طهران أمس السبت، على رأس وفد من حكومة إقليم كوردستان، وأشارت القنصلية الإيرانية في أربيل إلى أن الاجتماعات التي سيعقدها الوفد في طهران ستتمحور حول بحث القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

وقال مسؤول علاقات حكومة إقليم كوردستان في إيران، عبدالله آكريي، لشبكة رووداو الإعلامية إن "رئيس وزراء إقليم كوردستان والوفد المرافق له، يجتمعون خلال زيارتهم التي ستستغرق يومين، مع الرئيس حسن روحاني، ورئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، ومسؤولين آخرين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك".

ووصفت القنصلية الإيرانية في أربيل، الزيارة بـ"المهمة"، مشيرةً إلى أن "زيارة الوفد وهي الأولى منذ إجراء الاستفتاء ورفض الحكومة والمحكمة الاتحادية العراقية للعملية، تعد خطوة إيجابية".

يشار إلى أن الوفد الذي يترأسه نيجيرفان البارزاني إلى طهران، يتألف من نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان، قوباد الطالباني، ورئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان، فؤاد حسين، والمتحدث باسم حكومة الإقليم، سفين دزيي.

علق هنا