على مَن يراهن الشيوعيون العراقيون في انتخابات ٢٠١٨، ومع من سيتحالفون ؟

بغداد- العراق اليوم:

اعدت الاحزاب والقوى السياسية التقليدية والناشئة العدة لانتخابات ٢٠١٨ المحلية والوطنية، والتي تعد الاهم منذ انطلاق قطار العملية السياسية بعد التحرير من سطوة النظام الصدامي البغيض.

ويبدو ان الاحزاب الحاكمة والكبيرة قد اطبقت بكامل قواها على مفوضية الانتخابات، ولا نقول كي تقوم بتزوير الانتخابات لصالحها، وسنكتفي بالظن ان هدف هذا  الاطباق هو منع التلاعب بحصصها الكبيرة، وازاء سطوة الاحزاب وجشعها وقدراتها اللا محدودة، تبدو مهمة احزاب بعيدة عن السلطة صعبة ومعقدة للغاية، فمثلًا يقف الحزب الشيوعي العراقي بكل تاريخه وتراثه النضالي العظيم  بعيدًا عن السلطة، او لنقل مُبعداً بالأحرى، بعد ان خذلته التوازنات الطائفية والقومية، ولم يستطع الشارع سماع صوته الوطني الذي ظل ينأى بقوة عن العزف على اي وتر، وظل مراهنًا على عودة الوعي الوطني، وتجاوز محنة الاصطفافات العرقية والطائفية، وبالتالي اللعب في الساحة السياسية التي يريدها، لا التي يراد له ان يلعب فيها.

لكن من يتابع مواقف الحزب، سيجدها لم تبتعد عن الانصاف السياسي، وظلت مواقفه متسمة بالوطنية، وبالدفع نحو تجاوز الازمات وعبورها الآمن للوطن والمواطن، ولم يثنه اقصاءه عن المشهد من الاشادة بحماسة بالانتصارات العسكرية، والترحيب الدائم والمستمر بالتغلب على العقد الكبيرة التي تعرقل حركة عجلة المسيرة الوطنية. وقد كان الحزب ولا يزال يتابع ويواصل مواقفه هذه، واخرها كان ترحيبه الكبير بقرار رئيس الوزراء الدكتور العبادي بفتح المعركة مع الفساد بعد الانتصار على داعش وسحقها، الامر الذي قرأه مراقبون وصحافيون سياسيون، بأنه خطوة من الحزب تجاه العبادي لغرض التحالف معه، بعد تزايد الحديث عن تزعم الاخير لقائمة وطنية عابرة للطائفية والقومية.

ولكن وان صحت هذه التكهنات، فعلام يراهن الشيوعيون العراقيون، وما هي اوراقهم الرابحة انتخابيًا، هذا السؤال الجوهري، يجيب عنه الشيوعيون انفسهم، فهم لا يملكون سوى نزاهة مشهودة سياسيًا وشعبيًا، واداء سياسياً ووظيفياً يشهد له الصديق والعدو، وثباتاً على مواقفه الوطنية الرافضة للاقتتال الطائفي او القومي والعرقي.

ويرى قيادي شيوعي، ان المرحلة المقبلة، هي مرحلة النزاهة والشرف الوطني، وهي مرحلة صولة الشعب العراقي كله ضد الفساد والفاسدين، وكما كان لقواتنا الامنية والحشد العراقي صولات كاسحة ضد داعش، فأننا نراهن على صولة الشعب الذي تحرر من عقده ومخاوفه التي صنعتها الدوائر المغلقة، ولذا سيكون الحزب في الصف الذي سيختار الانتماء الوطني، وسيحافظ على الانتصارات المتحققة وسيدعمه بقوة دون تردد او عقد ماضوية او تخوفات مستقبلية.

أما ما يشاع ويذاع هنا وهناك عن تحالف مع هذا (التيار) أو اصطفاف مه هذا الحزب، أو ذاك التحالف، فهي ليست اكثر من توقعات، وتصورات غير دقيقة، فالحزب يتحالف ويصطف مع القوى التي تؤمن بالحرية والحقوق المدنية، وبمكافحة الفساد، وانجاز مؤهلات المرحلة، التي تقف معيشة المواطن واستقلال البلاد، والتصدي للسراق في مطلعها، وكل من يشترك معنا بهذه الرؤى فهو حليفنا دون شك.

 

 

علق هنا